«عمران خان» | لاعب كريكت جذبته أضواء السياسة للسجن

عمران خان وسط أنصاره - صورة أرشيفية
عمران خان وسط أنصاره - صورة أرشيفية

عمران خان الاسم الأبرز في باكستان منذ سنوات، فلاعب الكريكت السابق، الذي ذاع صيته عالميا في الملاعب الخضراء، أصبح أحد المؤثرين في سياسة البلاد، مستفيدا بشكل كبير من الإنجازات الرياضية التي حققها.

اقرأ أيضًا: تقرير| بعد اعتقال « عمران خان».. تعرف على أبرز رؤساء الوزراء الباكستانيين الذين اعتقلوا على مدار تاريخ البلاد

وعلى الرغم من توليه لمنصب رئيس وزراء باكستان إلا أن عمران خان واجه مشاكل قانونية كبرى أدت إلى اعتقاله لأكثر من مرة، مما دفع أنصاره للخروج إلى الشوارع والمطالبة بالإفراج عنه.


عمران خان ومتاعب قانونية لا تنتهي

كانت الحلقة الأخيرة في متاعب عمران خان القانونية بالحكم بحبسه والذي تم النطق به في 30 يناير 2024، من قبل واحدة من المحاكم في باكستان، وذلك على خلفية اتهامه بتسريب أسرار الدولة.

وبحسب السلطات في باكستان فإن القضية التي تلقى فيها عمران خان الحكم بحسبه لـ10 سنوات تتعلق بمزاعم حول مشاركته لمحتويات برقية سرية أرسلها سفير البلاد لدى واشنطن إلى الحكومة في إسلام اباد.

وفي أول تعلق من الحزب الخاص بعمران خان قالت حركة الإنصاف، إن محكمة خاصة حكمت على خان ووزير الخارجية السابق شاه محمود قرشي بالسجن لمدة 10 سنوات لكل منهما.

واعلن حزب الإنصاف بإنه لن يترك زعيمه في تلك المعركة وأن المحامي الخاص به سيقوم بالطعن على الحكم بحبسه.

وهذه هي الإدانة الثانية لنجم الكريكيت السابق في الأشهر الماضية وسبق أن حُكم عليه بالسجن ثلاث سنوات في قضية فساد، وكذلك استبعاده من الانتخابات العامة التي ستجريها البلاد خلال الإسبوع المُقبل.

ووصف خان اتهامه في قضية تلك البرقية كانت دليلا على مؤامرة حاكها الجيش الباكستاني والحكومة الأمريكية للإطاحة بحكومته في عام 2022 بعد أن زار موسكو قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما نفته واشنطن.

 

من هو عمران خان؟

عمران خان

عمران خان هو من مواليد 25 نوفمبر 1952، ذاع صيته في ثمانينات القرن الماضي كلاعبٍ شهيرٍ لرياضة "الكريكت"، وتولى قيادة المنتخب الباكستاني للكريكت عام 1982، وهو في الثلاثين من ربيع عمره، وظل ممارسًا لتلك الرياضة ذات الشعبية في بلاده باكستان، والتي أكسبت شهرة تخطت حدود وطنه، وصارت عالمية، بين عشاق رياضة "الكريكت".

واحترف عمران خان رياضة الكريكت لمدة عقدين من الزمن بدءًا من عام 1971، وهو لا يزال ابن التاسعة عشر ربيعًا.

 

عمران خان من الرياضة إلى السياسة

عمران خان

في عام 1992، تقاعد عمران خان نهائيًا عن ممارسة رياضة الكريكت، وهو في عمر الأربعين عامًا، بعد أن قاد باكستان لأول فوزٍ لها في كأس العالم للكريكت، وهو الفوز الوحيد في تاريخ البلاد.

بعد ذلك بأعوام اتجه خان من مضمار الرياضة إلى مضمار السياسة، فأسس حركة الإنصاف الباكستانية، في أبريل عام 1996، وهي حزب سياسي في باكستان ظل في دائرة الظل حتى حلول عام 2011.

