يسرا: «ليلة العيد» يدافع عن الإنسانية ويشتبك مع القضايا الاجتماعية الشائكة

يسرا
يسرا

أحمد سيد

فخورة بالفيلم وأعرف أنه مؤلم ومخيف للمشاهد

أغير جلدى فى فيلم «شقو» وعودة البطولة النسائية فى السينما مهمة

عادل إمام تاج السعادة للفن العربى

تغرد منفردة، تعزف على أوتار السينما أجمل النغمات التى تسكن القلب رغم قسوتها، تشدو بأدائها المبهر فيتعاطف معها الجمهور لتمنحه لحظات من التفكير والتعمق فى قضاياه الشائكة، لذلك حملت على عاتقها أوجاع وهموم المرأة، وقررت أن تدق ناقوس الخطر من خلال فيلمها الجديد «ليلة العيد»، والذى تعود به إلى السينما بعد غياب 4 سنوات، إنها يسرا، التى تحمست لتقديم هذه التجربة المختلفة، والتى تناقش كثيراً من القضايا المهمة التى تخص المرأة، وذلك من بوابة المؤلف أحمد عبد الله والمخرج سامح عبد العزيز الذى تعاونت معه من قبل فى مسلسلى «حرب أهلية» و»خيانة عهد»، وتتحدث يسرا عن هذه التجربة الجديدة لها فى السينما، وسر انجذابها إلى الفيلم، ورأيها فى قرار عادل إمام بالاعتزال.

كيف وجدت ردود الفعل حول فيلم «ليلة العيد» عقب عرضه فى دور العرض ؟

سعيدة بردود الفعل التى تلقيتها على الفيلم، كونه فيلماً ثقيلاً ومهماً وصادماً للجمهور، ويشتبك مع العديد من القضايا الشائكة داخل مجتمعنا، وهو ما نحتاج أن نلقى الضوء عليه من خلال أعمال فنية سواء فى السينما أو التليفزيون، وفى نفس الوقت تتواجد الأفلام الكوميدية والأعمال التى تعتمد على الأكشن والحركة، وأنا فخورة بتقديمى هذا العمل، لأن السينما لابد أن يكون بها كافة الأنواع والأنماط الفنية التى تعبر عن المجتمع بعيداً عن مغازلة شباك التذاكر.

كيف ترين عودتك للسينما بفيلم «ليلة العيد» بعد غياب 4 سنوات منذ آخر أعمالك «صاحب المقام» والذى عرض بإحدى المنصات الرقمية ؟

أرى أنها عودة قوية وجيدة بالسينما، وهذا العمل له مذاق مختلف كونه عملاً يناقش العديد من القضايا المهمة التى تخص المرأة والرجل أيضاً وليس المرأة فقط، وربما لا يراه الشباب بشكل أكثر، وهى الشريحة التى تذهب إلى السينما بشكل مكثف، وأرى أن السبب فى ذلك أن الجمهور قد يهرب من مشاهدة أزمات ومشاكله على الشاشة، وبرغم من ذلك أراها عودة إيجابية بالنسبة لى، وخاصة أنها جاءت بعد فترة غياب 4 أعوام من تقديمى فيلم «صاحب المقام»، والذى يعد من الأفلام المهمة أيضاً فى تاريخى الفنى، والذى شهد تعاونى مع الكاتب إبراهيم عيسى كمؤلف، والذى سعدت بلقائه والتعاون معه من خلال هذا العمل، كذلك المخرج ماندو العدل الذى استطاع أن يعبر عن هذا العالم الذى قدمه إبراهيم عيسى فى الفيلم بكل بساطة ويسر، وأرى أن العملين أن يحققا نجاحاً كبيراً أمرا جيدا، ولكن السينما تعتمد هذه الفترة على نوعية أخرى من الأفلام، والتى تغازل فى المقام الأول شباك التذاكر.

