..زيارة واحدة لمحكمة الأسرة وستجعلك تعرف إلى أين وصلنا .. دعاوى قضائية انتقامية متبادلة أشبه بطلقات الرصاص بين زوجين كانا يعيشان تحت سقف واحد كشريكين متحابين والآن اصبحا خصمين لدودين لا هم لكل منهما سوى إيذاء الآخر واستنزافه حتى آخر قطرة من روحه وأعصابه وماله.
هذه عاشت معه أكثر من ثلاثين عامًا وهي مهانة ذليلة مكسورة القلب والخاطر من أجل الحفاظ على أولادها وفي نهاية المطاف خانها وتزوج مع أخرى شابة ليجدد معها شبابه.
وهذا سخر صحته ووقته وماله لإسعادها وتلبية كل طلباتها ولكنها في المقابل كانت تتعمد إهانته والتقليل من شأنه أمام الجميع، وفي النهاية حاصرته بعشرات القضايا حتى تعتصره لآخر جنيه في جيبه.
ليس هناك دائمًا رجل مفتري أو امرأة مستبدة بل هناك انسان فاسد عديم الاخلاق بغض النظر عن جنسه ، فنصف القضايا لزوجات تعرضن للظلم والقهر من أزواجهن ، والنصف الآخر لرجال عانوا من تسلط وجحود زوجاتهم ، وفي النهاية عند الله تجتمع الخصوم ويحصل كل ذي حق على حقه كاملا وغير منقوص حيث لا ألاعيب من المحامين أو عبث بالأوراق أو شهود زور يقلبون الحقائق ويصير الحق باطلا على ألسنتهم المسمومة بلعاب الزيف والكذب.
وقفة مع النفس ستجعلنا ندرك أن الحفاظ على البيوت يتلخص في قوله تعالى
“إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان”.
إذا أراد الزوجان الاستمرار في حياتهما الزوجية فليكن بالمودة والتراحم ، وإذا أرادا الفراق فليكن بالمروءة والفضل وتسليم الحقوق الشرعية بلا مماطلة أو تسويف.
الحياة الزوجية ياسادة أشبه بسيارة تمضي على طريق مليئ بالحفر والمطبات ويحتاج إلى تركيز كامل من الرجل الذي يمسك بمقود السيارة بقبضته ولا يجب أن ينشغل بغير الطريق، وفي نفس الوقت تعتني الزوجة بالأطفال داخل السيارة وتحرص على سلامتهم ولا مانع أن تلفت انتباه زوجها إلى أي مطب غفل عنه ولم يدرك وجوده في الطريق.
بهذه الطريقة وحدها تصل السيارة بركابها سالمين إلى نهاية المشوار، أما لو حدث غير ذلك وانشغل الزوجان بالتشاحن والتشاجر ولم يلتفتا الى الطريق بحفره مطباته، ستنقلب السيارة بمن فيها.
الرجال نوعان .. نوع إذا أحب زوجته أكرمها و أعادها طفلة صغيرة تركض في حقول الياسمين.
ونوع آخر يجعل زوجته تأكلها الشيخوخة في عمر الصبا وتفوق عمرها بمائة عام، فمن الخطأ الاعتقاد بأن المرأة تزهر في سن معين وتذبل في سن معين ، ولكن الحقيقة أن المرأة تزهر مع رجل طيب وتذبل مع رجل سيئ.
صدقوني .. ليست كل امرأة تُنسى بامرأة أخرى.
هناك امرأة لو ضاعت منك ستمضي بقية حياتك تجمع صورتها من ألف امرأة وفي النهاية لن تجمعها .
وليس كل رجل يعوض أو يأتي من هو أفضل منه ، فهناك رجل لو فقدتيه لن تجدي له شبيها حتى في أحلامك.
البيوت لا تبنى بجمال الزوجة ولا تبقى بمال الزوج.
البيوت تبنى وتبقى بالاحترام بينهما ، فمع مرور السنين يذهب جمال المرأة
وينفذ مال الرجل ، ولا يبقى بينهما إلا المودة والرحمة.
المرأة بالنسبة للرجل أمانة ، والرجل بالنسبة للمرأة أمان.