من الأخر

يد مصر قوية

د. أســامة أبــو زيــد
د. أســامة أبــو زيــد

بالتأكيد‭ ‬أن‭ ‬رعاية‭ ‬فخامة‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬لأى‭ ‬بطولة‭ ‬يمنحها‭ ‬بريقا‭ ‬وإهتماما‭ ‬يبث‭ ‬روح‭ ‬الثقة‭ ‬والحماس‭ ‬فى‭ ‬نفوس‭ ‬اللاعبين‭ ‬ويكون‭ ‬حافزا‭ ‬لهم‭ ‬بالقتال‭ ‬داخل‭ ‬الملعب‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يخرج‭ ‬اللقب‭ ‬من‭ ‬أرض‭ ‬الكنانة‭ ‬البلد‭ ‬المنظم‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬بالفعل‭ ‬فى‭ ‬نسخة‭ ‬كأس‭ ‬الأمم‭ ‬الأفريقية‭ ‬لليد‭ ‬الأخيرة‭ ‬التى‭ ‬توج‭ ‬الفراعنة‭ ‬بلقبها‭ ‬عن‭ ‬جدارة‭ ‬وحسموا‭ ‬بطاقة‭ ‬التأهل‭ ‬لأولمبياد‭ ‬باريس‭ ‬المقبل‭. ‬

نجاح‭ ‬بطولة‭ ‬اليد‭ ‬الأفريقية‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬وليد‭ ‬الصدفة‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬عوامل‭ ‬كثيرة‭ ‬ورائها‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬إختيار‭ ‬مكان‭ ‬إقامة‭ ‬البطولة‭ ‬بإستاد‭ ‬القاهرة‭ ‬الدولى‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬صالة‭ ‬حسن‭ ‬مصطفى‭ ‬بـ6‭ ‬أكتوبر‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬ساهم‭ ‬فى‭ ‬حضور‭ ‬الجماهير‭ ‬بكثافة‭ ‬لتدعم‭ ‬كوماندوز‭ ‬الفراعنة‭ ‬الذين‭ ‬قدموا‭ ‬ملحمة‭ ‬قوية‭ ‬توجت‭ ‬باللقب‭ ‬التاسع‭ ‬تاريخيا‭ ‬والثالث‭ ‬تواليا‭ ‬بالفوز‭ ‬على‭ ‬تونس‭ ‬فى‭ ‬نصف‭ ‬النهائى‭ ‬والجزائر‭ ‬بالنهائى‭.‬

منظومة‭ ‬اليد‭ ‬المصرية‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬نفسها‭ ‬سنويا‭ ‬وهناك‭ ‬ثوابت‭ ‬وقواعد‭ ‬تسير‭ ‬عليها‭ ‬هدفها‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة‭ ‬للمنتخبات‭ ‬الوطنية‭ ‬فقط‭ ‬وهناك‭ ‬تخطيط‭ ‬علمى‭ ‬مدروس‭ ‬والمزج‭ ‬بين‭ ‬أصحاب‭ ‬الخبرات‭ ‬وعناصر‭ ‬الشباب‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬المجاملات‭ ‬والدليل‭ ‬تلك‭ ‬النجاحات‭ ‬الكبيرة‭ ‬التى‭ ‬تتحقق‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الأفريقى‭ ‬ولكن‭ ‬منتخبات‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬مختلف‭ ‬المراحل‭ ‬السنية‭ ‬مصنفة‭ ‬عالميا‭ ‬وتحقق‭ ‬مراكز‭ ‬متقدمة‭ ‬فى‭ ‬أعتى‭ ‬البطولات‭ ‬والدورات‭ ‬الأولمبية‭ ‬ودائما‭ ‬يكون‭ ‬البقاء‭ ‬فى‭ ‬المنتخب‭ ‬للأفضل‭ ‬وليس‭ ‬لأصحاب‭ ‬الأسماء‭ ‬الرنانة‭ ‬والدليل‭ ‬عدم‭ ‬تواجد‭ ‬أحمد‭ ‬الأحمر‭ ‬أسطورة‭ ‬اللعبة‭ ‬الذى‭ ‬مازال‭ ‬يلعب‭ ‬فى‭ ‬ناديه‭ ‬ولكن‭ ‬المصلحة‭ ‬لكبر‭ ‬سنه‭ ‬أقتضت‭ ‬اسبتعاده‭ ‬من‭ ‬المنتخب‭ ‬لكبر‭ ‬سنه‭ ‬لأن‭ ‬الثوابت‭ ‬موجودة‭ ‬وأى‭ ‬مسئول‭ ‬يأتى‭ ‬يجد‭ ‬هناك‭ ‬منهجا‭ ‬وخريطة‭ ‬يسير‭ ‬عليها‭ ‬دون‭ ‬معاناة‭.‬

