من الآخر

د. أسامة أبوزيد يكتب: ‎.. طبعًا أحباب

د. أسامة أبوزيد
د. أسامة أبوزيد

‎التحلى بالروح الرياضية والتمسك بالأخلاق الحميدة هى أهم الأسس التي تعتمد عليها فلسفة الرياضة فى العالم، والتنافس الشريف بعيداً عن التراشق والتحفيل الفيسبوكي هى الإطار الداعم لتلك القواعد والمبادئ التى يجب أن تسود ملاعبنا فى الفترة القادمة بعد الزيارة التاريخية لمجلس الأهلي لنادي الزمالك التى لابد أن نبنى عليها استراتيجية العمل والتشجيع والالتفاف وراء فرقنا فى البطولات القارية والعالمية مستقبلاً واحترام الآخر وحقه فى الانتماء والولاء لناديه.

‎مفيش خلاف أن الفترة الماضية شهدت تراشقاً وخناقات وتبادلاً للاتهامات وصلت إلى ساحات المحاكم ورغم أنها كانت بين أشخاصٍ وليس كيانات إلا أنها بالطبع أثرت على المزاج الجماهيرى الذي بات عنده الانتصار فى التحفيل عبر منصات التواصل الاجتماعى أهم من التبارى والتنافس بشرف والانتصار بكرامة وعرق لاعبيه على البساط الأخضر.

دائماً كنا ننادى فى وسائل الإعلام بعبارات رنانة وعلى ورق الصحف بكلمات كلاسيكية بحتة وأكلاشيهات معتادة تقريباً شبه محفوظة قبل مباريات القمة بضرورة التحلى بالروح الرياضية والتشجيع المثالى بعيداً عن التراشق والتحفيل ، وبالطبع كانت تلقى تلك العبارات وهذه الكلمات هوى لدى البعض من عشاق فن الساحرة المستديرة ولكنها لم تكن على هذا القدر مع قطاع كبير من صبية المدرجات ومرتادى الفيسبوك الذين كانوا ومازالوا مع أول أزمة أو صدام يلجأون لمناصرتهم فى الفراغ الإليكترونى للضرب فى المليان من فوق وتحت الحزام حتى وإن كانت الخسارة لفريق مصرى من منافس عربى أو أفريقي وكأنها انتصار له .

زيارة مجلس الأهلى برئاسة الخلوق محمود الخطيب إلى نادى الزمالك واستقباله الحافل من قبل مجلس الزمالك برئاسة المهذب حسين لبيب والهتافات التى انطلقت من الحناجر البيضاء لـ«بيبو» تؤكد أن التفاهم والتقارب بين القطبين الكبيرين على مستوى الإدارتين تأخر كثيراً والأهم أن يتم البناء على تلك الزيارة التاريخية وتحقيق مكتسبات ليس فقط برد الزيارة للقلعة الحمراء وخروج كلمات مؤثرة ولكن بالعمل الجاد معاً لوقف مسلسل الانفلات فى أسعار اللاعبين والتناحر على بعض الصفقات التى لم تغن ولم تثمن من مردود فنى.

تلك الزيارة التاريخية تحتاج لأبواق إعلامية تحميها بإعلاء قيم الأخلاق والروح الرياضية فى التشجيع والأهم أن من يقف أمام الشاشة خاصة شاشة القطبين الكبيرين يكون مؤهلاً للبناء وليس «قصف الجبهات»، وهناك مؤسسات عريقة فى الدولة تبنت مبادرات عدة لنبذ التعصب نجحت فيها بالفعل ولكنها لم تدم طويلاً بسبب من اعتادوا على تأجيج مشاعر الجماهير إما للتغطية على إخفاق أو رغبة فى زيادة عدد المشاهدين أو الشير واللايك على مواقع التواصل الاجتماعى.

