جريمة بشعة تهز أمريكا l يعارض سياسة بايدن بقطع رأس والده ويظهر فى فيديو حاملًا رأسه

القاتل جاستن ووالده
القاتل جاستن ووالده

دينا‭ ‬جلال

 حادث مروع تحول إلى المشهد الاكثر صدمة وألمًا في الولايات المتحدة الأمريكية، المشهد لم يروه احد ولم يأت عبر عناوين الأخبار وإنما تداوله الأمريكيون عبر يوتيوب سريعًا قبل حذف مقطع فيديو استمر 14 دقيقة، وظل المشهد عالقًا بالأذهان فترات طويلة كما تحولت تفاصيله اإلى المادة الاكثر تداولا في أمريكا أما تفاصيل وخلفيات الحادث فهى لا تبتعد كثيرًا عن العثرات التي تواجهها الولايات المتحدة الامريكية من تهديدات بالفوضى والازمات الاقتصادية والحروب الاهلية في الآونة الاخيرة.

فيديو دموي صادم يظهر فيه شاب في الثلاثينات من عمره يفاجئ الجميع بحمله رأس والده المقطوع دون أن يكترث إلى بشاعة المشهد وإنما استغل المشهد الدموي المؤلم ليعرض نظرياته السياسية في مقطع فيديو مدته 14 دقيقة بثه على يوتيوب، أعرب الشاب المختل جاستن موهن، 34 سنة، عن مدى غضبه من الحكومة الفيدرالية ليتهمها بسياسة «إيقاظ الغوغاء»، وانتقد زيادة عدد المهاجرين مؤكدًا انهم دمروا الولايات المتحدة، وكذلك أشار الى أنصار العولمة والشيوعيين المكروهين ثم رفع رأس والده المقطوع، وفي النهاية أعلن جاستن نفسه رئيسًا لأمريكا بموجب الأحكام العرفية، سرعان ما تم حذف الفيديو وألقى رجال الشرطة القبض على جاستن بتهمة قتل والده مايك البالغ من العمر 68 عامًا وهو موظف فيدرالي سابق؛ حيث عثرت الشرطة على جثته مقطوعة الرأس في منزل ببلدة ميدلتاون، بولاية بنسلفانيا بعد تلقيها بلاغا من زوجته والدة القاتل عن الحادث.

جماعات متطرفة

تناقل الكثيرون كلمات جاستن المضطربة؛ حيث دعا الأمريكيين للثورة على الرئيس الأمريكي جو بايدن ورفض كافة سياساته قائلا في المقطع؛ إن الحزبين الديمقراطي والجمهوري يعتقدان أنه أفضل مرشح للرئاسة في عام 2020، وردد نظرية المؤامرة التي يعتنقها عدد كبير من الشباب المتطرفين ومؤيدي حركات اليمين المتطرف؛ حيث كشفت وسائل الاعلام الأمريكية انتماء جاستن «قاتل والده» إلى  جماعة «كيو أنون» اشهر جماعات اليمين المتطرف واكثرها غموضًا؛ حيث نشأت الجماعة منذ عام 2017 وذاع صيتها عبر الشباب أو جنودها الإلكترونيين ممن يطلقون عليها المنظمة السرية العالمية وتمتلك معلومات استخباراتية يحصل أفرادها عليها بطريقتهم الخاصة ثم ينشرون التفاصيل عبر مواقع الانترنت، وتختص تلك الجماعة بنشر نظريات المؤامرة التى تعتبر الرئيس ترامب ضحية لمؤامرة الدولة السرية العميقة فى الولايات المتحدة الامريكية التي تقودها جماعات الإتجار بالبشر ومستغلي الاطفال ممن يحكمون العالم، وتوضح «كيو أنون» فى منشوراتها أن الدولة السرية تسيطر على كافة الإدارات الأمريكية ويتورط فيها عائلة كلينتون واوباما وعدد كبير من الشخصيات العامة وعدد مشاهير هوليوود.