تواجد‭ ‬دولة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الدكتور‭ ‬مصطفى‭ ‬مدبولى‭ ‬والدكتور‭ ‬أشرف‭ ‬صبحى‭ ‬وزير‭ ‬الشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬فى‭ ‬نهائى‭ ‬الأمم‭ ‬الأفريقية‭ ‬منحها‭ ‬أيضا‭ ‬رونقا‭ ‬وبريقا‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬كان‭ ‬لاعبا‭ ‬لكرة‭ ‬اليد‭ ‬وسعادته‭ ‬بفوز‭ ‬الفراعنة‭ ‬باللقب‭ ‬الأفريقى‭ ‬ونجاح‭ ‬البطولة‭ ‬كان‭ ‬واضحا‭ ‬ومن‭ ‬القلب‭ ‬والإخراج‭ ‬الرائع‭ ‬للمباريات‭ ‬أظهرها‭ ‬وكأنها‭ ‬بطولة‭ ‬عالم‭. ‬

مبروك‭ ‬لنجوم‭ ‬اليد‭ ‬فردا‭ ‬فردا‭ ‬على‭ ‬الأداء‭ ‬والجهد‭ ‬الكبير‭ ‬والحماس‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬المباريات‭ ‬التى‭ ‬خاضوها‭ ‬وتقديرهم‭ ‬لمصر‭ ‬وروحهم‭ ‬العالية‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬نشاهدها‭ ‬فى‭ ‬منتخبات‭ ‬أخرى‭ ‬ليتأكد‭ ‬للجميع‭ ‬أن‭ ‬منتخب‭ ‬اليد‭ ‬هو‭ ‬أفضل‭ ‬منتخب‭ ‬للعبة‭ ‬جماعية‭ ‬مع‭ ‬الوضع‭ ‬فى‭ ‬الإعتبار‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تطورا‭ ‬كبيرا‭ ‬فى‭ ‬منتخبى‭ ‬الطائرة‭ ‬والسلة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الرجال‭ ‬وبدأنا‭ ‬نلمح‭ ‬نتائج‭ ‬ايجابية‭ ‬فى‭ ‬البطولات‭ ‬الدولية‭. ‬

فراعنة‭ ‬اليد‭ ‬يستحقون‭ ‬التحية‭ ‬والتقدير‭ ‬من‭ ‬الجميع‭ ‬لأنهم‭ ‬كانوا‭ ‬‮«‬رجالة‮»‬‭ ‬وأسعدوا‭ ‬الشعب‭ ‬المصرى‭ ‬بحصد‭ ‬اللقب‭ ‬الأفريقى‭ ‬وخطف‭ ‬بطاقة‭ ‬التأهل‭ ‬للأولمبياد‭ ‬الباريسى‭..‬مبروك‭ ‬يا‭ ‬رجالة‭. ‬

