بالتأكيد أن رعاية فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية لأى بطولة يمنحها بريقا وإهتماما يبث روح الثقة والحماس فى نفوس اللاعبين ويكون حافزا لهم بالقتال داخل الملعب حتى لا يخرج اللقب من أرض الكنانة البلد المنظم وهو ما حدث بالفعل فى نسخة كأس الأمم الأفريقية لليد الأخيرة التى توج الفراعنة بلقبها عن جدارة وحسموا بطاقة التأهل لأولمبياد باريس المقبل.
نجاح بطولة اليد الأفريقية لم يكن وليد الصدفة ولكن هناك عوامل كثيرة ورائها بداية من إختيار مكان إقامة البطولة بإستاد القاهرة الدولى بدلا من صالة حسن مصطفى بـ6 أكتوبر الأمر الذى ساهم فى حضور الجماهير بكثافة لتدعم كوماندوز الفراعنة الذين قدموا ملحمة قوية توجت باللقب التاسع تاريخيا والثالث تواليا بالفوز على تونس فى نصف النهائى والجزائر بالنهائى.
منظومة اليد المصرية تعمل على تطوير نفسها سنويا وهناك ثوابت وقواعد تسير عليها هدفها المصلحة العامة للمنتخبات الوطنية فقط وهناك تخطيط علمى مدروس والمزج بين أصحاب الخبرات وعناصر الشباب بعيدا عن المجاملات والدليل تلك النجاحات الكبيرة التى تتحقق ليس فقط على المستوى الأفريقى ولكن منتخبات مصر فى مختلف المراحل السنية مصنفة عالميا وتحقق مراكز متقدمة فى أعتى البطولات والدورات الأولمبية ودائما يكون البقاء فى المنتخب للأفضل وليس لأصحاب الأسماء الرنانة والدليل عدم تواجد أحمد الأحمر أسطورة اللعبة الذى مازال يلعب فى ناديه ولكن المصلحة لكبر سنه أقتضت اسبتعاده من المنتخب لكبر سنه لأن الثوابت موجودة وأى مسئول يأتى يجد هناك منهجا وخريطة يسير عليها دون معاناة.
تواجد دولة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى والدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة فى نهائى الأمم الأفريقية منحها أيضا رونقا وبريقا خاصة أن رئيس الوزراء كان لاعبا لكرة اليد وسعادته بفوز الفراعنة باللقب الأفريقى ونجاح البطولة كان واضحا ومن القلب والإخراج الرائع للمباريات أظهرها وكأنها بطولة عالم.
مبروك لنجوم اليد فردا فردا على الأداء والجهد الكبير والحماس فى جميع المباريات التى خاضوها وتقديرهم لمصر وروحهم العالية التى لا نشاهدها فى منتخبات أخرى ليتأكد للجميع أن منتخب اليد هو أفضل منتخب للعبة جماعية مع الوضع فى الإعتبار أن هناك تطورا كبيرا فى منتخبى الطائرة والسلة على مستوى الرجال وبدأنا نلمح نتائج ايجابية فى البطولات الدولية.
فراعنة اليد يستحقون التحية والتقدير من الجميع لأنهم كانوا «رجالة» وأسعدوا الشعب المصرى بحصد اللقب الأفريقى وخطف بطاقة التأهل للأولمبياد الباريسى..مبروك يا رجالة.
منتخب الكرة.. يحتاج لوقفة
قدر الله وماشاء فعل.. خروج منتخب مصر من أمم أفريقيا لكرة القدم بكوت ديفوار من دور الـ16 بركلات الجزاء لم يكن مفاجئا للكثيرين رغم حالة الحزن الكبيرة التى انتابت الشارع الكروى المصرى لأن الأداء فى دور المجموعات لم يكن مقنعا وصعدنا بعد 3 تعادلات وبأقدام الآخرين وبالطبع فيتوريا يتحمل المسئولية الأكبر لأنه لم يستطع على مدار المباريات الأربع التى خاضها الفراعنة فى البطولة أن يقدم أى شئ يذكر فنيا يؤكد أنه من قماشة المدربين الكبار أصحاب البصمات.
منتخب مصر أمام الكونغو فى مباراة ثمن النهائى لم يكن شرسا مثل الفهود ورغم الطرد وإصابة فتوح بين شوطى اللقاء وغياب عناصر مؤثرة مثل محمد صلاح الذى عرف الجميع قيمته بعد الإصابة وإمام عاشور الدينامو ومحمد الشناوى الا أن تلك المبررات لا يجب أن يكون لها مكانا فى منتخب بحجم مصر المفترض جميع عناصره الموجودة جاهزة وقادرة على سد النقص والغيابات الإضطرارية.
الدولة المصرية لم تتدخر جهدا فى دعم المنتخب الوطنى والبنية التحتية الموجودة من ملاعب ومنشآت تستضيف أعتى البطولات العالمية خير دليل ولكن هناك تقصيرا من البرتغالى فيتوريا فى إختياراته وتغيراته وطريقة لعبه أدت الى تلك النتيجة المخيبة والصادمة للجماهير المصرية وجعلت الجميع يضع يده على قلبه فى كل مباراة خوفا من الهزيمة وهو ما حدث فى النهاية بالخروج الحزين.
لابد من تبنى مشروعا لإصلاح منظومة الكرة بفتح الباب أمام المواهب الشابة بالأحتراف الأوروبى وتفضيل مصلحة الوطن فوق مصلحة الأندية لأن سياسية التكويش أصحبت موضة قديمة ولا يجب أن تكون موجودة فى بلد بحجم مصر من المفترض أن يصدر لاعبين لجميع بلدان العالم المتقدمة كرويا أسوة بالأفارقة الصغار الذين أصبحوا الآن كبارا بفضل محترفيهم فى جميع الدوريات العالمية لأن القصة ليست فى المدرب فقط ولكن فى القماشة التى يجب أن يقودها فنيا ولابد من المتابعة والتدقيق فى الإختيارات للمواهب منذ الصغر وعدم تركها فى أيدى غير المتخصصين حتى لا تكون الديفوهات يصعب اصلاحها فيما بعد.
شخصيا أرى أن اتحاد الكرة يجب أن يأخذ قرارا تجاه فيتوريا «الخواف والضعيف» لأن كرة القدم ليست لعبة يماسها لاعبون فقط ولكنها صناعة تستطيع نقل دول الى العالمية مثلما يفعل سفيرنا محمد صلاح الذى وضح تأثير غيابه عن صفوف الفراعنة ويجب على من انتقده أن يتوارى خجلا الآن ، ناهيك عن حزن الشعب عند الخسارة والفرحة عن الإنتصار وهذا فى حد ذاته يجب أن يكون فى مقدمة الإعتبارات عند إتخاذ القرار وبداية الإصلاح.
مهما حدث من حزن وصدمة عقب خروج منتخب مصر من الكان بهذا الشكل فإن المؤكد أننا قادرون على العودة وتحقيق الإنتصارات من خلال مشوار التصفيات الإفريقية المؤهلة للمونديال بشرط أن تخلص النوايا ويعمل الجميع لمصلحة البلد فقط وليست لمصالح شخصية وإعتبارات تتعلق بالإنتماء للأندية وهذا مربط الفرس.