«فوسه» و«إبسن» فى قاعة «ضيف الشرف»

سعد القرش ومنصورة عز الدين ونينا إيفينسين وشيرين عبد الوهاب
سعد القرش ومنصورة عز الدين ونينا إيفينسين وشيرين عبد الوهاب

شهدت قاعة ضيف الشرف» خلال الأسبوع الأول عددًا من الفعاليات المميزة، سواء المرتبطة بالثقافات المختلفة حول العالم أو بدولة النرويج – ضيفة شرف هذه الدورة – ومن أبرز تلك الفعاليات؛ عدة ندوات تناولت كتابات الحائز على نوبل 2023 «يون فوسه» الذى سجَّل رسالة مصوَّرة خصيصًا لجمهور معرض القاهرة الدولى للكتاب، قدَّم فيها نفسه قائلًا: «مرحبًا، أنا يون فوسه، روائى وكاتب مسرحى وشاعر نرويجى. احترفت الكتابة لأكثر من أربعين عامًا وألفت ما يصل إلى سبعين كتابًا حتى الآن. عُرضت أعمالى المسرحية آلاف المرات فى مسارح مختلفة حول العالم. كما تأثرت بالمتصوف المسيحى مايستر إيكهارد، وفهمت كيف يمكن قراءة شعرى فى ضوء الصوفية، وأعتقد أن هذا الموضوع مثير للاهتمام».

وأكملت «مارجيت والسو» مديرة مؤسسة «نورلا» المسئولة عن ترويج الأدب النرويجى؛ التعريف بـ «فوسه» قائلة: «كان لدى «فوسه» اهتمام بالموسيقى والعزف على الجيتار، وعلى الرغم من تركه للعزف، إلا أن لغة الموسيقى ما زالت حاضرة فى أعماله الشعرية والروائية، نظرًا لحبه وولعه بها. قدم العديد من الأعمال المسرحية، وحققت مسرحيته «شخص ما سيأتى» نجاحًا فى فرنسا، حيث عُرضت أكثر من ألف مرة فى مختلف أنحاء العالم. بعد فترة ككاتب مسرحى؛ عاد للكتابة الأدبية مرة أخرى، حيث نشر ثلاثية من الروايات معًا، وكتب أيضًا عن علم التنقيب. أدخل الشعر إلى المسرح وأدخل الدراما إلى الشعر».

اقرأ أيضاً| «مجازفة غير مدروسة».. الأثريون يرفضون مشروع «كساء هرم منكاورع»

وفى إطار مناقشة كتابات «فوسه» بين الباطنية الروحانية والصوفية، قالت مديرة الجلسة ومترجمة أعماله إلى العربية شيرين عبد الوهاب: «الكتابة بالنسبة له تعتبر رحلة إلى المجهول، إذ يكتب لاستكشاف الذات والانغماس فى عوالم غامضة، وهو ما أدى إلى فوزه بجائزة نوبل».

وفيما يخص موضوع النقاش؛ قالت الكاتبة منصورة عز الدين إن المفهوم الصوفى عند «فوسه» يتجلى فى التصالح مع العالم، حيث يكون للصوفيين مفهوم عميق للتسامح وعدم وجود ضغائن تجاه أى شىء، فالموت فى فلسفته يعتبر فرصة للتسامى، وهو مفهوم ينسجم مع فطرة الإنسان قبل أن ينخرط فى الأديان، إذ يتحدث «فوسه» عن الانتقال من الروح إلى الجسد، وكذلك عن العلاقة بين الحياة والموت، حيث يرى الجميع وكأنهم يسيرون فى برزخ ما، ويظهر أن كل الأشياء موجودة فى هذا العالم ولكن ينقصها البصيرة».

وفى يوم آخر؛ خصصت القاعة جزءاً من نشاطها لتناول الكاتب العالمى «هنريك إبسن»، وفيها ألقت د. نينا مارى إيفينسن، ممثلة مركز دراسات إبسن بجامعة أوسلو؛ محاضرة عن تاريخ الكاتب الذى يُطلق عليه «أبو المسرح الحديث» أوضحت فيها أن لغة إبسن، التى تعد أقل انتشارًا فى العالم، تسهم فى عدم وجود تداخل بين الأفكار المختلفة، حيث يمكن إعادة صياغة الرواية بطريقة جديدة، وربما ذلك هو السبب وراء التواجد القوى لأعمال «إبسن» فى مصر، فالدراما الخاصة به لا تخص وقتاً معيناً؛ وإنما تنطبق على كل زمان ومكان، فهو يعبر بدقة عن العلاقات بين البشر وتعقد الحياة المعاصرة والواقعية والتجارب الحية التى نمر بها. كما أوضحت أن النرويج تستعد للاحتفال بالذكرى المئوية الثانية لميلاد إبسن فى عام 2028، ودعت الناس لزيارة منزله والمشاركة فى هذا الاحتفال.

ومن جانبها؛ أشارت المترجمة شيرين عبد الوهاب إلى أهمية الترجمة مباشرة من اللغة الأصلية، حيث إن الترجمة من لغة وسيطة قد تغفل عن الخلفيات الثقافية المؤثرة على سياق النصوص. كما أكدت ضرورة وجود مناقشات ودراسات عميقة عند ترجمة أعمال «إبسن» نظرًا لتعدد الصور الرمزية فى أعماله.