ضد الحكومة

أزمة اقتصادية وراء اضطراب القاتل جاستين موهن، هو ما اشارت اليه تقارير إعلامية؛ لتؤكد اقامة جاستن دعاوى قضائية ضد الحكومة الفيدرالية أربع مرات دون جدوى، ومنها دعوى قضائية ضد الحكومة تتعلق بديون قرض كان عليه سداده وهو قرض الطلاب بعد تخرجه من جامعة ولاية بنسلفانيا في عام 2014، وأشار في ادعاءاته امام المحكمة عدم قدرته العثور على وظيفة براتب جيد، حيث كان يطالب براتب قدره 10 ملايين دولار ليتمكن من العيش بوضع جيد وينجح في تسديد ديونه، وخلال دعوته اشار موهن الى كونه رجل أبيض ذو مستوى تعليمي راقي إلا أنه لا يستطيع سداد قروضه كما واجه صعوبة في العثور على وظيفة بعد التخرج في الجامعة، وانتقل إلى كولورادو للعمل في اتحاد ائتماني ثم ذهب إلى شركة تأمين للحصول على وظيفة ذات أجر أعلى، كما كشف ان لديه مشكلات مع شركائه في السكن أدت إلى تدخل قسم شرطة كولورادو ضمن ملفات المحكمة الفيدرالية، وظل جاستن يشكو من انتقاله للعيش في منزل والديه ونصيحة والديه له بضرورة سداد ديونه وهى ازمة عامة تواجه العديد من الطلاب الجامعيين، واصدر القاتل العديد من الاغنيات حول ازمات حياته، وتحمل السجلات تفاصيل قضية أخرى تعود إلى عام 2019 حين اقام موهن دعوى قضائية ضد شركة فشل في الاستمرار في العمل فيها حين فصل من وظيفة خدمة العملاء في كولورادو بسبب سوء تصرفه وقيامه بركل باب احد المكاتب، وادعى جاستن انه انهى خدمته لأنه تصرف برجولة كما اتهم والده بالغيرة منه ولم يسمح له بالنجاح، وتقدم بأحدث الدعاوى القضائية في عام 2023، إلا أن القاضي رفضها لأن ليس لها سند قانوني.

ازمات اخرى

أثارت واقعة القاتل جاستن خطورة قضية جماعات الشباب المتطرفة ضد الحكومة الأمريكية، لتتزامن مع الازمة الطاحنة التي تمر بها الولايات المتحدة الأمريكية في الوقت الذي تستعد فيه للانتخابات الرئاسية، حيث تتضاعف الأزمات الاقتصادية والاجتماعية واهمها أزمة انفصال ولاية تكساس التي تهدد بحرب أهلية طاحنة، وأدى تصاعد الخلاف بين ولاية تكساس والحكومة الفيدرالية بسبب قضايا المهاجرين وقضية الحدود، إلى تصاعد المخاوف من اندلاع حرب أهلية يتبعها مطالب بانفصال تكساس والتي تحظى بأهمية  اقتصادية كبيرة للولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث تمتلك تكساس 40% من إنتاج الطاقة في أمريكا، تصاعدت الازمة عقب إرسال قوات من الحرس الوطني إلى ولاية تكساس تحمل أوامر من المحكمة الدستورية العليا بإزالة الأسلاك الشائكة وتسهيل مرور اللاجئين والمهاجرين من الحدود المكسيكية، أما قوات الحرس الوطني التابعة لولاية تكساس فهى تختص بمنع المهاجرين من الوصول بوضع أسلاك شائكة ليصعب وصول المهاجرين والقوات الفيدرالية، وهو ما يعني وجود قوتين لديهما اوامر متناقضة تهدد بإشعال الحرب، واشارت الصحف الامريكية ومنها صحيفة «واشنطن بوست» الى حالة كبيرة من الفوضى والعنف بعد تهديدات مسئولي ولاية تكساس بالانفصال عن الولايات المتحدة في وقت عاصف.

اقرأ  أيضا : التحقيقات تكشف عن .. قضية «اسكوبار المغرب»

;