نهار

أهواء المفاضلة!!

عبلة الروينى
عبلة الروينى

لا أحب كثيرا المفاضلة بين جمال وجمال.. بين إبداع حقيقى وإبداع حقيقى آخر... لكل جمال خصوصيته وتوهجه وألقه.. كان دائما سؤال أو مفاضلة مفيد فوزى، تستفزنى (أم كلثوم أم فيروز؟)!!.. وكانت إجابته تستفزنى أكثر (أحب فيروز وأحترم أم كلثوم)!!..


طبعا هناك ذائقة، تميل الى لون وتنحاز الى صوت أو طريقة أو أسلوب.. لكن هوى الذائقة وانحيازاتها لا ينفى التنوع ولا يسقط حضوره، فالذائقة ليست معيار قيمة، ولا حكما جماليا عادلا (أقول هذا.. رغم أنى صاحبة ميل وهوى وانحيازات فى الكتابة والقراءة، وفى تلقى كل الفنون).


ولا مجال للمقارنة ولا المفاضلة بين جماليات فارقة.. بُعد السماء والأرض، أو بوصف الشاعر أحمد شافعى متحفظا على تداول قراءة مقارنة بين مدرسة التلاوة المصرية (مصطفى إسماعيل، عبد الباسط عبد الصمد، الحصري، المنشاوي، و...) وبين مدرسة التلاوة الخليجية!!
بذل صاحب القراءة جهدا فى تمييز أحكام التلاوة المصرية وإتقانها... من جمال الصوت وطريقته وإسلوبه... تلك الراحة والسكينة  والهدوء والوقار، الانتقالات الموسيقية من مقام الى آخر، والتى تسمح بالتأمل وإدراك المعاني.


وبالفعل مدرسة التلاوة المصرية، لها مكانتها المؤكدة وإتقانها، دون حاجة الى مقارنة، ودون حاجة الى تمييز وتعصب.. منهج المفاضلة فى رأيى يضيق الأفق، برغم رحابة الإبداع وبراحه.. وتنوع الجمال واختلافه..