..الفرق بين الانسان وغيره من الكائنات التي يمتلئ بها الكون الفسيح هو الاحلام والقدرة على تحقيقها وتحويلها إلى واقع ملموس.
الانسان الذي لا يمتلك القدرة على الحلم يعيش بلا هدف أو بوصلة تحدد موضع قدميه وترشده إلى الطريق الصحيح.
مهما بدت أحلامك بعيدة وصعبة المنال يجب أن تؤمن بقدرتك على تحقيقها ، فكل الناجحين الذين بلغوا عنان السماء ولامسوا السحاب بأيديهم كانوا في يوم من الايام أشخاص عاديين لا يمتلكون شيئا سوى احلامهم الكبيرة وارادتهم القوية في تحقيقها.
لدينا نموذج حي ملهم متمثل في النجم الكروي الكبير محمد صلاح الذي جاء من أعماق الريف وتحديدًا من قرية نجريج الى نادي المقاولون العرب لا يمتلك سوى موهبته وأحلامه العريضة في أن يصبح ذات يوم لاعبًا مشهورًا يشار له بالبنان.
وحفر بأصابعه في الصخر ، فهو لم ينتم الى الاهلي الزمالك أكبر الاندية المصرية والعربية ، وربما كان هذا من حسن حظه فهو لم يحظ بالتدليل الاعلامي والحصانة الجماهيرية ولم يتمتع بالمجاملات التي يتمتع بها لاعبو القطبين الكبيرين ويتم اختيارهم في المنتخبات الوطنية بغض النظر عن مستواهم ووجود من هم افضل منهم في اندية اخرى.
وسافر الى سويسرا ليلتحق بنادي بازل وهو نادي صغير غير موجود على الخريطة الاوروبية ولكن الفتى الصغير استطاع أن يخطف انظار الكبار وانتقل الى نادي تشيلسي الانجليزي واصبح لاعبًا في الدوري الاقوى في العالم ، وتنقل بعد ذلك بين اندية فيورنتينا الايطالي وروما الايطالي إلى أن حط الرحال في ليفربول الانجليزي لتتفجر موهبته ويعانق احلامه ويبدأ في تحطيم كل الارقام القياسية ، وفازبكل الالقاب الجماعية والفردية ودخل التاريخ من أوسع أبوابه لانه آمن بحلمه وقدرته على تحقيقه.
لَا شَيء مُستحيل ، بالمَعنى الحَرفي للجُملة ، ولو توقف كل شخص حالم عند كلمة مستحيل لتسربت أحلامه من بين يديه وصارت هباءا منثورا.
ولدينا قصة أخرى ملهمة لفتَاة صغيرة اسمها نادية نديم من أفغانستان استطاعت ان تهرب من بلادها وهي بعُمر الـ 11 عام ، بعد مقتل والدها هُنَاك أمام عينيها على يد جنود طالبان .
كانت تمتلك موهبة رياضية فذة في كُرة القَدم وتم منحها الجنسية الدنماركية ومثلت منتخب الدنمارك في اكثر من 99 مباراة دولية ولعبت لعدد من اكبر الاندية الاوروبية مثل نادي باريس سان جيرمان الفرنسي ومانشستر سيتي الانجليزي وسجلت أكثر من 200 هدف عبر مسيرتها الرياضية الحافلة .
ولم يشغلها نجاحها الرياضي عن طموحها العلمي في أن تصبح طبيبة ناجحة ومشهورة ، وأكملت نجاحها وتخرجت في كلية الطب وأصحبت طبيبة بشكل رسمي في أكبر مستشفيات العاصمة الدنماركية كوبنهاجن .
والجدير بالذكر أن نادية تتحدث 9 لُغات بطلاقة تامة ، ويشار اليها في كل مكان باعتبارها نموذجا رياضيا وعلميا ناجحا .
ولنا أن نتخيل مصير نادية لو ظلت بين جبال تورا بورا في افغانستان حيث ينتهي بها الحال محظية لأحد مشايخ طالبان أو جارية يتم تقديمها لأحد المقاتلين في جهاد النكاح.
هذه القصص الملهمة تحتم عليك أن تعتصم بأحلَامك بَعد خَالقك ، وتؤمن بقدرتك على معانقة السحاب.