من القاهرة

حلم الدولة

أحمد عزت
أحمد عزت

للشهر الخامس تواليا، تتواصل مجازر إسرائيل بحق الفلسطينيين، دون أى توقف، باستثناء الهدنة الوحيدة التى تم إقرارها فى ديسمبر الماضى، ولم يفلح الوسطاء فى تكرارها منذ ذلك الحين!

تدور فى الكواليس جهود مضنية للتقريب بين وجهتى نظر إسرائيل وحماس للتوصل لاتفاق بوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح المحتجزين والأسرى، ثم خروج للقوات الإسرائيلية من القطاع، واتفاق على حجم المساعدات التى ستدخل غزة، غير أن ما يعيق الاتفاق هو رفض الاحتلال إيقاف عدوانه بشكل كامل، مقابل تمسك من المقاومة بهذا الشرط!

أتفهم أن الإذعان لشروط الاحتلال فى هذه الصفقة المطروحة أمر غير مقبول، خصوصا مع الفاتورة البشرية الباهظة للشهداء، والحال المزرية للقطاع من حيث حجم التدمير الذى أصبح عليه، ولكنها حسابات المقاومة، غير أن ما يعنينى هو هذا السيناريو الكابوس الذى تمضى حكومة الحرب الإسرائيلية فى تنفيذه بإصرارها على التوغل البرى فى مدينة رفح الفلسطينية، آخر ملاذ السكان فى القطاع، بحيث لا مفر أمام الجميع سوى المغادرة، وهنا يتعين على المقاومة أن تزن خياراتها فى هذه المرحلة المفصلية، حفاظا على القضية، وتمسكا بتحقيق حلم الدولة.