«قصيدة من قلب غزة» للشاعرة الفلسطينية مريم قوش

الشاعرة الفلسطينية مريم قوش
الشاعرة الفلسطينية مريم قوش

اضطرت الشاعرة الفلسطينية مريم قوش وعائلتها إلى النزوح القسرى من منزل عائلتها فى مخيم النصيرات بوسط غزة إلى مخيمات اللاجئين فى رفح، بعد أن دمرت قوات الإحتلال الإسرائيلى  مناطق كثيرة فى قطاع غزة، ومحت مناطق أخرى بكاملها من فوق الأرض، من هناك، من رفح.

الشاعرة «مريم قوش» أهدت «بوابة أخبار اليوم» قصيدتها الجديدة «ثورة الزنج»، التى تعبر فيها عن حجم المأساة التي يعيشها سكان غزة، وحرب الإبادة التى يتعرضون من قوات الإحتلال الصهيونية.

ثورة الزنج

في لاهايْ

ويلسون مانديلا في بهو المحكمة الزرقاء يقول:

قتل الجاني تسعٌ وثلاثونْ

يطرق ثانيةً، ويعدّل نظارته، ويقولْ:

بل تسعٌ

امممم و..

يتذكر ثم يلح النسيان عليه ويكمل بل تسعونْ

يا سيدنا القاضي هل تُقتل في زمن النهضة كل نعاج العالمْ

يا سيدنا الفذّ: لم يبق لدى

شعب الطوفان سوى نعجةْ

أويأخذها أيضًا؟

حك القاضي لحيته البيضاءَ

تأمل أوراقًا بيديهِ

أمعن في اللاشيءِ طويلا وهو يحك بأرنبة الأنفِ الممتدِ فضولا!

ويحقق خلف ستائره، فوراء ستارته العسليةِ قانون الجذب

وقانون المد وآفات الجزرِ ،

هنالك تبدو نظرية فيثاغورسٍ أكثر من ضوء الشمس وضوحًا.

ويلسون مانديلا ينتبه لقاضي المحكمة المشغولْ

يا سيدنا القاضي!!!

قد كنت أحدثك عن النعجةِ،

هل يأخذها مني؟

هل يأخد من أبناء الأرض المرعى المتبقي في كنعان؟

فتثاءب ذاك القاضي، والكرسي يتأرجح، ثم يعدّل جلسته ويقول:

يا مانديلا

يخشى أن تتكاثر هذي النعجة وتصير قطيعا

مانديلا: لكن أصحاب الأرض بلا زادٍ أو مأوى!

: ما حاجتكم للنعجة يا مانديلا؟ ما حاجتهم إذ أخرجناهم من أرض العشبِ

وباؤوا للصحراء وللنسيانْ

يتلعثم مانديلا ويقولُ: النسيانْ؟

هل يُترك أصحاب المرعى للنسيان؟

هل يُترك أصحاب الثورة للنسيانْ

هل يُقلع أهل الأرضِ، ويُلْقَوا للنسيانْ

يضحك قاضي المحكمة العليا

ويقول: إخوته ألقوه في

غابات الجبْ..

أكلته الغيلانْ

أكلتهُ قافلة النسيانْ

فلماذا تعتبُ يا مانديلا؟

اقتسم العالم قطعانَ المنسيِّ

فما حاجته للمرعى

وما حاجته للنعجةِ يا ثوار الزنج اذا إخوته ألقوه لجب النسيان

 

الجمعة / 12 يناير 2024 / حي الزهور / رفح