قريباً من السياسة

معرض القاهرة للكتاب إثراء للعقل العربى

محمد الشماع
محمد الشماع

لايزال معرض القاهرة الدولى للكتاب عرساً مشهوداً، ولاتزال القاهرة عاصمة للثقافة العربية، وتلك مفخرة لنا أن نباهى بها ونفتخر دائماً، فمصر كانت ولاتزال منبعاً للثقافة والتنوير فى محيطها العربى والأفريقى، ولايزال المثقف المصرى الملتزم بقضايا وطنه العربى والأفريقى حاضراً وبقوة، يتمثل ذلك فى العناوين الجديدة ودور النشر القديمة والحديثة التى لاتزال تنتج زاداً للعقل العربى.

ولاتزال القضايا التى تطرحها اقلام المثقفين العرب تتباهى وتفتخر بأنها عرفت طريقها إلى معرض القاهرة الدولى للكتاب وقد استن المعرض سنة حميدة بإقامة الندوات للمثقفين العرب لكى يتحول إلى مناسبة لتبادل الأفكار والثقافات إثراء للعقل العربى الذى كان ولايزال يخوض تحديات جسيمة مع قضايا الحداثة.

وإذا كانت الحداثة تفسر وتعرف بأنها إعمال العقل، لذلك فإن معرض القاهرة الدولى للكتاب ينحاز انحيازاً كلياً إلى قضايا الحداثة، فهو ليس مجرد معرض للكتب، ولكنه معرض للتيارات الفكرية التى تموج فى المحيط العربى أساساً والمحيط العالمى عموماً، ومهما اختلفت تلك الافكار ومهما تباينت وتصادمت فإنها بالقطع سوف تصب فى النهاية فى قضية العقلانية وتأسيس الحداثة فى واقعنا العربى الذى لايزال يحمل أثقالاً لا يستهان بها من الجهل والتطرف.
ان معرض القاهرة الدولى للكتاب يمثل حائط صد فى مواجهة التطرف الفكرى والسياسى الذى ينمو ويترعرع فى ظلمات الجمود والجهل الذى عبث ويعبث بعقول وقلوب شباب لم يتح لهم الحصول على المعارف الكافية أو الرؤية الصحيحة ولعل من الظواهر الحميدة أن بعضاً من المؤسسات والمدارس تنظم رحلات لطلابها ومنتسبيها لمعرض الكتاب لكى يغرسوا فى نفوس الأطفال والكبار أهمية القراءة وأهمية الكتاب فى حياة الانسان.

ولايزال معرض القاهرة للكتاب مشهداً جليلاً نعتز به ونتباهى وندعو وزارة الثقافة المصرية الى أن تمنح هذا المعرض مزيداً من الدعم وأن تمنح الندوات التى تعقد فيه مزيداً من الاهتمام وأن تحرص على توجيه الدعوة إلى مثقفى الوطن العربى والعالم للحضور ضيوفاً لهذا المعرض لكى يضيفوا وزناً وثقلاً إلى هذا العرس الثقافى.