ولكن قبل هذا، مثّل عمران خان مدينة ميانوالي كعضو في الجمعية العامة من نوفمبر 2002 وحتى أكتوبر 2007.

وفي 2011، برز اسم حركة الإنصاف الباكستانية، مستفيدةً من رياح الثورات العربية آنذاك، والتي خدمت الحركة بشكلٍ كبيرٍ.
 

عمران خان والصعود السياسي

عمران خان

انتخب خان في 2013، في الجمعية الوطنية الباكستانية، الغرفة الأدنى لبرلمان باكستان بعد مجلس الشيوخ، واستمر نائبًا في البرلمان حتى عام 2018.

وفي انتخابات 2018، حققت حركة الإنصاف الإنجاز الكبير وطرقت الحكم من الباب الواسع، بعد أن حققت الأغلبية في الانتخابات العامة الباكستانية.

وعلى إثر ذلك، أصبح عمران خان، لاعب الكريكت السابق، رئيسًا لوزراء باكستان الثاني والعشرين، وحاكمًا فعليًا في البلاد، التي تتبع نظام الحكم البرلماني، فيما يعتبر منصب الرئيس، الذي يشغله حاليًا عارف علوي، شرفيًا إلى حدٍ كبيرٍ.

وتم تسمية عمران خان رئيسًا للوزراء في باكستان في 18 أغسطس عام 2018، ليتولى السلطة في البلاد لقرابة الأربعة أعوام قبل أن يتم الإطاحة به من منصبه.

كان ذلك في 10 أبريل عام 2022، حينما صوّت البرلمان في باكستان 

ويرجع السبب الرئيسي في قرار خان الدخول إلى المعترك السياسي لنهضة روحية، متأثرًا بمحادثاته مع أحد أتباع المذهب الصوفي في الإسلام، والذي بدأ في السنوات الأخيرة في احترافه مجال الكريكيت.

 

عمران خان ليس الأول
 

ولم يكن عمران خان أول رئيس وزراء في باكستان يتعرض للاعتقال بل سبقه العديد من السياسيين أيضًا.

ذو الفقار علي بوتو، وهو أول رئيس وزراء لباكستان، وكان سياسيًا باكستانيًا بارزًا وزعيمًا ديمقراطيًا، وكان ابنًا لزولفقار علي بوتو، وهو أحد رموز السياسة في باكستان، وتولى ذو الفقار منصب رئيس وزراء باكستان مرتين، أول مرة من عام 1973 إلى عام 1977، والمرة الثانية من عام 1988 إلى عام 1990.

واعتقل ذو الفقار عدة مرات على مدى حياته السياسية بسبب التهم السياسية والقضائية.

وكذلك واجهت بينظير بوتو اضطرابات وتحديات سياسية مستمرة، وتم اعتقالها في عام 1990.

نواز شريف هو سياسي باكستاني بارز وزعيم حزب المسلمون النواب ورئيس وزراء باكستان في 3 مرات مختلفة، وتم اعتقال نواز شريف في عدة مناسبات في مسار حياته السياسية بسبب اتهامات وانتهاكات لقوانين البلاد.

وتولى حسين شهيد سهروردي رئاسة الوزراء في باكستان عام 1956، ولكن بقي في الحكم عام واحد ثم استقال، واعتقل سهروردي عام 1962 بالسجن المركزي بمدينة كراتشي.

تولى شاهد خاقان عباسي رئاسة وزراء باكستان خلفًا لنواز شريف لمدة عام ونصف لاستكمال فترة الحكومة، وكان قبل ذلك وزيرا للبترول والموارد الطبيعية.

وتم اعتقال عباسي من قبل هيئة المساءلة الوطنية، ومن ثم أفرج عنه بكفالة وأطلق سراحه في فبراير عام 2020.