نيويورك تايمز: التوترات في البحر الأحمر ترفع تكاليف الشحن والتأمين على السفن التجارية

هجمات الحوثيين في البحر الأحمر
هجمات الحوثيين في البحر الأحمر

 أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في عددها الصادر صباح اليوم الثلاثاء، أن تزايد التوترات في البحر الأحمر واستمرار هجمات الحوثيين تسببت في رفع تكاليف الشحن ورسوم التأمين على السفن التجارية العالمية فضلًا عن تأخير المزيد من رحلات نقل البضائع، مع تأثر بعض الشركات أكثر من غيرها .

واستهلت الصحيفة تقريرًا لها في هذا الشأن، نشرته عبر موقعها الالكتروني ، بقول إن الهجمات الأخيرة على السفن التجارية في البحر الأحمر من قبل ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران أجبرت الشركات على رفع أسعار التأمين أو إعادة توجيه مسار البضائع عبر أفريقيا، مما زاد التكاليف والتأخيرات التي يمكن أن تؤثر على هوامش أرباح الشركات، وفي نهاية المطاف، ترفع الأسعار بالنسبة للمستهلكين .

اقرأ أيضا: "الحوثيون" يعلنون استهداف سفينتين أمريكية وبريطانية 

وقال العديد من المديرين التنفيذيين الذين تشحن شركاتهم البضائع عبر البحر الأحمر (في تصريح خاص للصحيفة) إن التأثير يظل محدودًا حتى الآن.. وأرجعوا ذلك جزئيًا إلى الدروس التي تعلموها من الاضطرابات الأكثر خطورة في سلسلة التوريد العالمية إبان أسوأ فترات تفشي وباء فيروس كورونا المستجد" كوفيد- 19" قبل سنوات قليلة .

وأضافت : " أن أسعار الشحن البحري ارتفعت بالفعل منذ منتصف ديسمبر الماضي، حيث تضاعفت أكثر من ثلاثة أضعاف على الطريق من آسيا إلى أوروبا وأكثر من الضعف بين آسيا والساحل الشرقي للولايات المتحدة، وفقا لشركة زينيتا - وهي منصة لقياس أسعار الشحن البحري والجوي وتحليلات السوق " .

وتوقع محللون أن يظل التأثير على المستهلكين محدودًا في الوقت الحالي، حيث أشار محللون في مؤسّسة الخدمات المالية "جولدمان ساكس" إلى أن الشحن يشكل جزءًا صغيرًا من التكلفة الإجمالية للمنتج ورأوا أن الاضطرابات الحالية ربما تضيف فقط عُشر نقطة مئوية إلى معدل التضخم العالمي هذا العام .

وأوضحت "نيويورك تايمز" في تقريرها أن البحر الأحمر يعد طريقًا مهمًا بشكل خاص للشركات التي تنقل البضائع من آسيا إلى أوروبا وتكلفة شحن هذه البضائع أصبحت الآن أعلى، كما أنها تستغرق وقتًا أطول للوصول..وذكرت أن الأمر يمكن أن يؤثر أيضًا على سلاسل التصنيع في المنطقة خاصة بعدما تسببت الاضطرابات في تعليق خطوط الانتاج داخل شركتي "تيسلا" و "فولفو"، مشيرة إلى أن شركات صناعة السيارات تعتمد على مبدأ "الإنتاج في الوقت المناسب، حيث عادةً ما تصل أجزاء التصنيع إلى خط التجميع قبل وقت قصير من الحاجة إليها، مما لا يترك مجالًا كبيرًا لتأخير الشحن".

وقال كيني ويلسون، الرئيس التنفيذي لشركة "الدكتور مارتينز" البريطانية لصناعة الأحذية:" إن الشركة واجهت تأخيرات كبيرة في أوروبا لكنها لم تشعر بأي تأثير تقريبًا في آسيا أو الولايات المتحدة".. مشيرًا إلى أن الشركات في بريطانيا تأثرت بشدة بسبب تأخيرات الشحن في شهر يناير الماضي ..وأضاف:" من الواضح أن هناك صلة بين تراجع قيمة الأرباح وهذه التأخيرات، مع ذلك أعتقد أن الأمر يتعلق أكثر بالتأثير الذي سيحدث في العام المقبل إذا استمرت هذه التوترات " .