عصير القلم

معجزة الشرطة المصرية

أحمد الإمام
أحمد الإمام

‭..‬حققت‭ ‬الشرطة‭ ‬المصرية‭ ‬معجزة‭ ‬حقيقية‭ ‬وفقًا‭ ‬لكل‭ ‬المقاييس‭ ‬الأمنية‭ ‬خلال‭ ‬الـ‭ ‬13‭ ‬عاما‭ ‬الماضية‭.‬

المنظومة‭ ‬الأمنية‭ ‬المصرية‭ ‬تضررت‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬وفقدت‭ ‬معظم‭ ‬سياراتها‭ ‬ومعداتها‭ ‬خلال‭ ‬أحداث‭ ‬يناير‭ ‬2011‭ ‬وتعرضت‭ ‬مقارها‭ ‬ومنشآتها‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬نفسها‭ ‬وأقسام‭ ‬الشرطة‭ ‬والسجون‭ ‬لهجمات‭ ‬ممنهجة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الاخوان‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬الموتورين‭ ‬الذين‭ ‬ساروا‭ ‬وراء‭ ‬الموجة‭ ‬السائدة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬وأحرقوا‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬طالته‭ ‬أيديهم‭ ‬ودمروا‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬استطاعوا‭ ‬تدميره‭ .‬

وتوقع‭ ‬كل‭ ‬الخبراء‭ ‬والمتابعين‭ ‬أن‭ ‬تستغرق‭ ‬عملية‭ ‬بناء‭ ‬المنظومة‭ ‬الأمنية‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬الاقل‭ ‬لتعويض‭ ‬الخسائر‭ ‬الفادحة‭ ‬التي‭ ‬تكبدتها‭ ‬الأجهزة‭ ‬الامنية‭ ‬المصرية‭ .‬

وبدأت‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬مرحلة‭ ‬البناء‭ ‬من‭ ‬نقطة‭ ‬الصفر‭ ‬وتم‭ ‬تحديث‭ ‬اسطول‭ ‬السيارات‭ ‬بالكامل‭ ‬وإعادة‭ ‬بناء‭ ‬الاقسام‭ ‬والمنشآت‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬للتخريب،‭ ‬وتم‭ ‬اعادة‭ ‬تسليح‭ ‬الضباط‭ ‬والافراد‭ ‬بأحدث‭ ‬الاسلحة‭ ‬والمعدات‭ ‬وإمدادهم‭ ‬بأحدث‭ ‬الوسائل‭ ‬التقنية‭ ‬التي‭ ‬تساعدهم‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬الامنية‭ ‬الخطيرة‭ ‬بكل‭ ‬أشكالها‭.‬

مرحلة‭ ‬البناء‭ ‬لم‭ ‬تمض‭ ‬بسلاسة‭ ‬ويسر‭ ‬بل‭ ‬شهدت‭ ‬مضايقات‭ ‬من‭ ‬الإخوان‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يجلسون‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬،‭ ‬ومحاولات‭ ‬مستمرة‭ ‬لاختراق‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬وتفريغها‭ ‬من‭ ‬القيادات‭ ‬الأمنية‭ ‬الماهرة‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الامن‭ ‬الوطني‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬تاريخًا‭ ‬طويلا‭ ‬وخبرة‭ ‬فائقة‭ ‬في‭ ‬اساليب‭ ‬التعامل‭ ‬معهم‭ ‬ومع‭ ‬غيرهم‭ ‬من‭ ‬جماعات‭ ‬الاسلام‭ ‬السياسي‭. ‬

وكانت‭ ‬المفاجأة‭ ‬التي‭ ‬ترقى‭ ‬لدرجة‭ ‬المعجزات‭ ‬ان‭ ‬المنظومة‭ ‬الأمنية‭ ‬المصرية‭ ‬استعادت‭ ‬عافيتها‭ ‬خلال‭ ‬أشهر‭ ‬قليلة‭ ‬،‭ ‬وتجلى‭ ‬هذا‭ ‬واضحا‭ ‬في‭ ‬فض‭ ‬اعتصام‭ ‬رابعة‭ ‬المسلح‭ ‬وكذلك‭ ‬اعتصام‭ ‬ميدان‭ ‬النهضة‭ ‬بأقل‭ ‬قدر‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬الخسائر‭ ‬البشرية‭ ‬والمادية‭.‬

