الفراغ القاتل والمكاسب المالية وراء رواجها

احترس من تحديات السوشيال ميديا

تحديات السوشيال ميديا صداع في رأس الأسر
تحديات السوشيال ميديا صداع في رأس الأسر

«مستقبل الولد صنع أمه؛ والنساء مصانع الرجال».. أشهر جملة نسمعها فى تقدير لأهمية وظيفة الأم فى حياة أطفالها، حيث إن الأساس يوضع من قبل الأم، فى قلب وعقل الرجال والنساء، وذلك بتربيتها لهم وزرع القيم والأخلاق فيهم، ليخرج جيل كامل سوى لا يحمل من الصفات السيئة شيئا فى نفسه، وهذا ما تربت عليه الأجيال السابقة قبل عصر التكنولوجيا والإنترنت والتيك توك ومواقع التواصل الاجتماعى التى هدمت كل هذه القيم ،وضربت بها عرض الحائط، وآخر ما وصل من سلبيات كل ما سبق فى التربية هى تحديات السوشيال ميديا، فمن السير حافيا بدون حذاء مرورا بتحدى بلع المغناطيس للصغار ،وحتى تحدى شرب السوائل الخطيرة ، وأخيرا تحدى «bad word bathroom challenge» الذى انتشر بشكل كبير فى الدول الغربية وانتقل إلى مصر من منصة «تيك توك» الشهيرة، وهو إتاحة الفرصة للأطفال بأن يقولوا ما يريدون من الكلمات السيئة دون عقاب من ذويهم كنوع من تفريغ طاقة الغضب لديهم.

أرقام مهمة
وذكرت الأرقام العالمية أن نسبة مستخدمي تطبيق تيك توك حول العالم تبلغ حوالي 13 % من سكان العالم ممن أعمارهم 13 سنة فما فوق، حيث استطاع التطبيق منذ انطلاقته قبل أربع سنوات أن يستقطب اهتمام الصغار والشباب للمزايا التى يوفرها والمحتوى الذى يقدمه..وتصدر التطبيق فى أخر ثلاث سنوات قائمة التطبيقات الأكثر تحميلاً فى العالم الرقمي، ويستخدمه أكثر من مليار انسان فى جميع أرجاء العالم، إلى جانب كونه مصدر ايراد للملايين من شركات وأفراد.

تحديات وسلوكيات
ولكن هل يتفق هذا مع السلوكيات النفسية السليمة والتربية الحديثة؟. هذا ما أوضحه الخبير التربوى د. مجدى حمزة، حيث نفى تماماً علاقة هذه التحديات بالسلوكيات السليمة أو التربية الصحيحة على الإطلاق، مؤكداً على أنه لا يجوز على الإطلاق إخراج طاقة الغضب بداخل الأطفال عن طريق قول الكلمات السيئة فى الفيديوهات ونشرها على السوشيال ميديا ، فهو خطأ تربوى كبير وأول المتضررين منه هو الأهل لأنها ستكون الطريق الذى يستخدمه الأبناء حتى من غضبهم من آبائهم فسيسقون من نفس الكأس، فهذا ليس أكثر من تقليد أعمى للغرب بدون وعي، فهم مختلفون تماما فى العادات والتقاليد والتربية والثقافات لهذا ليس كل ما يفعله الغرب ينجح هنا.
وأضاف الخبير التربوي أن هذا التحدى بشكل خاص لم يصبح ظاهرة، ولكنه حالات فردية ولكن الكارثة الكبرى هى فيديوهات التيك توك بشكل عام فهي كارثة بين أولياء الأمور والمراهقين ولابد من الوعى فى التعامل معهم ومنعهم من هذه المنصات القاتلة للأطفال لأن غياب الوعى والرقابة والبعد عن الدين يسبب كوارث تربوية كبيرة وتصبح هذه التحديات والمنصات هى أسلوب حياة لهم.

الفراغ القاتل
وأوضح الخبير التربوى أن هذه السلوكيات تصرفات فردية وتأتى نتيجة الفراغ القاتل الذى تشعر به بعض الأمهات والتى تجعلها تنفذ هذه التحديات على التيك توك، ويندرج هذا تحت الاضطرابات النفسية ولابد من استشارة طبيب نفسى فى هذه الحالة، وأن الشهرة والتقليد وحب الظهور على السوشيال ميديا هى السبب الرئيسى أيضا وراء ظهور تحديات التيك توك ويعتبر مرض الارتباط القاتل بالسوشيال ميديا وأصبحت الحياة بلا خصوصية وباتت على المشاع فى كل شيء، ويعود السبب فى النهاية إلى الفراغ ولو ٥ دقائق فى اليوم فسيقضيه الشخص على منصات التواصل الاجتماعي، وأخيراً أنبه جميع الآباء والأمهات من التحرى قبل خوض أى تجربة على منصات التواصل الاجتماعى تمت للأطفال فى أى شيء لأنهم المسئولون عن تكوين شخصياتهم منذ الصغر.

إثبات النفس
ومن جانبه يرى د. جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، إن الرغبة فى جنى مزيد من المتابعين وضغطات الإعجاب هى التى تدفع المراهقين إلى تنفيذ هذه التحديات وإن كانت قد تشكل خطراً على حياتهم، مؤكداً أن المراهقين فى هذه السن عادة ما يسعون إلى إثبات أنفسهم أمام الآخرين دون النظر إلى العواقب، وهو ما يدفعهم لتنفيذ تلك التحديات والتبارى فيما بينهم دون النظر للعواقب.