منتخب‭ ‬الكرة‭.. ‬يحتاج‭ ‬لوقفة

قدر‭ ‬الله‭ ‬وماشاء‭ ‬فعل‭.. ‬خروج‭ ‬منتخب‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬أمم‭ ‬أفريقيا‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬بكوت‭ ‬ديفوار‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬الـ16‭ ‬بركلات‭ ‬الجزاء‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مفاجئا‭ ‬للكثيرين‭ ‬رغم‭ ‬حالة‭ ‬الحزن‭ ‬الكبيرة‭ ‬التى‭ ‬انتابت‭ ‬الشارع‭ ‬الكروى‭ ‬المصرى‭ ‬لأن‭ ‬الأداء‭ ‬فى‭ ‬دور‭ ‬المجموعات‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مقنعا‭ ‬وصعدنا‭ ‬بعد‭ ‬3‭ ‬تعادلات‭ ‬وبأقدام‭ ‬الآخرين‭ ‬وبالطبع‭ ‬فيتوريا‭ ‬يتحمل‭ ‬المسئولية‭ ‬الأكبر‭ ‬لأنه‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬المباريات‭ ‬الأربع‭ ‬التى‭ ‬خاضها‭ ‬الفراعنة‭ ‬فى‭ ‬البطولة‭ ‬أن‭ ‬يقدم‭ ‬أى‭ ‬شئ‭ ‬يذكر‭ ‬فنيا‭ ‬يؤكد‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬قماشة‭ ‬المدربين‭ ‬الكبار‭ ‬أصحاب‭ ‬البصمات‭. ‬

منتخب‭ ‬مصر‭ ‬أمام‭ ‬الكونغو‭ ‬فى‭ ‬مباراة‭ ‬ثمن‭ ‬النهائى‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬شرسا‭ ‬مثل‭ ‬الفهود‭ ‬ورغم‭ ‬الطرد‭ ‬وإصابة‭ ‬فتوح‭ ‬بين‭ ‬شوطى‭ ‬اللقاء‭ ‬وغياب‭ ‬عناصر‭ ‬مؤثرة‭ ‬مثل‭ ‬محمد‭ ‬صلاح‭ ‬الذى‭ ‬عرف‭ ‬الجميع‭ ‬قيمته‭ ‬بعد‭ ‬الإصابة‭ ‬وإمام‭ ‬عاشور‭ ‬الدينامو‭ ‬ومحمد‭ ‬الشناوى‭ ‬الا‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬المبررات‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬مكانا‭ ‬فى‭ ‬منتخب‭ ‬بحجم‭ ‬مصر‭ ‬المفترض‭ ‬جميع‭ ‬عناصره‭ ‬الموجودة‭ ‬جاهزة‭ ‬وقادرة‭ ‬على‭ ‬سد‭ ‬النقص‭ ‬والغيابات‭ ‬الإضطرارية‭. ‬

الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬لم‭ ‬تتدخر‭ ‬جهدا‭ ‬فى‭ ‬دعم‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطنى‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭ ‬الموجودة‭ ‬من‭ ‬ملاعب‭ ‬ومنشآت‭ ‬تستضيف‭ ‬أعتى‭ ‬البطولات‭ ‬العالمية‭ ‬خير‭ ‬دليل‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬تقصيرا‭ ‬من‭ ‬البرتغالى‭ ‬فيتوريا‭ ‬فى‭ ‬إختياراته‭ ‬وتغيراته‭ ‬وطريقة‭ ‬لعبه‭ ‬أدت‭ ‬الى‭ ‬تلك‭ ‬النتيجة‭ ‬المخيبة‭ ‬والصادمة‭ ‬للجماهير‭ ‬المصرية‭ ‬وجعلت‭ ‬الجميع‭ ‬يضع‭ ‬يده‭ ‬على‭ ‬قلبه‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬مباراة‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬الهزيمة‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬فى‭ ‬النهاية‭ ‬بالخروج‭ ‬الحزين‭. ‬

