فيض الخاطر

النبيل نبيل عبد الفتاح

حمدى رزق
حمدى رزق

بلباس خوجة فرنسي، ببرنيطة خواجاتى يهل علينا « نبيل عبد الفتاح»، هكذا بدون ألقاب، وهو يحوز الألقاب جميعا، محبوب تأنس إليه من أول ونسة، لا يتركك لحالك، تتساءل، ينداح كالسيل العرم فى سرد ممتع مرصع بالتخريجات اللفظية والتوليد من رحم المعاجم .


بقدر ماهو ملغز بسيط، وبساطته عنوانها البساط أحمدى، بكل لسان كلمهم، وكأنه يتحدث بألسنة العرب جميعا، وله فى كل عاصمة عربية محبون، مهضوم النبيل عبد الفتاح، لأنه يقدم الإنسانية على ما سواها، والطيبة التى تنم عن أصل طيب، وقدرة عجيبة على التأقلم مع البشر من أول طلة، لا تشعر إنك غريب فى حضرته .


مثقف من طراز رفيع، ثقافته تضعه فى مقدمة المحللين المعتبرين للظواهر المجتمعية فى تجلياتها السياسية، يفكك الوهم ويبحث عن المعنى الكامن فى عالم صاخب يموج بالتحولات الفكرية العاصفة تعصف بالثابت وتغربل المتحول .
النبيل اسما وصفة، يملك قاموسا معجميا فريدا، ونبرة رصينة، وثقافة رفيعة، مزيج من الثقافة العربية والفرنسية مع إطلاع نافذ على أفكار عالمية، لا تهمل مكونات الثقافة الشعبية فى تجليها حكم وأقوال..


النبيل لايكتب تأدية واجب، ولا تزجية فراغ، مثله مثل الكوب المليان يفيض على من حوله ثقافة وفكرا وعلوما إنسانية خبرها قدر طاقته، يسخرها فيما ينفع الناس.


ضحكته أقرب لقهقهة، معلوم الابتسامة فيها شىء من التحفظ، لم يجرب النبيل الابتسامة الحذرة الشحيحة العواطف، يقهقه فى وجه الزمان فى تحد، مع قدرية مستبطنة تعينه على تقبل العثرات، دوما ثابت الجنان، يملك قراره الشخصي، ولا يخاتل ولا يوالس، وليس بطالب ولا مطلوب .
جندى مجند فى حب وطن عظيم اسمه مصر، وهى عنده أغلى مافى الوجود، ورغم تعدد أسفاره يردد مع أمير الشعراء أحمد شوقى «وطنى لو شغلت بالخلد عنه.. نازعتنى إليه فى الخلد نفسى»، مفطور على حب الوطن، وحب الوطن فرض عليَّ أفديه بروحى وعنييَّ.
مشتغل بالفكر، ومكتوبه الأخير «التدين والثورة الرقمية» ينم عن عقلية منفتحة تتفاعل مع الأفكار الوافدة دون خشية أو حذر، يخضعها لعقليته ويجرى عليها تجاربه الفكرية، ويستخرج ما فى باطنها من تجليات يضفى عليها من روحه المستبصرة لمآلات الأفكار الجدلية فى العالم الرقمى فى تشكيل الحالة الدينية .