ولاشك أن من مكتسبات تلك الزيارة هى العلاقة الطيبة التى اتسمت بها خاصة بين الكبار بيبو ولبيب ليعكسا تناغماً وتفاهماً فى التعاون مستقبلاً شخصياً أن يدوم وأن يصل بالكرة المصرية لمحطات أكثر إشراقاً بعدما عانت فى الماضي القريب من اختفاء قيم وأخلاق كانت أهم ما يميز مدرجاتنا، ولما لا نرى قريباً جماهيرالأهلى والزمالك يدا واحدة فى المباريات الأفريقية يشجعون ممثل مصر أياً كان لون الفانلة التى يرتديها.

نبذ التعصب الأعمى وطرد مثيرى الفتن فى الناديين من ملاعبنا يجب أن يكون هدف مجلس إدارة الناديين اللذين لابد أن يتعاونا على ذلك مهما كلفهم ذلك من تضحيات لكى يكتبوا تلك الزيارة بحروف من نور فى سجلات التاريخ وليبقى يوماً شاهداً على صدق ونبل من اجتمعوا لكتابته سعياً وراء عودة الروح الرياضية والأخلاق لملاعبنا من جديد. 

أقولها بصدق ورغبة فى ارتقاء كرتنا المصرية وبحثاً عن اختفاء فيروس التعصب البغيض من ملاعبنا تلك الزيارة التاريخية فرصة يجب على مجلس الأهلى برئاسة الخطيب ومجلس الزمالك برئاسة حسين لبيب ألا يفوتها لإعادة الانضباط والأخلاق لمدرجاتنا بعيداً عن التنافس الشريف والصراع على الصفقات الذى قد يستمر ولكن يجب ألا يكون صراعاً فى إهدار للمال لكسب «سوكسيه» جماهيرى عقب منصات التواصل الإجتماعى وليس فوق البساط الأخضر.. فعلا زيارة تاريخية أكدت أن القطبين طبعاً أحباب لأنهما فى النهاية معجونون بحب مصر وتربوا وعاشوا فى خيرها .. عمار يا مصر .

◄ الحقد مرض
‎ محمد صلاح النجم العالمى أثبت للجميع أن من هاجموه واتهموه بادعاء الإصابة للهروب من معمعة مباريات المنتخب فى أمم الأفيال لا يفهمون ولا يعرفون شيئاً عن الاحترافية التى يتعامل بها «مو» ووصل من خلالها للعالمية.. غاب صلاح لمدة شهر عن مباريات فريقه مع ليفربول ولم يلعب اى مباراة عقب خروج الفراعنة المهين من دور الستة عشر فى الكان ليؤكد كذب وافتراء من انتقدوه وهاجموه ولذلك استحق أن ينصره المولى عز وجل بتسجيل هدف وصناعة الآخر فى فوز ليفربول بالأربعة فى الدورى الإنجليزى فى أول ظهور له عقب التعافى من الإصابة.. برافو صلاح .. وياليت يتعلم منه لاعبونا ويعتذر له من أعماهم كرههم لنجاحاته العالمية .. فعلاً الحقد مرض لا يمكن الشفاء منه .

◄ الصبر جميل
‎انتهت مباراة الزمالك والإسماعيلى بالتعادل السلبى بدون أهدف ليخرج أبناء العم «حبايب» من تلك المباراة التى لم تظهر فيها الصفقات البيضاء الجديدة بالشكل المطلوب وكذلك لم تتضح بصمات الخواجة البرتغالى جوميز ، فى الوقت الذى تعافى فيه الدراويش من ويلات المباريات الأولى وعرف طعم الفوز أمام سيراميكا ثم التعادل مع الفارس الأبيض وهو ليس بالنتيجة غير المرضية حتى ولو كانت المباراة بالإسماعيلية.

جماهير الزمالك مُطالبة بالصبر على الفريق الأبيض لأن عملية الإحلال والتجديد خاصة مع إصابات الجبهة اليسرى المؤثرة أقصد فتوح والخلوق عبدالشافى ومن قبله الونش لا تحتاج لسن السكاكين مبكراً لأن ماراثون الدورى مازال طويلاً والصبر جميل .

;