صباح الفن

«بغداد السينمائى» يحقق أهم أهدافه

انتصار دردير
انتصار دردير

استطاع مهرجان «بغداد السينمائي» فى دورته الأولى التى اختتمت قبل أيام أن يحقق أحد أهم أهدافه، ألا وهو دعم السينما العراقية، والدفع بها لتستعيد نشاطها الذى خفت طويلا بفعل سنوات الحرب والاحتلال، لقد تحقق ذلك بالفعل من خلال المهرجان الذى أقامته نقابة الفنانين العراقيين بالتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة والآثار ودائرة السينما والمسرح .

حيث حدد القائمون عليه أهم أهداف المهرجان بالدفع بتجارب سينمائية شابة وأقام لذلك مسابقة فى السيناريو شكل لأجلها لجنة تحكيم من كبار صناع الأفلام، وقررت نقابة الفنانين العراقيين برئاسة د.جبار جودى إنتاج الأفلام الفائزة بالمراكز العشرة الأولى بميزانية قاربت 200 ألف دولار، قامت باستقطاعها من مخصصات المهرجان الذى أقيم تحت إشراف رئيس الوزراء محمد شياع السودانى وحظى بدعم الدولة، وأقام المهرجان مسابقة لها تحت عنوان «فضاءات السينما العراقية» وشكل لجنة تحكيم مستقلة لتمنح ثلاث جوائز للأفلام الفائزة.وبهذا قدمت عشرات من المؤلفين والمخرجين والممثلين والعناصر الفنية لتبدأ خطواتها بكل ثقة.

لم يكن هذا كل ما قدمه المهرجان للسينما العراقية التى شاركت بكافة أقسام المهرجان فى منافسة مع الأفلام العربية، وقد بدا واضحا منذ ليلة الافتتاح توافد الجمهور وشغفه بحضور عروض الأفلام التى أتاحها لهم مجانا لتستعيد السينما أيضا جمهورها، إضافة لتكريم ثلاثة من كبار السينمائيين ومنحهم جائزة «إنجاز العمر» وهم، المخرج الكبير محمد شكرى جميل والفنانين سامى القفطان وقاسم الملاك، ليعطى دفعة مهمة أيضا لكل صناع الأفلام بأن المهرجان يقدر عطاءهم .

وبذلك حقق المهرجان ترويجا مهما للسينما العراقية مايؤكد مرحلة جديدة تحظى فيها بدعم الدولة وإيمانها بقوة الفيلم السينمائى ودوره الثقافى والتوثيقى والترفيهى ، فى وقت باتت لدى العراقيين حكايات عديدة تستحق أن تروى.

لم تكن هذه كل طموحات المهرجان، ففى جعبة القائمين عليه أفكار مهمة للانطلاق به إلى آفاق أرحب، لإستعادة مكانة السينما العراقية التى انطلقت أربعينات القرن الماضى وحققت إنتاجا قارب 300 فيلم، وشهدت تعاونا لافتا منذ بدايتها مع السينما المصرية عبر أفلام مهمة شارك بها سينمائيون مصريون، لعل أهمها فيلم «القادسية» للمخرج الكبيرصلاح أبوسيف وبطولة سعاد حسنى وعزت العلايلى وعدد كبير من الفنانين العرب، وأنتجته العراق التى تسعى بقوة لاستعادة بهائها السينمائى مجددا.