نهار

«تبليط الهرم»!!

عبلة الروينى
عبلة الروينى

ليس فقط تراجع الحكومة عن مشروع ترميم هرم منقرع (الهرم الأصغر).. أو إعادة النظر فى المشروع عامة، وتشكيل لجنة علمية من الخبراء والمتخصصين للبحث والدراسة.... لكن تحقيق الشفافية والحرص على تقديم وإيضاح كافة المعلومات وتفاصيل المشروع للرأى العام..... فالهرم ليس ملكًا لوزارة السياحة، ولا لوزارة الآثار، لكنه تراث وتاريخ وحضارة الشعب المصرى، يجب اطلاعه ومعرفته ومشاركته القرار.
والحكاية أن هرم «منقرع»... هو الهرم الوحيد الذى له غطاء خارجى جرانيتى، وهناك أجزاء كثيرة من هذا الغطاء تساقطت بفعل عوامل التعرية.. (وأجزاء أخرى كانت مكشوفة، غير مستكملة من الأصل).
ومشروع تغطية الهرم،أو كساء الهرم بحجارة جرانيتية، هو مشروع قديم، سبق تقديمه قبل سنوات، لكن لم يتحقق!!... حتى تقدمت بعثة جامعة (واسيدا) اليابانية بمنحة لتنفيذ مشروع الترميم كاملا... وصفه مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار (بمشروع القرن) مؤكدا أن المشروع هو إعادة الهرم الأصغر إلى أصله الذى كان عليه، باستخدام الجرانيت المتساقط حوله، بعد دراسة وتوثيق البلوكات الجرانيتية التى كانت تمثل الكساء الخارجى للهرم، لإعادة تركيبها مرة أخرى!!... وهو ما رفضه كثير من الأثريين، متشككين فى طبيعة الحجارة الجرانيتية التى سيتم تركيبها (لا يوجد دليل أثرى أو تاريخى، يؤكد سقوطها من الهرم).. بما يشكل اعتداءً على أصل الأثر!!.. كما أثاروا الجدل حول مدى تحمل الهرم للكتل الجرانيتية التى يتم تركيبها؟... وهو ما وصفته د.مونيكا حنا أستاذة الآثار بالعبث بالآثار المصرية، أو ما وصفته ساخرة (بتبليط الهرم)!!
مراجعة المشروع والبحث والتقصى من خبراء الآثار فى مصر والعالم، يعنى ضرورة الكشف عن نتائج البحث والدراسة فى مؤتمر عام.