ووقف‭ ‬رجال‭ ‬الشرطة‭ ‬المصرية‭ ‬كتفا‭ ‬بكتف‭ ‬مع‭ ‬اخوتهم‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬موجة‭ ‬الارهاب‭ ‬العاتية‭ ‬التي‭ ‬تفجرت‭ ‬بعد‭ ‬الاطاحة‭ ‬بحكم‭ ‬الاخوان‭ ‬ودميتهم‭ ‬في‭ ‬القصر‭ ‬الرئاسي‭ ‬محمد‭ ‬مرسي‭.‬

وكان‭ ‬الثمن‭ ‬غاليا‭ ‬متمثلا‭ ‬في‭ ‬عشرات‭ ‬الشهداء‭ ‬الذين‭ ‬جادوا‭ ‬بأرواحهم‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬أمن‭ ‬مصر‭ ‬وسلامتها‭ ‬ضد‭ ‬عناصر‭ ‬إجرامية‭ ‬خطيرة‭ ‬جاءت‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬إنحاء‭ ‬الدنيا‭ ‬مدعومة‭ ‬من‭ ‬أجهزة‭ ‬استخبارات‭ ‬تابعة‭ ‬لدول‭ ‬كبرى‭ ‬بهدف‭ ‬انقاذ‭ ‬المشروع‭ ‬الإخواني‭ ‬الذي‭ ‬ظلوا‭ ‬يعدون‭ ‬له‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭.‬

ولم‭ ‬تكن‭ ‬الحرب‭ ‬ضد‭ ‬الإرهاب‭ ‬هي‭ ‬الحرب‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬خاضتها‭ ‬الشرطة‭ ‬المصرية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬وانما‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬حروب‭ ‬اخرى‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬مكافحة‭ ‬الجرائم‭ ‬الجنائية‭ ‬واحباط‭ ‬محاولات‭ ‬اغراق‭ ‬البلاد‭ ‬بكميات‭ ‬هائلة‭ ‬من‭ ‬المخدرات‭ ‬والاسلحة‭ ‬التي‭ ‬اعتقد‭ ‬مهربوها‭ ‬أن‭ ‬الوقت‭ ‬سانح‭ ‬لتهريبها‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬أثناء‭ ‬انشغال‭ ‬الاجهزة‭ ‬الامنية‭ ‬بالحرب‭ ‬ضد‭ ‬الارهاب‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬تعافيها‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭.‬

ولكنهم‭ ‬اصطدموا‭ ‬بيقظة‭ ‬رجال‭ ‬مكافحة‭ ‬المخدرات‭ ‬وامن‭ ‬المنافذ‭ ‬والموانئ‭ ‬الذين‭ ‬احبطوا‭ ‬عشرات‭ ‬المحاولات‭ ‬لإغراق‭ ‬البلاد‭ ‬بالسموم‭.‬

وبدأت‭ ‬اجهزة‭ ‬البحث‭ ‬الجنائي‭ ‬في‭ ‬العودة‭ ‬الى‭ ‬معدلاتها‭ ‬العالية‭ ‬والطبيعية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬ضبط‭ ‬الجرائم‭ ‬الجنائية‭ ‬بكل‭ ‬انواعها‭.‬

ولم‭ ‬تكتف‭ ‬اجهزة‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬بالنجاحات‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الإرهاب‭ ‬والجرائم‭ ‬الجنائية‭ ‬بل‭ ‬امتد‭ ‬دورها‭ ‬إلى‭ ‬النشاط‭ ‬المجتمعي‭ ‬والمشاركة‭ ‬بفاعلية‭ ‬في‭ ‬تخفيف‭ ‬الأعباء‭ ‬الملقاة‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توفير‭ ‬جميع‭ ‬السلع‭ ‬الغذائية‭ ‬الاساسية‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬منافذ‭ ‬أمان‭ ‬التي‭ ‬انتشرت‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المحافظات‭.‬

هي‭ ‬بالفعل‭ ‬معجزة‭ ‬حقيقية‭ .. ‬وسيأتي‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‭ ‬للحديث‭ ‬عنها‭ ‬باستفاضة‭ ‬وتناول‭ ‬الدور‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬لعبه‭ ‬رجال‭ ‬صدقوا‭ ‬ماعاهدوا‭ ‬الله‭ ‬عليه‭.‬

كل‭ ‬سنة‭ ‬واخوتنا‭ ‬وأبنائنا‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬الشرطة‭ ‬بخير‭ ‬وسلامة‭ .. ‬داموا‭ ‬لمصر‭ ‬ودامت‭ ‬بهم‭ ‬مصر‭ ‬قوية‭ ‬وآمنة‭ ‬وسالمة‭.  ‬

;