ألم تقلقي من تقديم فيلم «ليلة العيد» الصادم للجمهور ؟

لم أقلق من هذا الأمر، وأرى أن المبدع عليه دور تجاه المجتمع، وهو أن يناقش قضاياه بكل صراحة ووضوح، وعندما عرض على الفيلم الذى استغرق وقتاً طويلاً فى التفكير حتى أوافق عليه، ولكن بعد عدة مناقشات مع المؤلف أحمد عبد الله والمخرج سامح عبد العزيز وجدتها فرصة جيدة لتقديم عمل مختلف، ويلقى الضوء على العديد من القضايا الاجتماعية المهمة التى تخص المرأة والرجل، حيث يحكى عديداً من النماذج الإنسانية والحواديت المتشابكة، حيث يسرد ويحلل هذه القضايا من منظور قصص 6 سيدات من طبقات اجتماعية مختلفة، ويسلط الضوء على مراحل معاناتهن.

وما الذى جذبك فى شخصية «عزيزة» بالفيلم ؟

عندما عرض على الفيلم، وجدت نفسى أمام عمل يحمل العديد من القضايا المهمة التى تخص المرأة والرجل، وخاصة المرأة التى تتعرض إلى القهر من المجتمع والرجال، واستطاع المؤلف أحمد عبد الله أن يناقش العديد من القضايا فى عمل واحد بشكل سلس وبسيط، ودون تعقيد، وهو ما جذبنى فى السيناريو المكتوب بشكل جيد، وكل قضية بالفيلم مكتملة الأركان وغير مبتورة، فضلاً عن أن هناك انسيابية فى الكتابة، والتى تتعلق بترابط هذه القضايا ونسجها بشكل محبوك، كما أن المخرج سامح عبد العزيز استطاع أن يعبر عن هذه القضايا بصورة جيدة تجعل المشاهد للعمل منتبهاً منذ البداية وحتى نهاية الفيلم، وكان حريصاً على عدم الوقوع فى الرتابة أو التطويل أو تقديم مشاهد تؤذى عين المشاهد، وربط المشاهد بمصائر أبطال الفيلم حتى النهاية، فهو لديه إحساس رائع فى التعامل مع تجسيد المشاهد الشعبية.

ما رأيك فى الآراء التى تتهم الفيلم أنه ينحاز للمرأة بشكل كبير ويقدم القهر والظلم الذى تتعرض له على يد الرجل ؟

الفيلم لا يقدم قهر المرأة فقط، الفيلم يقدم الظلم الذى تتعرض له المرأة والرجل أيضاً، فهو يدافع عن الإنسانية، كما أن هناك ظلماً يقع على المرأة، ولكن أيضاً هذا يمس الرجل، الذى أراه يظلم نفسه سواء بسبب العادات والتقاليد الخاطئة أو بسبب الفقر والجهل، والذى يدفع الطرفين للقهر والظلم، كما أن العمل يتناول مشاكل حقيقية بين الطرفين مثل العنف ضد المرأة، وزواج القاصرات، وختان الإناث.

هل شخصية «عزيزة» كانت بالنسبة لك تحديا جديدا خاصة أنك قدمت من قبل شخصية شعبية فى مسلسل «الحساب يجمع» ؟

لكل شخصية مفرداتها وأداؤها المختلف، و»عزيزة» بعيدة تماماً عن شخصية «نعيمة» فى المسلسل، ربما يتفقان فقط أنهما من طبقة اجتماعية واحدة وهى الطبقة الشعبية، ولكن شخصيتى فى الفيلم لها ملامح وشكل مختلف، ورغم أنها تتعرض للقهر إلا أنها تحاول مساعدة الأخريات على أزواجهن، وتقودهن للتخلص من هذا القهر والظلم الذين يتعرضن له من قبل الرجل والمجتمع.

هل ترين أن نهاية الفيلم هى الأوقع والسبيل الوحيد لدى النساء أن يهجرن الجزيرة هاربين من معشر الرجال؟

فى الفيلم كان الطريق الوحيد لهن، بسبب الظلم البين الذى وقع عليهن، وهو ما دفعهن للهروب من الجزيرة والواقع الذى يعيشونه بمنتهى القسوة والعنف، وكان من الضرورى أن تكون نهاية الفيلم صادمة حتى نؤكد على أهمية هذه القضايا وضرورة إيجاد حلول لها.

