الأغنية الكلاسيكية هل استعادت مكانتها؟

عمرو دياب ومحمد عبد الوهاب و أم كلثوم و أصالهع نصري
عمرو دياب ومحمد عبد الوهاب و أم كلثوم و أصالهع نصري

كتبت : رضوى الصالحى وأمنية أبوكيلة

عانت الأغنية المصرية كثيرا العام الفائت ، فقد توقفت الصناعة بشكل تام فى الأشهر الأخيرة من العام تضامنا مع الأشقاء بغزة ، وهو ما أثر على تواجد الأغنية المصرية على الساحة العربية ومواقع الاستماع على الأنترنت، رغم ذلك التأثر يبدو  أن هناك أمرا ما يشكل لترتيب أنواع الأغنية المصرية.


فقد لاقت الأغنية الكلاسيكية اهتمام المستمعين بعد أن حقق ألبوم عمرو دياب أكثر من 170 مليون مشاهدة على اليوتيوب فيما احتل  المطرب أحمد سعد المركز الثانى فى عدد المشاهدات وأتى الفنان تامر حسنى ثالثا فى الوقت الذى غاب فيه مطربو الراب عن التواجد واقتصر الأمر على عدة حفلات غنائية لويجز لم تحقق الصخب الذى حققه فى عام 2022 .

اقرأ أيضاً| رمزى يسى فى «حديث العرب من مصر»

أيضا تضاءل تواجد مطربى المهرجانات العام الماضى ، فقد انساق عدد منهم وراء خلافات فيما بينهم ، وواجه آخرون مشكلات مع نقابة المهن الموسيقية ، فيما انشغل عدد آخر بمشكلات شخصية طفت إلى السطح .

وحافظ أصحاب لون الأندرجراوند على مكانتهم وشريحتهم فى المستمعين خلال العام الماضى ، وبرز فريق « كاريوكى» لأمير عيد وأيضا شارموفرز ومسار إجبارى .


وبعيدا عن أرقام المستمعين وسيطرة أصحاب الأغنية الكلاسيكية على آذان الجمهور فإن الظهور الأول والأبرز فى مهرجانات فنية عريقة مثل « مهرجان العلمين وموسم الرياض » و«مهرجان قرطاج» كان لأصحاب الأغنية الكلاسيكيه ، وهو ما يطرح السؤال التالى ، هل استعادت الأغنية الكلاسيكية مكانتها المفقودة منذ أعوام ؟ أم أن الأمر مجرد كونه لعبة للكراسى الموسيقية ؟

ويقول  الناقد الموسيقى أمجد جمال فى هذا الأمر : « لم تستعد الأغنية التقليدية أو الكلاسيكية  مكانتها ، لأن هذا اللون الغنائى هو السائد والمستمر منذ عقود ولم ينته  فالأغنية الكلاسيكية هى السائدة منذ موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب ومن بعده  العندليب عبد الحليم حافظ  حتى  هذه اللحظة حتى الجيل الحالى ، لذلك الأغنية التقليدية هى الأساس فى كل زمن و كل عصر ، كل ما فى الأمر إنه فى بعض الفترات تهتز مكانة هذه الأغنية و تمر برياح وتغيرات للأجيال .

وأضاف أمجد أن كل هذه الألوان الغنائية التى انتشرت فى السنوات الأخيره مثل «الاندرجراوند والراب والمهرجانات» لم تضر بالأغنية الكلاسيكية إنما أضافت لها وجعلت القائمين عليها يشعرون بالمنافسة ويشعرون أن هناك لونا آخر عليهم تجاوزه حتى يستطيعوا التواجد بشكل دائم مع الجمهور ، ومن الطبيعى أن يستمع الجمهور إلى «عدوية وويجز وأم كلثوم » فى اليوم الواحد فليس من الطبيعى أن يستبدل لونا غنائيا بلون آخر ، إنما يجب أن تسخر كل هذه الألوان لخدمة المستمع .

واعتقد أن الاغنية الكلاسيكية استطاعت أن تطور من نفسها خلال السنوات القليلة الماضية واستحوذت على انتباه الجمهور خلال العامين المنصرفين .

وقال الملحن محمد عبد الله المتحدث باسم نقابة المهن الموسيقية : لقد توقعنا منذ 10 أعوام أن تنتهى موسيقى المهرجانات ، وتوقعنا أيضا أن تنتهى موسيقى الراب ويخفت ضجيجهما شيئا فشيئا فهذا امر محسوم ، وكل ما فى الامر أن هناك تغييرا موسيقيا يحدث كل فترة ما ، ويبدأ الضجيج حوله وبعد وقت ليس بطويل ينتهى هذا اللون .

ويضيف أعتقد أن هناك ألوانا موسيقية أخرى سوف تطفو إلى السطح فى الوقت القريب وسيلتف الجمهور حولها ومن ثم ينفضون .

ويقول عبد الله إن الحفلات التى أقامتها دار الأوبرا المصرية وأيضا هيئة الترفيه السعودية هى من كان لها كلمة السر فى عودة الحياة والجمهور إلى الأغنية الكلاسيكية لأنها احتضنت أصحاب هذه الاغنية وأعادت لهم الثقة وقربت بينهم وبين جمهورهم  ولهذا أعتقد أن الأغنية الكلاسيكية قد عادت لها مكانتها وهيبتها من جديد.