لابد‭ ‬من‭ ‬تبنى‭ ‬مشروعا‭ ‬لإصلاح‭ ‬منظومة‭ ‬الكرة‭ ‬بفتح‭ ‬الباب‭ ‬أمام‭ ‬المواهب‭ ‬الشابة‭ ‬بالأحتراف‭ ‬الأوروبى‭ ‬وتفضيل‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن‭ ‬فوق‭ ‬مصلحة‭ ‬الأندية‭ ‬لأن‭ ‬سياسية‭ ‬التكويش‭ ‬أصحبت‭ ‬موضة‭ ‬قديمة‭ ‬ولا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬موجودة‭ ‬فى‭ ‬بلد‭ ‬بحجم‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬يصدر‭ ‬لاعبين‭ ‬لجميع‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭ ‬المتقدمة‭ ‬كرويا‭ ‬أسوة‭ ‬بالأفارقة‭ ‬الصغار‭ ‬الذين‭ ‬أصبحوا‭ ‬الآن‭ ‬كبارا‭ ‬بفضل‭ ‬محترفيهم‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬الدوريات‭ ‬العالمية‭ ‬لأن‭ ‬القصة‭ ‬ليست‭ ‬فى‭ ‬المدرب‭ ‬فقط‭ ‬ولكن‭ ‬فى‭ ‬القماشة‭ ‬التى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يقودها‭ ‬فنيا‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬المتابعة‭ ‬والتدقيق‭ ‬فى‭ ‬الإختيارات‭ ‬للمواهب‭ ‬منذ‭ ‬الصغر‭ ‬وعدم‭ ‬تركها‭ ‬فى‭ ‬أيدى‭ ‬غير‭ ‬المتخصصين‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬الديفوهات‭ ‬يصعب‭ ‬اصلاحها‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭. ‬

شخصيا‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يأخذ‭ ‬قرارا‭ ‬تجاه‭ ‬فيتوريا‭ ‬‮«‬الخواف‭ ‬والضعيف‮»‬‭ ‬لأن‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬ليست‭ ‬لعبة‭ ‬يماسها‭ ‬لاعبون‭ ‬فقط‭ ‬ولكنها‭ ‬صناعة‭ ‬تستطيع‭ ‬نقل‭ ‬دول‭ ‬الى‭ ‬العالمية‭ ‬مثلما‭ ‬يفعل‭ ‬سفيرنا‭ ‬محمد‭ ‬صلاح‭ ‬الذى‭ ‬وضح‭ ‬تأثير‭ ‬غيابه‭ ‬عن‭ ‬صفوف‭ ‬الفراعنة‭ ‬ويجب‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬انتقده‭ ‬أن‭ ‬يتوارى‭ ‬خجلا‭ ‬الآن‭ ‬،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬حزن‭ ‬الشعب‭ ‬عند‭ ‬الخسارة‭ ‬والفرحة‭ ‬عن‭ ‬الإنتصار‭ ‬وهذا‭ ‬فى‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬فى‭ ‬مقدمة‭ ‬الإعتبارات‭ ‬عند‭ ‬إتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬وبداية‭ ‬الإصلاح‭. ‬

مهما‭ ‬حدث‭ ‬من‭ ‬حزن‭ ‬وصدمة‭ ‬عقب‭ ‬خروج‭ ‬منتخب‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬الكان‭ ‬بهذا‭ ‬الشكل‭ ‬فإن‭ ‬المؤكد‭ ‬أننا‭ ‬قادرون‭ ‬على‭ ‬العودة‭ ‬وتحقيق‭ ‬الإنتصارات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشوار‭ ‬التصفيات‭ ‬الإفريقية‭ ‬المؤهلة‭ ‬للمونديال‭ ‬بشرط‭ ‬أن‭ ‬تخلص‭ ‬النوايا‭ ‬ويعمل‭ ‬الجميع‭ ‬لمصلحة‭ ‬البلد‭ ‬فقط‭ ‬وليست‭ ‬لمصالح‭ ‬شخصية‭ ‬وإعتبارات‭ ‬تتعلق‭ ‬بالإنتماء‭ ‬للأندية‭ ‬وهذا‭ ‬مربط‭ ‬الفرس‭. ‬

;