أرمنيوس المنياوي يكتب: التعليم طوق النجاة لتقدمنا 

أرمنيوس المنياوي
أرمنيوس المنياوي

حقيقي التعليم هو طوق النجاة لتقدمنا وتميزنا وعندما قرأت ملخص لرسالة بحثية للدكتورة هنادي بنت عبد الله المسن الوزير المفوض ورئيسة أكاديمية الإثراء للتدريب والإستشارات بسلطنة عمان عادت بي الذاكرة  إلي بعض الأقوال المأثورة والتي تؤكد أننا كعرب طينة واحدة مثلما يقولون نفس معاناتهم قد تكون نفس معاناتنا وهو مضمون الرسالة البحثية التي جاءت تحت عنوان " إدارة التعليم الجامعي في ضوء معايير الجودة الشاملة ببعض دول مجلس التعاون الخليجي، وهي دراسة قدمتها الباحثة  للحصول على درجة الدكتوراه في الفلسفة من معهد الدراسات التربوية بجامعة القاهرة تحت إشراف الدكتور علي مدكور أستاذ طرق تطوير مناهج التعليم.
هذه الدراسة أثبتت أن التعليم تقريبا هو اللغة الموحدة بين الشعوب في التطور والتقدم لكل دول العالم وذلك للخروج بها من سقف  التراجع الذي مازالت أثاره باقية  سواء كان تراجع  علمي أو ثقافي والخروج منه  إلي بحور التنمية الشاملة، وأن  الرسالة كشفت أن مؤسسات التعليم بمختلف المراحل هي من قادت دول مجلس التعاون الخليجي إلى رحاب التقدم الذي حدث ولاسيما في السنوات الأخيرة وإن ثورة المعلومات والإتصالات التي شهدها العالم أحدثت إنقلابا في التطور الذي بناء عليه تم قياس جودة التعليم في تلك الدول، وتم السعي لتكون الأفضل وأتصور أن تغييرا جذريا قد حدث بتلك الدولة وأخذها للامام خطوات وكان التعليم له الدور الأكبر في ذلك
ودراسة الباحثة العمانية هنادي  هي دراسة عندما تقرأها بتأني أى بلغة الباحث الولهان بالتعليم فأنك تكتشف أن الدكتورة هنادي طرحت مجموعة أسئلة محورية كانت هي نتاج المخرجات التي زينت الشهادة العلمية وهي دراسة  تستحق النظر إليها من جديد من قبل الباحثين في مجال  تطوير وجودة التعليم واتصور أن تلك الدراسة وبكل تأكيد بعض الدراسات الأخرى المثيلة لها أسهمت بشكل كبير في التطور الذي شهدته العملية التعليمية بدول الخليج العربي بل وأحدثت ثورة تقدمية قادها بالأساس العلم.
وقد جاءت الأسئلة التي كانت محور دكتوراه الفلسفة للباحثة منطقية إلى حد كبير وذلك لمن يريد أن يبحر بمجتمعه إلى نقطة أبعد في مجال التنمية وبالتالي التقدم. وأيضا  تناولت الرسالة المقترح في تطوير التعليم الجامعي في ظل معايير الجودة والتنمية الشاملة وهذه كانت إحدى أدوات القياس وغيرها من الأسئلة التي طرحتها الباحثة هنادي المسن في سبيل الحصول على تلك درجة الدكتوراه
لم يكن الهدف مجرد طرح مجموعة أسئلة ولكن كان القصد من طرح تلك الأسئلة لباحثة مهمومة بالمجتمع الذي تعيش فيه هو بيان كيفية تطبيق معايير الجودة والإستفادة منها في تطوير التعليم بتلك الدولة ليكون هو محور الإرتكاز الذي تقوم عليه أى دولة تنشد طريق التقدم والمجد ولاسيما في التعليم الجامعي والذي يعتبر أحد المحطات الأخيرة قبل الدخول في بهو مواجهة الواقع وتغييره للأفضل.
وكان الشيئ الملاحظ في تلك الدراسة الهامة والتي ركزت الباحثة فيها على ثلاث دول هي سلطنة عمان والكويت وكانتا أكثر قربا من بعضهما البعض في تقدير الأهمية لمعايير جودة التعليم وليس بينهما إختلافا ما بين رؤية الجنسين في كلا  الدولتين وكانت الدولة الثالثة هي دولة قطر وظهر فارقا لحد ما بسبب سرعة التطور ما بين الفريق الأول عن الفريق الثاني ممثلة في دولة قطر.
بكل تأكيد فأن العلم وحده وليس ٱخر هو أسرع قاطرة يمكنها أن تقود أى مجتمع للتفرد والتقدم بين نظرائه من المجتمعات المناظرة وبالعلم يمكن لأى دولة أن تغرد وحيدة منفردة  بين الدول في الرفاهية ومن ثم ينعكس ذلك على شعوبها.
 أوربا التي نراها الٱن لم تخرج من عصورها المظلمة إلى ركب الحياة المتقدمة والتي نراها عليها إلا من خلال التعليم وليس سواه وهو ما أرادت الباحثة أن تظهره بشكل قوي أثناء مراحل البحث سواء كانت في مرحلة طرح الأسئلة او الهدف منها حتى وصولها لنتائج أو لنتاج ما كانت تتطلع إليه في دراستها، التي تستحق القراءة والقراءة والأستفادة منها ولاسيما طلبة وطالبات كليات بحوث التربية.
البحث شاق بالنسبة للباحثة لكنه ممتع بالنسبة لمن أطلع عليه وقد إرتكز على ثماني محاور رئيسية كان أهمهما محوري الثقافة والفلسفة كمدخل لجودة التعليم في المرحلة الجامعية وهو بحث كاشف لكيفية التطوير الجامعي في منطقة دول الخليج العربي.
الدكتورة هنادي بحرت بنا في منطقة نحن معنيين بها لأنها جزء من أمتنا العربية وتقدمها بكل تأكيد وسينعكس  على المنطقة العربية بالكامل والأستفادة من التعليم لأنه أداة النحاة الأكثر فعالية لتطوير الشعوب وبالتالي تطوير الأمم معا وبكل تأكيد هذا ما يظهر جليا على اشقائنا في الدول العربية ولاسيما منطقة الخليج في السنوات الأخيرة.
فالتعليم هو مثل قال الدكتور طه حسين مثل الماء و الهواء أو هو حياة بالنسبة للبشرية وإنتزاع البشرية ممن قد تعانيه البشرية من متاعب وتخلف إلى رحاب التقدم والرفاهية وهو الحل السحري لكل ما نعانيه وأى مجتمع يسلك مجال التعليم سيكون حتما في وضعية أفضل من أقرانه الذين يهملون التسلح بالتعليم.