بعد تكرّر حوادث انفجارها| احذروا.. السجائر الإلكترونية «قنابل محمولة»!

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

للسوشيال ميديا قدرة هائلة على نشر المعلومة وإقناع الأشخاص بها في لحظات معدودة.. فعلى الرغم من تكرار التحذيرات الصحية بشأن خطورة السجائر الإلكترونية وتوعية المدخنين بالامتناع عنها، فإن هذه التحذيرات لم تأتِ بالنتيجة المطلوبة مقارنة بما أحدثته بعض مقاطع الفيديو المتداولة على صفحات التواصل الاجتماعي لتكشف عن كوارث أخرى تسببها السجائر الإلكترونية حين تنفجر في أيدي أصحابها!

◄ الأنواع المغشوشة الأكثر انتشارا ودمارا

◄ التبغ الممضوغ أحدث الابتكارات للرياضيين

الصوت والصورة استطاعا كشف حقائق مرعبة أثارت الذعر فى النفوس وجعلت عددا من المدخنين يتساءلون عن حقيقة الأمر والسبب وراء ذلك وكيفية تفاديه وما تخفيه هذه السجائر من مصائب أخرى تهدد الحياة.

الدكتور وائل صفوت، استشارى الباطنة وعلاج التدخين ورئيس الاتحاد العربى ضد التبغ، يؤكد أن السجائر الإلكترونية نوعان أحدهما عبارة عن زيوت مع جهاز حرق وتسخين، والنوع الآخر هو التبغ المسخَّن، والنوعان لا يزال بهما النيكوتين الضار جدا للصحة، كونه قابضًا للأوعية الدموية ويزيد من ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم وبالتأكيد يحدث نوعا من الإدمان خاصة للشباب تحت عمر الـ18 سنة، حيث يؤثر فى خلايا المخ، علما بأن السجائر الإلكترونية تحتوى على نسب ودرجات متفاوتة من النيكوتين، وقد يصل بعضها إلى 3 أضعاف النسبة الموجودة فى علبة سجائر كاملة، وقد أثبتت الأبحاث أن كل المواد المستخدمة فى هذه السجائر ليست على درجة النقاوة المطلوبة وعند تعرضها للتسخين والتفاعل تتسبب فى إمداد الجسم بمعادن سامة فتشكل بذلك ضررًا مختلفًا عن الذى تسببه السجائر العادية، كما أن بعض الزيوت المستخدمة يمكن أن تكون مخدرة وتسبب الإدمان.

◄ مصانع بير السلم
وتكمن المشكلة أيضا فى أماكن توفير هذه المواد المستخدمة، كونها لا تخضع لأى رقابة تحدد درجة التركيز والنقاوة، وكذلك لا يطبق عليها فرض الضرائب والجمارك، كما تطبق على السجائر الأخرى، وهذا يعد أحد الأسباب الهامة للإقبال عليها بعد ارتفاع أسعار السجائر فضلا عن أساليب البيع الجاذبة للشباب والوهم بأنها أقل ضررا من أنواع التدخين الأخرى، ووفقا للدراسات فمن المتوقع أن تكون نسبة المستخدمين لهذه السجائر تصل ما بين مليون إلى مليونى مستخدم.

وحذر صفوت من السجائر الإلكترونية التى تعد فى مصانع بير السلم، مشيرا إلى أنه يجب أن يكون الجهاز والسائل المستخدم على درجة جودة محددة لتجنب مشاكل أخرى لم تكن فى الحسبان وهى حوادث الانفجار كما لوحظ مؤخرا بنسبة كبيرة بين المواطنين، فالأمر ببساطة قد يحدث عند إجراء التفاعل بين الزيوت والتسخين الزائد داخل الجهاز الإلكترونى وفى حالة قلة الجودة قد تنفجر البطارية أو السخان، وقد تنفجر البطارية أيضا نتيجة للتلف الذى يمكن أن يحدث بسبب الاستخدام الطويل أو التعرض لظروف درجات الحرارة الشديدة، وفى بعض الأحيان يمكن أن تتسرب السوائل من السجائر الإلكترونية إلى البطارية، مما يزيد من احتمالية التماس كهربائى وبالتالى انفجار البطارية، وفى كل الاحتمالات تكون النتيجة كارثية يمكن أن تصل لفقدان الحياة، أو الإصابة بعاهات مستديمة فى الفك والوجه أو فى أجزاء أخرى من الجسم عندما يكون الانفجار قريبا منها.

