«غنِّ كما شئت» قصيدة للشاعر علي النهام

ارشيفية
ارشيفية

في شطِّ عصفِكِ يا أنثى الأراجيحِ

لا بحرَ يحملُني في مركبِ الريحِ

 

 قلبانِ في لهفةِ الجوديِّ ما اعتنقا

ولا استفاقَ بصدرِ الشوقِ تسبيحي

 

أنا المسافرُ خلفَ الماءِ تحرسُني

مظلتانِ من اليقطينِ والشيحِ

 

قالتْ إليَّ غدائي جاعَ بي سفري

وصاحَ بي عطشي من كثرِ تلميحي

 

ذوَّبتُ في فمِكَ الأنهارَ صامتةً

ماذا ستجني إذا ما جنَّ تصريحي؟

يا أنتَ ما عادَ للتلميحِ من لغةٍ

أقبِلْ إليَّ - تكاثرْ في تباريحي

 

وسافرِ الآن في أعماقِ لهفتِنا

خُذني إليكَ لقاءً يحتوي روحي

 

خُذني فضاءً من التقبيلِ منسكبًا

خُذني عناقًا ولا ترضَ بتسطيحي

 

خُذني قيودًا وكنْ سجنًا لعاصفتي

أبِّدْ مقامي ومزّقْ أمرَ تسريحي

 

خُذني ابتهالًا، صلاةً، رقيةً، وفَمًا

خُذني كتابًا موشّىً بالتواشيحِ

 

غنِّ كما شئتَ لكنْ في مغازلتي

حلّقْ كما شئتَ لكنْ وفقَ تجنيحي

فأنتَ تجري نبيذًا في مخيلتي

وأنتَ تسري نشيدًا في تسابيحي

 

أضمرتُ أضمرتُ لكنْ صفّقتْ لغتي

وعانقَ الليلُ أضواءَ المصابيحِ

 

فأنتَ دربُ ضياءٍ لا أضيعُ بهِ

وأنتَ إنْ تِهتُ في بحرِ الهوى نُوحي