كيف ترين التعاون للمرة الثالثة مع المخرج سامح عبد العزيز والثانية مع سيد رجب ؟

سامح يمتلك قدرات فنية هائلة، ويعرف كيف يمكن أن يقدم الممثل بشكل جيد، ويستفز ملكاته من أجل تقديم أقصى أداء له، كما أنه قدم هذه النوعية من الأعمال بشكل جيد من قبل فى أفلام «كباريه والفرح والليلة الكبيرة»، وقد قدمنا سوياً مسلسلى «خيانة عهد وحرب أهلية»، وحققا نجاحاً كبيراً، أما سيد رجب فهو من الممثلين الذين يمتلكون موهبة كبيرة، وكان هناك حالة تفاهم كبيرة بينى وبينه فى الفيلم وظهرت أيضاً على الشاشة، وهذا نابع من حالة الكيمياء التى تجمع بيننا حيث تعاونا من قبل فى مسلسل «فوق مستوى الشبهات».

هل تفضلين المشاركة فى أعمال تعتمد على البطولة الجماعية ؟

أراها نوعاً من الأعمال التى حققت نجاحاً كبيراً، ولاقت استحسان الجمهور فى الفترة الأخيرة، ومشاركتى فيها أمر إيجابى، ولم تكن هذه المرة الأولى التى أشارك فيها بهذه النوعية من الأعمال، حيث قدمت من قبل فيلم «صاحب المقام» مع آسر ياسين وأمينة خليل، كما يعرض لى قريبا فيلم «شقو» الذى يعتمد أيضا على البطولة الجماعية مع مجموعة من الفنانين الشباب، وأقدم فيه شخصية جديدة ومختلفة، وأرى أننى أغير جلدى بهذا العمل، حيث تكون مفاجأة للجمهور.

كيف ترين عودة البطولة النسائية فى السينما بموسم منتصف العام ؟

أراها مهمة للغاية، وسعيدة بوجود فيلمى «الملكة» لهالة صدقى، و«مقسوم» بطولة ليلى علوى، وأرى أن هذه العودة إيجابية لأن قضايا المرأة أكثر من قضايا الرجل المحدودة، هناك مئات وعشرات القضايا التى تخص المرأة التى يمكن أن نناقشها فى أعمال فنية بعكس القضايا التى تخص الرجل، كذلك بقضايا المرأة عمق أكثر من قضايا الرجل.

كيف ترين التعاون مع نيللى كريم فى مسلسل «روز وليلى» الذى يعرض حالياً ؟

هناك حالة من الكيمياء التى تجمع بيننا فى المسلسل، وظهرت على الشاشة أيضاً، واستفدنا كثيراً بالتعامل مع المخرج أدريان شيرجولد والمؤلف كريس كول، وقدمنا شخصيتين مختلفتين بشكل كوميدى، وهو ما جذبنى فى العمل، خاصة أننا عشنا عدداً من المغامرات المختلفة من خلال روز وليلى، حيث تقعان فى العديد من الأزمات والجرائم، ويحاولان إيجاد حلول لها.

ما سر خروجك من السباق الرمضانى المقبل ؟

لم استقر على عمل فنى يمكن أن أخوض به السباق الرمضانى المقبل، كما أننى اكتفيت بتقديم مسلسل «روز وليلى» وفيلم «ليلة العيد» ويعرض لى قريباً فيلم «شقو»، وبالتالى هذا كاف بالنسبة لى فى المرحلة الحالية.

كيف ترين اعتزال عادل إمام ؟

عادل عايش وسيظل بيننا حتى بعد اعتزاله، أعمال الزعيم جميعها محفورة فى وجدان المشاهد العربى، المشاهد العربى تعلق بإفيهاته وعباراته اللافتة فى أعماله الفنية، أراه تاج السعادة الذى يزين الفن العربى ككل ، استطاع أن يحمل على عاتقه مسئولية ورسالة الفن العربى لأكثر من 50 سنة، وقد يصعب أن يحقق هذا النجاح أى ممثل آخر، فهو ممثل يحترم فنه والأفكار التى يقدمها من خلال أعماله، عادل سيظل موجوداً بتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا.