لن نعرف تاريخًا غيره

علاء عبد الكريم
علاء عبد الكريم

‭..‬يوم‭ ‬25‭ ‬يناير‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام؛‭ ‬يجري‭ ‬على‭ ‬البال‭ ‬ذكرى‭ ‬وطنية‭ ‬خالدة،‭ ‬التاريخ‭ ‬دائم‭ ‬وثابت‭ ‬يتذكره‭ ‬المصريون،‭ ‬يعرفونه‭ ‬حق‭ ‬المعرفة‭ ‬بيوم‭ ‬الفداء؛‭ ‬حينما‭ ‬قدم‭ ‬خير‭ ‬أجناد‭ ‬الأرض‭ ‬رجال‭ ‬الشرطة‭ ‬المصرية،‭ ‬الرائعة‭ ‬الوطنية،‭ ‬الفارهة‭ ‬الأصالة،‭ ‬أروع‭ ‬أمثلة‭ ‬الشجاعة‭ ‬والرجولة‭ ‬والإقدام‭ ‬فى‭ ‬مقاومة‭ ‬المحتل،‭ ‬ومهما‭ ‬حاول‭ ‬المأجورين‭ ‬خونة‭ ‬الأوطان‭ ‬أدعياء‭ ‬الدين‭- ‬أبناء‭ ‬عصابة‭ ‬البنا‭- ‬الذين‭ ‬صنعوا‭ ‬المؤامرة‭ ‬يومًا‭ ‬بليل‭ ‬منذ‭ ‬13‭ ‬عامًا‭ ‬وأحالوها‭- ‬كذبًا‭ ‬ورياءً‭- ‬إلى‭ ‬قضية‭ ‬دفاع‭ ‬عن‭ ‬الإسلام‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬والواقع‭ ‬سوى‭ ‬توظيف‭ ‬أيديولوجي‭ ‬للدين‭ ‬وصولًا‭ ‬إلى‭ ‬منافع‭ ‬شخصية؛‭ ‬علمهم‭ ‬إياه‭ ‬صانعه‭ ‬وربيبهم‭ ‬ومرشدهم‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬الإرهاب،‭ ‬الساعاتي‭ ‬البنا،‭ ‬هو‭ ‬وعصابته‭ ‬ورثة‭ ‬‮«‬الحشاشين‮»‬‭ ‬في‭ ‬القتل‭ ‬والإرهاب‭ ‬والتطرف،‭ ‬أقول‭ ‬إن‭ ‬هؤلاء‭ ‬أعداء‭ ‬الحضارة‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬المتسلفة‭ ‬أصحاب‭ ‬الأفكار‭ ‬الأصولية‭ ‬التكفيرية‭ ‬والمتطرفة؛‭ ‬لن‭ ‬يمنعونا‭ ‬من‭ ‬فرحة‭ ‬الاحتفال‭ ‬بعيد‭ ‬الشرطة‭ ‬أحد‭ ‬فصول‭ ‬النضال‭ ‬الوطني‭ ‬الذي‭ ‬خاضته‭ ‬مصر‭ ‬أيام‭ ‬الاحتلال‭ ‬البريطاني،‭ ‬أقول‭ ‬مهما‭ ‬حاولوا‭ ‬تشويه‭ ‬هذا‭ ‬التاريخ؛‭ ‬سوف‭ ‬يظل‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬التاريخ‭ ‬يقينًا‭ ‬دائمًا‭ ‬وأبديًا‭.‬

نعم‭ ‬مع‭ ‬حلول‭ ‬يوم‭ ‬الخامس‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬تهب‭ ‬علينا‭ ‬نسمات‭ ‬العزة‭ ‬والكرامة‭ ‬الوطنية،‭ ‬رمز‭ ‬النجدة‭ ‬الأبدية‭ ‬للوطن؛‭ ‬حينما‭ ‬نستعيد‭ ‬معًا‭ ‬ذكرى‭ ‬عزيزة‭ ‬غالية،‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬ووجدان‭ ‬كل‭ ‬مصري،‭ ‬في‭ ‬عيدهم‭ ‬واجب‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نحتفي‭ ‬بهم،‭ ‬وأن‭ ‬نقدر‭ ‬لهم‭ ‬البطولة‭ ‬والشجاعة‭ ‬والتضحية‭ ‬كي‭ ‬نعيش‭ ‬في‭ ‬أمن‭ ‬وأمان‭ ‬واستقرار،‭ ‬إنهم‭ ‬رجال‭ ‬الشرطة‭ ‬الشرفاء‭ ‬الأمناء‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الوطن؛‭ ‬فتاريخهم‭ ‬الوطني‭ ‬تحت‭ ‬أيدي‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬وعصر‭ ‬وزمان،‭ ‬ومدونات‭ ‬التاريخ‭ ‬شاهدة‭ ‬على‭ ‬ذكرى‭ ‬تعالت‭ ‬معها‭ ‬صيحات‭ ‬المطالبـة‭ ‬بالحرية‭ ‬والاستقلال‭ ‬الوطني،‭ ‬وهل‭ ‬ينسى‭ ‬التاريخ‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬1952؛‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬طليعة‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬مصر‭ ‬الشرفاء،‭ ‬على‭ ‬موعد‭ ‬مع‭ ‬المجد،‭ ‬الذي‭ ‬خلد‭ ‬بطولاتهم‭ ‬في‭ ‬الذاكرة‭ ‬الوطنية‭ ‬تتحاكى‭ ‬وتتفاخر‭ ‬بهم‭ ‬الأجيال‭ ‬المصرية،‭ ‬وهل‭ ‬هناك‭ ‬دليل‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الوطن‭ ‬والمقاومة‭ ‬وعدم‭ ‬الاستسلام‭ ‬والتضحية‭ ‬بالنفس؛‭ ‬ليصبح‭ ‬بعدها‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬عيدًا‭ ‬للشرطة‭ ‬تخليدًا‭ ‬لذكرى‭ ‬معركة‭ ‬الإسماعيلية،‭ ‬فقد‭ ‬أثبت‭ ‬رجال‭ ‬الشرطة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الأوطان،‭ ‬ليس‭ ‬مرهونًا‭ ‬بامتلاك‭ ‬العدة‭ ‬والعتاد‭ ‬وإنما‭ ‬هو‭ ‬مرهون،‭ ‬بمدى‭ ‬إيمان‭ ‬وعقيدة‭ ‬الرجال،‭ ‬الراسخة‭ ‬داخـل‭ ‬نفوسـهم‮»‬‭.‬

رجال‭ ‬عاهدوا‭ ‬الله‭ ‬ألا‭ ‬يخشون‭ ‬إلا‭ ‬سواه،‭ ‬حب‭ ‬خلود‭ ‬الذكر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الحياة،‭ ‬في‭ ‬عقيدتهم‭ ‬الراسخة‭ ‬أن‭ ‬الروح‭ ‬لا‭ ‬يأخذها‭ ‬إلا‭ ‬خالقها،‭ ‬وأن‭ ‬السيرة‭ ‬أطول‭ ‬من‭ ‬العمر‭.‬

على‭ ‬مر‭ ‬التاريخ‭ ‬خاضت‭ ‬مصر‭ ‬معارك‭ ‬ضد‭ ‬غزاة‭ ‬معتدين‭ ‬لصد‭ ‬هجماتهم‭ ‬ودفاعًا‭ ‬عن‭ ‬نفسها،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬في‭ ‬الحسبان‭ ‬يومًا‭ ‬أن‭ ‬تجد‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬معركة‭ ‬مع‭ ‬عدو‭ ‬خائن‭ ‬–‭ ‬للأسف‭ ‬–‭ ‬يعيش‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬مصر،‭ ‬عدو‭ ‬هدفه‭ ‬شرذمة‭ ‬البلاد‭ ‬وتفتيتها،‭ ‬لتصبح‭ ‬الدولة‭ ‬المريضة،‭ ‬الضعيفة،‭ ‬ويحلو‭ ‬وقتها‭ ‬لجهات‭ ‬أجنبية‭ ‬أن‭ ‬تتربص‭ ‬بنا؛‭ ‬فـ‭ ‬فلسفة‭ ‬التاريخ‭ ‬غير‭ ‬أنها‭ ‬تطلعنا‭ ‬على‭ ‬أحوال‭ ‬الماضي‭ ‬ترشدنا‭ ‬إلى‭ ‬حوادث‭ ‬تتكرر‭ ‬في‭ ‬الحاضر‭ ‬أحيانًا،‭ ‬وفي‭ ‬الحالتين‭ ‬تظل‭ ‬البطولة‭ ‬واحدة‭ ‬أوضح‭ ‬من‭ ‬ضوء‭ ‬الشمس،‭ ‬نعم‭ ‬الشرطة‭ ‬ونحن‭ ‬نحتفل‭ ‬بـ‭ ‬عيدها‭ ‬الثاني‭ ‬والسبعون‭ ‬وعلى‭ ‬مر‭ ‬تاريخها‭ ‬الناصع‭ ‬البياض‭ ‬هزمت‭ ‬الإرهاب‭ ‬وأحبطت‭ ‬مخططات‭ ‬التخريب،‭ ‬البطولات‭ ‬كثيرة‭ ‬لا‭ ‬تعد‭ ‬ولا‭ ‬تحصى،‭ ‬ويكفيني‭ ‬منها‭ ‬للتدليل‭ ‬على‭ ‬ذلك؛‭ ‬ذكر‭ ‬تلك‭ ‬المؤامرتين‭ ‬التي‭ ‬كشفت‭ ‬فيها‭ ‬العيون‭ ‬الساهرة‭ ‬مخطط‭ ‬الإرهابيين‭ ‬من‭ ‬العصابة‭ ‬الإخوانية،‭ ‬الأولى‭ ‬جرت‭ ‬أحداثها‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1965،‭ ‬والثانية‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2017،‭ ‬رغم‭ ‬أننا‭ ‬لا‭ ‬نحتاج‭ ‬لتأكيدات‭ ‬لإثبات‭ ‬أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬الرجال‭ ‬وقواتنا‭ ‬المسلحة‭ ‬يحملون‭ ‬على‭ ‬عاتقهم‭ ‬المسؤولية‭ ‬كاملة‭ ‬لأمن‭ ‬بلادنا،‭ ‬ويحتملون‭ ‬فى‭ ‬سبيل‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬يحتملون‭ ‬من‭ ‬المشقة‭ ‬والتحديات‭ ‬ولولاهم‭ ‬لما‭ ‬عشنا‭ ‬في‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار–‭ ‬فـ‭ ‬طلوع‭ ‬النهار‭ ‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬لدليل‭ - ‬نعم‭ ‬أبناء‭ ‬اليوم‭ ‬يسيرون‭ ‬على‭ ‬خطى‭ ‬آبائهم‭.‬

كانت‭ ‬من‭ ‬أخطر‭ ‬القضايا‭ ‬الإرهابية‭ ‬وقتها،‭ ‬استنادًا‭ ‬إلى‭ ‬حجم‭ ‬التحقيق‭ ‬فيها‭ ‬وتشعبه؛‭ ‬كشفها‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬أغسطس‭ ‬سنة‭ ‬1965،‭ ‬مؤامرة‭ ‬دبرتها‭ ‬جماعة‭ ‬إخوان‭ ‬الشياطين؛‭ ‬فقد‭ ‬بدأ‭ ‬أول‭ ‬خيط‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬الخطيرة‭ ‬يتكشف‭ ‬قبلها‭ ‬بثلاثة‭ ‬أشهر،‭ ‬وذلك‭ ‬بملاحظة‭ ‬حركة‭ ‬غير‭ ‬عادية‭ ‬لتهريب‭ ‬وتخزين‭ ‬الأسلحة‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬وفي‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬القرى،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬التقدير‭ ‬وقتها‭ ‬أن‭ ‬تتكشف‭ ‬العملية‭ ‬عن‭ ‬الحقائق‭ ‬المذهلة‭ ‬التي‭ ‬تكشفت‭ ‬عنها‭ ‬العملية؛‭ ‬فـ‭ ‬عندما‭ ‬تم‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الذين‭ ‬تأكد‭ ‬أن‭ ‬في‭ ‬حوزتهم‭ ‬أسلحة‭ ‬ومفرقعات‭ ‬وبدأ‭ ‬استجوابهم،‭ ‬راحت‭ ‬خلايا‭ ‬التنظيم‭ ‬السري‭ ‬تظهر‭ ‬واحدة‭ ‬بعد‭ ‬واحدة‭ ‬لتكشف‭ ‬عن‭ ‬شبكة‭ ‬واسعة‭ ‬وضعت‭ ‬خططًا‭ ‬تكاد‭ ‬لا‭ ‬تصدق‭ ‬للوهلة‭ ‬الأولى‭ ‬لغرابتها‭ ‬وبعدها‭ ‬عن‭ ‬التصور‭ ‬–‭ ‬ولكن‭ ‬ماذا‭ ‬ننتظر‭ ‬من‭ ‬جماعة‭ ‬تساوت‭ ‬في‭ ‬إرهابها‭ ‬مع‭ ‬عصابات‭ ‬المافيا‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬أخطر‭ ‬منها‭ ‬لأنها‭ ‬تتدثر‭ ‬برداء‭ ‬الدين‭ ‬–‭ ‬اكتشف‭ ‬الأمن‭ ‬خططًا‭ ‬واسعة‭ ‬للقيام‭ ‬بنسف‭ ‬بعض‭ ‬المنشآت‭ ‬الكبيرة‭ ‬بينها‭ ‬بعض‭ ‬المصانع‭ ‬والقناطر‭ ‬ومحطات‭ ‬الكهرباء‭ ‬ومطار‭ ‬القاهرة‭ ‬ومحطة‭ ‬الإذاعة‭ ‬ومبنى‭ ‬التليفونات،‭ ‬وكانت‭ ‬هناك‭ ‬خطط‭ ‬لإلقاء‭ ‬بعض‭ ‬القنابل‭ ‬الحارقة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬السينما‭ ‬والمسارح‭ ‬وفي‭ ‬بعض‭ ‬الشوارع؛‭ ‬المضحك‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬البكاء‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬سأل‭ ‬المحقق‭ ‬أحد‭ ‬المتهمين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المؤامرة‭: ‬‮«‬ماذا‭ ‬كنتم‭ ‬تهدفون‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬التخريب‭ ‬الذين‭ ‬تنوون‭ ‬إحداثه»؟،‭ ‬وكان‭ ‬الرد‭ ‬من‭ ‬الإرهابي‭: ‬‮«‬حتى‭ ‬يقوم‭ ‬مجتمع‭ ‬الإسلام‮»‬‭!‬،‭ ‬وسكت‭ ‬المتهم‭ ‬حين‭ ‬قال‭ ‬له‭ ‬المحقق‭: ‬‮«‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬مجتمع‭ ‬الإسلام‭ ‬بنسف‭ ‬المصانع‭ ‬والقناطر‭ ‬ومحطات‭ ‬الكهرباء‭ ‬والمطارات‭ ‬وإلقاء‭ ‬القنابل‭ ‬وسفك‭ ‬الدماء»؟‭!‬

وضبط‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‭ ‬وقتها‭ ‬عشرات‭ ‬من‭ ‬الصناديق‭ ‬تمتلئ‭ ‬بزجاجات‭ ‬مملوءة‭ ‬بالمواد‭ ‬المتفجرة،‭ ‬الأغرب‭ ‬أن‭ ‬المصاحف‭ ‬لم‭ ‬تسلم‭ ‬من‭ ‬عبث‭ ‬الإرهابيين‭ ‬فاتخذوا‭ ‬من‭ ‬صفحاتها‭ ‬مخبأ‭ ‬لخططهم‭ ‬الشيطانية‭ ‬بين‭ ‬دفتيه،‭ ‬مئات‭ ‬من‭ ‬القنابل‭ ‬اليدوية‭ ‬وزجاجات‭ ‬المولوتوف،‭ ‬أجهزة‭ ‬تسجيل‭ ‬وراديو‭ ‬مشحونة‭ ‬بالمتفجرات‭ ‬ومواد‭ ‬ناسفة،‭ ‬مخابئ‭ ‬الأسلحة‭ ‬في‭ ‬منازل‭ ‬الإرهابيين‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬محافظات،‭ ‬وهل‭ ‬هناك‭ ‬أخطر‭ ‬من‭ ‬ترسانة‭ ‬الأسلحة‭ ‬التي‭ ‬كشفها‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‭ ‬مدفونة‭ ‬في‭ ‬مقبرة‭ ‬أسرة‭ ‬مرشد‭ ‬الضلال‭ ‬الهضيبي؟‭!‬،‭ ‬جنون‭ ‬يؤكد‭ ‬عراقتهم‭ ‬في‭ ‬الإجرام‭.‬

ولأن‭ ‬التاريخ‭ ‬أحيانًا‭ ‬تتكرر‭ ‬حوادثه؛‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬2017،‭ ‬يكشفون‭ ‬‮«‬سرداب‭ ‬تحت‭ ‬الأرض‮»‬‭ ‬بمزرعة‭ ‬الإمام‭ ‬الغزالي‭ ‬في‭ ‬البحيرة‭ ‬لتصنيع‭ ‬المتفجرات؛‭ ‬كشفت‭ ‬المعلومات‭ ‬الأمنية‭ ‬وقتها‭ ‬أن‭ ‬عصابة‭ ‬البنا‭ ‬حفرت‭ ‬سردابًا‭ ‬تحت‭ ‬الأرض‭ ‬بقرية‭ ‬الإمام‭ ‬الغزالي‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬الدلنجات‭ ‬واستخدامه‭ ‬كمعمل‭ ‬لتصنيع‭ ‬المواد‭ ‬المتفجرة‭ ‬بواسطة‭ ‬العناصر‭ ‬الشبابية‭ ‬للجماعة‭ ‬الإرهابية‭ ‬خريجى‭ ‬كليات‭ ‬العلوم،‭ ‬وذلك‭ ‬لتفادي‭ ‬الملاحقات‭ ‬الأمنية،‭ ‬وفي‭ ‬سبيل‭ ‬ذلك‭ ‬عملت‭ ‬على‭ ‬تفخيخ‭ ‬مداخل‭ ‬ومخارج‭ ‬المزرعة‭ ‬التي‭ ‬يوجد‭ ‬بها‭ ‬السرداب‭ ‬لمنع‭ ‬الأمن‭ ‬من‭ ‬الاقتراب‭ ‬إليها،‭ ‬تم‭ ‬تفتيش‭ ‬المزرعة‭ ‬حيث‭ ‬اشتبهت‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬كمية‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الرمال‭ ‬بجوار‭ ‬المبنى،‭ ‬وتبين‭ ‬وجود‭ ‬مخبأ‭ ‬أسفلها‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬سرداب‭ ‬سري‭ ‬بعمق‭ ‬4‭ ‬أمتار‭ ‬تبلغ‭ ‬مساحته‭ ‬2م‭ ‬مربع‭ ‬عُثر‭ ‬بداخله‭ ‬على‭ ‬‮«‬جهازين‭ ‬يستخدم‭ ‬في‭ ‬تصنيع‭ ‬مادة‭ ‬RDX‭ ‬شديدة‭ ‬الانفجار،‭ ‬جهازين‭ ‬لتجهيز‭ ‬الحمض‭ ‬المستخدم‭ ‬في‭ ‬تصنيع‭ ‬المتفجرات،‭ ‬جركن‭ ‬سعة‭ ‬50‭ ‬كيلوجرامًا‭ ‬من‭ ‬ذات‭ ‬المادة‭ ‬‮«‬في‭ ‬صورة‭ ‬سائلة‮»‬‭ ‬وجوال‭ ‬يزن‭ ‬50‭ ‬كيلوجرامًا‭ ‬عجينة‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المادة‭ ‬‮«‬معدة‭ ‬للاستخدام‮»‬،‭ ‬500‭ ‬جرام‭ ‬من‭ ‬مادة‭ ‬SOLT-R‭ ‬الناسفة‮»‬‭.‬

وهل‭ ‬ننسى‭ ‬نصوص‭ ‬المحاضر‭ ‬المقدمة‭ ‬من‭ ‬الشهيد‭ ‬المقدم‭ ‬محمد‭ ‬مبروك،‭ ‬الضابط‭ ‬بقطاع‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭- ‬الذي‭ ‬اغتاله‭ ‬خونة‭ ‬الأوطان‭ ‬أطلقوا‭ ‬عليه‭ ‬النار،‭ ‬حول‭ ‬واقعة‭ ‬الاستعانة‭ ‬بالعناصر‭ ‬المصرية‭ ‬من‭ ‬جماعة‭ ‬الشيطان‭ ‬والأجنبية‭ ‬في‭ ‬اقتحام‭ ‬السجون‭ ‬المصرية،‭ ‬والتي‭ ‬بسببها‭ ‬تم‭ ‬إحالة‭ ‬الخائن‭ ‬المعزول‭ ‬مرسي‭ ‬وآخرين‭ ‬إلى‭ ‬محكمة‭ ‬الجنايات‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬هروبهم‭ ‬من‭ ‬سجن‭ ‬وادى‭ ‬النطرون‭.‬