◄ اقرأ أيضًا | السجائر الإلكترونية وراء عدم انتظام ضربات القلب

◄ أنواع الفيب
وأشار إلى أن أنواع الفيب الموجودة فى الأسواق تتوافر فى 3 درجات، الأولى الفيب الشعبى كونه يتكون من خليط لا يعرف مكوناته أو درجة نقاوته وتباع الزجاجة الواحدة فى حدود 100 جنيه، أما نوع الدرجة الثانية أو المتوسط فيتم تصنيعه من قبل التجار الأكثر شهرة وتكون المواد أكثر نقاوة نسبيا وتباع الزجاجة فى حدود 200 و300 جنيه، أما النوع الأخير فهو المستورد ويصل سعر الزجاجة لـ600 جنيه، لكن هذا لا يعنى أنه الأفضل على الإطلاق لأنه للأسف لا يوجد فحص دقيق لمحتوياته، فضلا عن بعض أنواع الجهاز المهربة التى لا تتم عليها أى رقابة ويتم صنع السخان من القصدير الردىء لتوفيره بمبالغ زهيدة تسمح للجميع بشرائه بسهولة، وتتراوح أسعارها من 300 إلى 1500 جنيه حسب الشكل والجودة.

◄ قنبلة بين شفتيك
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تم ابتكار مؤخرا نيكوتين ممضوغ للرياضيين لتناوله عن طريق المضغ وليس الاستنشاق، وهى عبارة عن أكياس بها نيكوتين يتم تناولها مع الحفاظ على حالة الرئة، لكنها تسبب مشاكل أخرى فى الفم والمخ والتركيز وجميع الأضرار التى تحدث جراء التدخين.

◄ العلاجات الحديثة
وفى السياق ذاته ، ترى الدكتورة وئام شاهين، أستاذة صحة البيئة والأمراض المهنية بالمركز القومي للبحوث، أنه مع وجود الأنواع الجديدة للتدخين، فأصبح أيضا هناك علاجات دوائية حديثة تساعد المدخنين على الإقلاع بسهولة، ولعل أبرزها جلسات الليزر والتى تتشابه فى طريقة عملها مع الإبر الصينية، حيث يتم وضع الليزر فى نقاط معينة على الجلد مثل الوجه واليدين والقدم وتقوم آشعة الليزر بتحفيز الأعصاب فى رفع درجة الأندورفين بالجسم بدون تأثير النيكوتين الذى اعتاده المدخن أو بدون الشعور بأعراض الانسحاب المزعجة، منوها بأن الجلسات ليست لها أى آثار جانبية ومتوسط عددها 6 جلسات بمدة 20 دقيقة للمرة الواحدة.

توافقها الرأى الدكتورة سلوى فاروق، أستاذة الطب البيئى والمهنى بالمركز القومى للبحوث، فى أن العلاج الدوائى يمكن أن يستخدم كبديل للنيكوتين ليساعد المدخن على الإقلاع بدون ضغط أو توتر، مشيرة إلى أن أحدث العلاج تتمثل فى بعض الأدوية التى تكون على هيئة لبان أو بخاخ يتم تناولها بجرعات محددة تحت إشراف الطبيب والتى يحددها وفقا لعدد السجائر التى يتناولها المدخن حتى يتم تقليلها تدريجيا ومنع التدخين تماما.