فى الصميم

وفروا أموالكم.. وليعد «اللاجئون» لوطنهم!!

جلال عارف
جلال عارف

ما تفعله الدول الغربية التى انضمت لإسرائيل فى حربها المعلنة على منظمة غوث اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» هو فصل جديد فى السقوط الأخلاقى والانحياز السياسى الذى يقترب من المشاركة فى جريمة الإبادة الجماعية التى تحاكم عليها إسرائيل الآن أمام العدالة الدولية!!

إسرائيل التى أدمنت الكذب على العالم تزعم أن ١٢ أو ١٣ من العاملين فى «الأونروا» فى قطاع غزة تواطأوا مع منظمة «حماس».. فتسرع أمريكا وتتبنى المزاعم الإسرائيلية دون تحقيق (كما اعترف وزير الخارجية الأمريكية) وتقرر إيقاف مساهمتها فى ميزانية «الأونروا» وتتبعها دول أوربية وكندا واستراليا مع «مظاهرة إعلامية» تستهدف تشويه منظمة «الأونروا» وتعطيل عملها فى إغاثة ٢ مليون لاجئ فى غزة، وضعفهم فى مخيمات اللاجئين فى الضفة ولبنان والأردن وسوريا.

توقيت ما يحدث يعنى أن «الأونروا» تعاقب لأن شهادتها كانت أمام محكمة العدل وهى تصدر قراراتها. وتعاقب أيضاً لأنها تبقى قضية «اللاجئين» وحقهم فى العودة حية أمام ضمير العالم.. وتعاقب «للمرة الثالثة» لأن إسرائيل لا تخفى عداءها لكل المنظمات التى تمثل الشرعية الدولية.. بدءاً من المنظمة الأم «الأمم المتحدة» وحتى منظمة الصحة العالمية التى اتهمتها بالتواطؤ مع الفلسطينيين، ومحكمة العدل الدولية التى اتهمها حكام إسرائيل بالعداء للسامية لأنها قررت أن تحاكم الكيان الصهيونى على «الإبادة الجماعية» التى يمارسها ضد شعب فلسطين.

العداء الإسرائيلى لمنظمة «الأونروا» ليس جديداً، لكنه يزداد شراسة وانحطاطاً فى ظل الدعم غير الاخلاقى الذى تمنحه الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية التى فضحت انحيازها بقرار إيقاف المساعدات المالية المقررة لمنظمة «الأونروا» والذى يهدد بإيقاف أنشطة المنظمة فى نهاية فبراير إذا لم يتم تصحيح الموقف.. علماً بأن ما يتم تقديمه من إسهامات مالية لاتزيد على بضع مئات من ملايين الدولارات هو «التزام» دولى بمقتضى قرارات الأمم المتحدة التى انشأت «الأونروا» عام ١٩٤٩ لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين لحين قيام الدولة الفلسطينية وعودتهم إلى وطنهم.

أقيموا الدولة الفلسطينية على الحدود المقررة دولياً، وطبقوا القرارات الدولية التى تضمن الحقوق المشروعة لشعب فلسطين.. وبعدها لن تكون هناك حاجة لغوث «اللاجئين الفلسطينيين» وهم فى وطنهم.. هذه هى الحقيقة التى يهرب البعض منها وهم يشاركون إسرائيل فى الحرب على «الأونروا» لتجويع الفلسطينيين، كما شاركوها فى المذبحة التى تتم «بدعمهم الكامل» منذ أربعة شهور!!