فضحهم‭ ‬الشهيد‭ ‬الضابط‭ ‬محمد‭ ‬مبروك‭ ‬في‭ ‬تحرياته‭ ‬قائلًا‭: ‬‮«‬إن‭ ‬اقتحام‭ ‬سجن‭ ‬وادي‭ ‬النطرون‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إلا‭ ‬حلقة‭ ‬ضيقة‭ ‬في‭ ‬مخطط‭ ‬واسع‭ ‬أعدته‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬داخل‭ ‬البلاد‭ ‬بتوجيهات‭ ‬من‭ ‬التنظيم‭ ‬الدولي‭ ‬الإخوانى‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬وحزب‭ ‬الله‭ ‬اللبناني‭ ‬وبدعم‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لإشاعة‭ ‬الفوضى‭ ‬وإسقاط‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬ومؤسساتها‭ ‬وإخضاعها‭ ‬لسيطرة‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬المتآمرة‭ ‬على‭ ‬مصر‮»‬،‭ ‬موضحًا‭ ‬في‭ ‬تحرياته‭ ‬الدقيقة‭ ‬الكاشفة؛‭ ‬‮«‬بدأت‭ ‬خيوط‭ ‬المؤامرة‭ ‬الإخوانية‭ ‬مع‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2005‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬إعلان‭ ‬وزيرة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬وقتها‭ ‬كوندالديزا‭ ‬رايس،‭ ‬في‭ ‬حديث‭ ‬لها‭ ‬لصحيفة‭ ‬الواشنطن‭ ‬بوست‭ ‬عن‭ ‬الفوضى‭ ‬الخلاقة‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الجديد؛‭ ‬حيث‭ ‬أمكن‭ ‬رصد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬اللقاءات‭ ‬التي‭ ‬عقدها‭ ‬عناصر‭ ‬التنظيم‭ ‬خارج‭ ‬البلاد،‭ ‬منها‭: - ‬إيفاد‭ ‬الإرهابي‭ ‬محمد‭ ‬البلتاجي‭ ‬إلى‭ ‬إحدى‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬تحت‭ ‬زعم‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬نصرة‭ ‬غزة‭ ‬والذي‭ ‬عقد‭ ‬يومي‭ ‬22و23‭/‬5‭/‬2009،‭ ‬واستغلاله‭ ‬ذلك‭ ‬المؤتمر‭ ‬في‭ ‬عقد‭ ‬لقاء‭ ‬تنظيمي‭ ‬مع‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬شورى‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬الفلسطينية‭.‬

‭- ‬سماح‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬للإخوانى‭ ‬طارق‭ ‬سعيد‭ ‬رمضان‭ - ‬حفيد‭ ‬مرشد‭ ‬الجماعة‭ ‬ويقيم‭ ‬بسويسرا‭ ‬والذي‭ ‬لاحقته‭ ‬الفضائح‭ ‬الجنسية‭ ‬عام‭ ‬2009–‭- ‬بالتردد‭ ‬على‭ ‬أمريكا‭ ‬والذي‭ ‬ظل‭ ‬لسنوات‭ ‬طويلة‭ ‬ممنوعًا‭ ‬من‭ ‬دخولها‭.‬

هذه‭ ‬هي‭ ‬حقيقتهم،‭ ‬كلهم‭ ‬مفسدون،‭ ‬لم‭ ‬تكشفهم‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬فقط‭ ‬وإنما‭ ‬محت‭ ‬شرهم‭ ‬المستطير،‭ ‬فـ‭ ‬تحية‭ ‬إلى‭ ‬الشرطة‭ ‬المصرية‭ ‬في‭ ‬عيدهم‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬ذكرى‭ ‬غالية‭ ‬في‭ ‬سجل‭ ‬الوطنية‭ ‬المصرية‭ ‬ولن‭ ‬نعرف‭ ‬تاريخا‭ ‬غيره‭ ‬مهما‭ ‬كره‭ ‬الكارهون،في‭ ‬عيدهم‭ ‬نتوجه‭ ‬لهم‭ ‬بالشكر‭ ‬والعرفان‭ ‬وهم‭ ‬لا‭ ‬ينتظرونه،‭ ‬في‭ ‬عيدهم‭ ‬نهديهم‭ ‬وردة‭ ‬حب،‭ ‬في‭ ‬عيدهم‭ ‬نتوجه‭ ‬بقلوبنا‭ ‬وأيدينا‭ ‬للدعاء‭ ‬لهم‭ ‬أن‭ ‬يحفظهم‭ ‬الله‭ ‬لحفظ‭ ‬أمن‭ ‬مصرنا‭ ‬الحبيبة،‭ ‬والتحية‭ ‬واجبة‭ ‬للشهداء‭ ‬الذين‭ ‬تسابقوا‭ ‬وبذلوا‭ ‬أرواحهم‭ ‬ودماءهم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مصر‭ ‬وشعبها‭.‬

;