باسم دياب يكتب: الغرب وسياسة الرغيف المحروق 

باسم دياب يكتب: الغرب وسياسة الرغيف المحروق 
باسم دياب يكتب: الغرب وسياسة الرغيف المحروق 

كنا نخبز في محافظتي سوهاج في فرن بلدي، ونستخدم القش لإشعال النار، ولا يوجد مفاتيح للتحكم فى حرارة هذا الفرن وبالتالي كان دائمًا أول رغيف عيش محروق لأنه يأخذ حرارة الفرن الشديدة.. وفي ملعب السياسة ارتكب الغرب خلال السنوات الأخيرة عددا من الأخطاء.. ففي مصر دعم الغرب الجماعة الإرهابية بعد أحداث 25 يناير للوصول للحكم.. وترشح الإخوان للرئاسة وكانت أول خطاياهم إذ أن الرئيس المنتخب بعد أحداث يناير لن يرضى الشعب الذى أزاح رئيساً مثل الرئيس الراحل مبارك مهما فعلوا بالاضافة إلى أن الإخوان تنظيم كبير ولكن مثل أعواد كبريت إذا احترق عودا واحداً احترق الباقى بدون تفكير بالإضافة إلى ضعفهم سياسيا واقتصاديا.. وما حدث مع الاخوان يحدث الآن على الساحة الدولية والبداية كانت مع روسيا وأوكرانيا ومحاولة من الغرب لتدمير روسيا عن طريق أوكرانيا. 

 وتأثرت الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة أقوى اقتصاد عالمى وقد أعلنت وكالة "فيتش" في بياناً لها مؤخراً خفض درجة الولايات المتحدة للتصنيف الائتماني .

 وقالت الوكالة إن هذه الخطوة تعكس "التدهور المتوقع للمالية العامة خلال السنوات الثلاث المقبلة، والعبء المرتفع والمتزايد للدين العام الحكومي، وتآكل الحوكمة". 

 وبالنسبة للقارة العجوز "أوروبا" فقد أنفقت خلال العام 2022 قرابة الـ 800 مليار يورو (بحسب تحليل أجراه مركز أبحاث بروغيل) وذلك بهدف مساعدة شعوبها من أجل التغلب على ارتفاع تكلفة المعيشة ومعدلات التضخم غير المسبوقة ربما منذ عقود بالمقارنة بروسيا التى استغلت إمدادات الطاقة والمواد الخام للضغط على الشركات في جميع أنحاء العالم، وهذا لا يعنى أن روسيا لم تخسر فى حربها مع أوكرانيا ولكن مقارنة خسارتها مع العقوبات الدولية المفروضة عليها تعتبر روسيا لم تخسر الكثير اقتصادياً. 

 ومن هنا يمكننا القول بإن الجميع خسر ولكن بنسب معينة، ولم تهدأ اميريكا من مساعدتها لأوكرانيا حتى ظهرت أحداث 7 أكتوبر فى غزة و بدأت امريكا فى تنفيذ طلبات أو أوامر إسرائيل " الولاية الأمريكية رقم 51" ، و هنا نفّذت أمريكيا سياسة الرغيف المحروق ، فظهورها فى بداية كل الصراعات جعلها خاسرة بدون أي مكاسب .  

وازدادت الفوضى التى تسببت فى ضباب لم يرى الكثيرون منه حقيقة الأمور بعد الحرب على الحوثيين وهى حرب خسر فيها الجميع، ولم تقع مصر فى مصيدة الرغيف المحروق بالرغم من أن معظم الأحداث فى منطقة الشرق الأوسط من أقوى أسبابها هى الوقوع بمصر في الحرب ودخولها في صراعات متعددة.

 وبالرغم من الضغوط على مصر إلا أن قائدنا الرئيس السيسى لم ينخدع بسياسة الرغيف المحروق فهو سياسى محنك فهو يعلم جيداً أن دخول مصر الحرب هو وقوع فى شباك دولية لتدمير مصر بعد أن أخذت فى الصعود وبالرغم من حالة الفوضى التى تسود العالم الأن إلا أنني أري إنها حالة "مخاض" ستكون نتيجته ميلاد لكفة ميزان جديدة بدلاً من أخري كُسرت مع انهيار الاتحاد السوفيتي فى عهد "جورباتشوف "وسيكون هناك ميزاناً حقيقى للعالم كفة الشرق و كفة الغرب ، وأىً كانت النتيجة يكفى أن يعود ميزان العالم لأصله بكفتين وليست واحدة.