قطرات المعرفة «المركزة» على نافذة مكتبة الإسكندرية

«الكتيبات» الأنيقة التي جذبت رواد معرض الكتاب

د. أحمد زايد
د. أحمد زايد

على امتداد أيامه الدافئة رغم برودة الطقس، وتواصل أمسياته المثمرة رغم الأحداث الملتهبة التى يشهدها العالم يصول نجم المشهد المُحتفى به ، ويجول، ويتألق في شتى الأمكنة داخل عيد القاهرة الثقافي، وموسم الكلمة السنوى، حيث يعيش الكتاب في مختلف صوره وأشكاله وألوانه أيام مجده، ودائماً ما يشهد معرض القاهرة الدولي للكتاب -الذي ودعتنا دورته الخامسة والخمسين منذ أيام- على ميلاد بصماتٍ فى ميادين الكلمة المتعددة.

تتمثل فى عناوين يجرى تدشينها فى أجواء المعرض لأول مرة، أو أخرى تجدد العهد بقرائها بعد نجاحها، ونيلها ثقة القراء عبر طبعاتٍ جديدة تختار أن تتنفس نسمات الحياة في ذلك الموسم الحافل.

ليست مجرد إعادة طبع كتبٍ قديمة، وإصدار عناوين قيمة مشهورة مضمون رواجها بسبب مكانة مؤلفيها في الوجدان، ولكنها فكرة تستند إلى فلسفةٍ عميقة، ورؤيةٍ ثاقبة تستجيب إلى حاجة الواقع، ومتطلبات المشهد، وتعالج الثغرات التى تبدو خفية، وقد تجسدت تلك الفكرة فى هذه السلسلة التى نشير إليها عبرهذه السطور، فقد اجتهد القائمون عليها، وفي مقدمتهم عالم الاجتماع البارز د.أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية لتقديم ما يفتقر اليه مشهدنا الثقافى، وتحتاج اليه الأجيال المتعطشة للمعرفة، والباحثة عن مصادرٍ موثوقة غير مغرضة زهيدة السعر، وفى المتناول تتيح لها مفاتيح الولوج إلى البوابات العملاقة فى عالم الفكر المهيب، ودنيا الإبداع الخلابة، فقد بدا أن هناك الآلاف من المتطلعين إلى الفهم والتعرف على المفردات الأساسية والنماذج الملهمة  والشخصيات الرائدة المؤثرة التى صنعت مجد بلادنا فى شتى الميادين والمجالات، وقد فرضت طبيعة المتلقين مواصفاتٍ خاصة لتتحقق الفائدة فخرجت إلى النور فكرة هذه السلسلة الرائعة التى لفتت أنظارنا فى معرض القاهرة الدولى للكتاب عبر أكثر من دورة، وخاصة دورة هذا العام التى تألقت خلالها إصدارات السلسلة التى تصدت مكتبة الإسكندرية إلى نشرها، وحرصت على إبرازها فى جناحها فى هذه الدورة الخامسة والخمسين، وقد تحقق هذا الهدف إذ انجذب الرواد إلى العناوين المختلفة التى تطرحها  سلسلة «تراث الإنسانية للنشء والشباب»، وفوجئوابأسعارها الزهيدة جداً، مع ما تقدمه من محتوى قيم فى سلاسة وتناولٍ سهلٍ قريب من أذهان مختلف الشرائح، بحيث يقع الكتيب الأنيق فى شكله وإخراجه -والمنتمى إلى هذه السلسلة- فى نحو ستة آلاف كلمة قد تزيد على ألاتتجاوز السبعة آلاف كلمة حتى تحقق فلسفتها فى تقديم المعرفة عبر قطرات «مركزة» للنشء والشباب، ويمكن أيضا لشتى الأعمار الاستفادة منها كما حدث فى الدورة الخامسة والخمسين للمعرض، حيث لفتت إليها الأنظار، وجذبت مختلف الأعمار والمراحل السنية لطرحها السلس وأسلوبها المبسط، ولأنها فكرة أطلقها عالم الاجتماع البارز د. أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية الذى اقترب من فئات المجتمع المختلفة، وتعرف على النموذج الأمثل الذى يمكنه الوصول إلى النشء والشباب على اختلاف مشاربهم، وبيئاتهم، وخلفياتهم الثقافية فكان لزاماً تقديم المفاهيم الأساسية الشخصيات الملهمة، فى قالبٍ يناسب التنوع والاختلاف فى صفوف المتلقين المُستهدفين بهذه السلسلة الطموحة التى تهتم بتوفير اللبنات الأساسية اللازمة لتكوين ثقافة الصاعدين عبر طرح علمى دقيق منضبط ، بعيداً عن المعلومات المبتورة والأفكار المبتسرة، والمفاهيم المغلوطة التى تغرق ساحات مواقع التواصل وباحات الفضاء الإلكترونى، وقد يضيق المقام عن إيراد الكثير من العناوين المهمة التى طرحتها هذه السلسلة ولكن ذكر بعضها فى الختام قد يُفصح  عن طبيعتها وملامحها:
«الإمام محمد عبده» تأليف د أحمد زكريا الشلق،  «مكتبة الإسكندرية القديمة» تأليف د. شيماء الشريف،  «جمال حمدان»..صاحب شخصية مصر» تأليف محمد غنيمة«هيباتيا..الحلم والمصير» تأليف أمنية فتح الله، «الأدب المصرى القديم» تأليف د حسين عبد البصير، «ملامح من حياة العقاد» تأليف هند جعفر  هدى شعرواى.. المرأة التى غيرت المجتمع» تأليف د. سامح فوزى، و«الخوارزمى.. رجل غير التاريخ» تأليف احمد فرحات وهو أكثر الكتبيات رواجاً.