إنها مصر

وصية الشيخ زايد لأبنائه

كرم جبر
كرم جبر

وصية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لأبنائه هى: "نهضة مصر نهضة للعرب كلهم، وأوصيت أبنائى بأن يكونوا دائماً إلى جانب مصر.. وهذه وصيتى، أكررها لهم أمامكم، بأن يكونوا دائماً إلى جانب مصر، فهذا هو الطريق لتحقيق العزة للعرب، إن مصر بالنسبة للعرب هى القلب، وإذا توقف القلب فلن تكتب للعرب الحياة".

ونفذ الشيخ محمد بن زايد وصية والده، وعندما وجد مصر فى أزمة وضيق امتدت يده الكريمة لفك الحصار وتخفيف الخناق، فى مشروع عظيم هو الأكبر فى تاريخ الاستثمارات المصرية، وحفظ الله العلاقات الطيبة بين البلدين.

ولا ينسى المصريون أبداً أصحاب الفضل ومن يمدون يدهم بالخير، ويحفظون للإمارات وشعبها كل ألوان المحبة فى قلوبهم.

والشيخ محمد هو خير خلف لخير سلف، والمصريون يحبون الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان، نظرا لمواقفه تجاه مصر والشعب المصرى فى مختلف الحقب الزمانية، فنجده داعما مصر فى أعقاب العدوان الإسرائيلى على مصر عام 1967 فكان له دور مهم جدا فى مساندة مصر لمحو آثارها، وكان له دور مهم فى حرب 1973 عندما قرر قطع إمدادات البترول عن أمريكا والدول المساندة لإسرائيل.

والشيخ زايد قدم الدعم المادى والعسكرى لمصر بعد حرب 73، كما ساهم مساهمة كبيرة فى تعمير مدن القناة التى أضرت بها الحرب، فضلا عن دوره الكبير فى إنهاء القطيعة بين مصر والدول العربية، بعد اتفاقية كامب ديفيد، فكانت الإمارات مصرة على عدم حدوث تلك القطيعة، وكان الشيخ زايد كعادته رجل سلام، واستطاع إنهاء الخلاف العربى المصرى، وأعاد مصر إلى العرب وأعاد العرب إلى مصر.

وحكام الإمارات يسيرون على نفس نهج الشيخ زايد فى سياسته تجاه الدول العربية عامة ومصر خاصة، وكانت الإمارات من أولى الدول العربية التى دعمت مصر بعد ثورة 30 يونيو، وداعماً وشريكاً رئيسياً لمصر فى حربها ضد الإرهاب ولم تتوان فى تقديم كل صور المساندة المادية والمعنوية، وهو ما تبلور بعد تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى مقاليد الحكم.

والمساندة الإماراتية لمصر مستمرة، خصوصا فى ظل تعدد الزيارات للرئيس عبدالفتاح السيسى إلى دولة الإمارات وعلاقته القوية بحكام الدولة الإمارتية خصوصاً أخيه الشيخ محمد بن زايد، تلك الزيارات التى أسفرت عن الكثير من المشروعات والاستثمارات الإماراتية فى مصر.

وكل هذه المواقف كانت سببا قويا فى حب المصريين للإمارات حكاما وشعبا، لأنهم لم يروا من دولة الإمارات إلا الخير، وتجسد الخير كله فى تطوير مشروع رأس الحكمة، الذى ينقل الاستثمارات بين البلدين إلى آفاق واسعة عنوانها "الخير للشعبين".