..يوم 25 يناير من كل عام؛ يجري على البال ذكرى وطنية خالدة، التاريخ دائم وثابت يتذكره المصريون، يعرفونه حق المعرفة بيوم الفداء؛ حينما قدم خير أجناد الأرض رجال الشرطة المصرية، الرائعة الوطنية، الفارهة الأصالة، أروع أمثلة الشجاعة والرجولة والإقدام فى مقاومة المحتل، ومهما حاول المأجورين خونة الأوطان أدعياء الدين- أبناء عصابة البنا- الذين صنعوا المؤامرة يومًا بليل منذ 13 عامًا وأحالوها- كذبًا ورياءً- إلى قضية دفاع عن الإسلام وما هي في الحقيقة والواقع سوى توظيف أيديولوجي للدين وصولًا إلى منافع شخصية؛ علمهم إياه صانعه وربيبهم ومرشدهم الأول في الإرهاب، الساعاتي البنا، هو وعصابته ورثة «الحشاشين» في القتل والإرهاب والتطرف، أقول إن هؤلاء أعداء الحضارة وغيرهم من المتسلفة أصحاب الأفكار الأصولية التكفيرية والمتطرفة؛ لن يمنعونا من فرحة الاحتفال بعيد الشرطة أحد فصول النضال الوطني الذي خاضته مصر أيام الاحتلال البريطاني، أقول مهما حاولوا تشويه هذا التاريخ؛ سوف يظل في ذاكرة التاريخ يقينًا دائمًا وأبديًا.
نعم مع حلول يوم الخامس والعشرين من يناير كل عام تهب علينا نسمات العزة والكرامة الوطنية، رمز النجدة الأبدية للوطن؛ حينما نستعيد معًا ذكرى عزيزة غالية، على قلب ووجدان كل مصري، في عيدهم واجب علينا أن نحتفي بهم، وأن نقدر لهم البطولة والشجاعة والتضحية كي نعيش في أمن وأمان واستقرار، إنهم رجال الشرطة الشرفاء الأمناء على هذا الوطن؛ فتاريخهم الوطني تحت أيدي الناس في كل مكان وعصر وزمان، ومدونات التاريخ شاهدة على ذكرى تعالت معها صيحات المطالبـة بالحرية والاستقلال الوطني، وهل ينسى التاريخ ذلك اليوم من العام 1952؛ حيث كانت هناك طليعة من أبناء مصر الشرفاء، على موعد مع المجد، الذي خلد بطولاتهم في الذاكرة الوطنية تتحاكى وتتفاخر بهم الأجيال المصرية، وهل هناك دليل في الدفاع عن الوطن والمقاومة وعدم الاستسلام والتضحية بالنفس؛ ليصبح بعدها هذا اليوم عيدًا للشرطة تخليدًا لذكرى معركة الإسماعيلية، فقد أثبت رجال الشرطة في ذلك اليوم أن الدفاع عن الأوطان، ليس مرهونًا بامتلاك العدة والعتاد وإنما هو مرهون، بمدى إيمان وعقيدة الرجال، الراسخة داخـل نفوسـهم».
رجال عاهدوا الله ألا يخشون إلا سواه، حب خلود الذكر أكثر من الحياة، في عقيدتهم الراسخة أن الروح لا يأخذها إلا خالقها، وأن السيرة أطول من العمر.
على مر التاريخ خاضت مصر معارك ضد غزاة معتدين لصد هجماتهم ودفاعًا عن نفسها، دون أن تضع في الحسبان يومًا أن تجد نفسها في معركة مع عدو خائن – للأسف – يعيش على أرض مصر، عدو هدفه شرذمة البلاد وتفتيتها، لتصبح الدولة المريضة، الضعيفة، ويحلو وقتها لجهات أجنبية أن تتربص بنا؛ فـ فلسفة التاريخ غير أنها تطلعنا على أحوال الماضي ترشدنا إلى حوادث تتكرر في الحاضر أحيانًا، وفي الحالتين تظل البطولة واحدة أوضح من ضوء الشمس، نعم الشرطة ونحن نحتفل بـ عيدها الثاني والسبعون وعلى مر تاريخها الناصع البياض هزمت الإرهاب وأحبطت مخططات التخريب، البطولات كثيرة لا تعد ولا تحصى، ويكفيني منها للتدليل على ذلك؛ ذكر تلك المؤامرتين التي كشفت فيها العيون الساهرة مخطط الإرهابيين من العصابة الإخوانية، الأولى جرت أحداثها في العام 1965، والثانية في العام 2017، رغم أننا لا نحتاج لتأكيدات لإثبات أن هؤلاء الرجال وقواتنا المسلحة يحملون على عاتقهم المسؤولية كاملة لأمن بلادنا، ويحتملون فى سبيل ذلك ما يحتملون من المشقة والتحديات ولولاهم لما عشنا في أمن واستقرار– فـ طلوع النهار لا يحتاج لدليل - نعم أبناء اليوم يسيرون على خطى آبائهم.
كانت من أخطر القضايا الإرهابية وقتها، استنادًا إلى حجم التحقيق فيها وتشعبه؛ كشفها رجال الأمن خلال شهر أغسطس سنة 1965، مؤامرة دبرتها جماعة إخوان الشياطين؛ فقد بدأ أول خيط في هذه القضية الخطيرة يتكشف قبلها بثلاثة أشهر، وذلك بملاحظة حركة غير عادية لتهريب وتخزين الأسلحة في القاهرة وفي عدد من القرى، لم يكن التقدير وقتها أن تتكشف العملية عن الحقائق المذهلة التي تكشفت عنها العملية؛ فـ عندما تم القبض على بعض الذين تأكد أن في حوزتهم أسلحة ومفرقعات وبدأ استجوابهم، راحت خلايا التنظيم السري تظهر واحدة بعد واحدة لتكشف عن شبكة واسعة وضعت خططًا تكاد لا تصدق للوهلة الأولى لغرابتها وبعدها عن التصور – ولكن ماذا ننتظر من جماعة تساوت في إرهابها مع عصابات المافيا بل هي أخطر منها لأنها تتدثر برداء الدين – اكتشف الأمن خططًا واسعة للقيام بنسف بعض المنشآت الكبيرة بينها بعض المصانع والقناطر ومحطات الكهرباء ومطار القاهرة ومحطة الإذاعة ومبنى التليفونات، وكانت هناك خطط لإلقاء بعض القنابل الحارقة في عدد من دور السينما والمسارح وفي بعض الشوارع؛ المضحك إلى حد البكاء أنه عندما سأل المحقق أحد المتهمين في هذه المؤامرة: «ماذا كنتم تهدفون من كل هذا التخريب الذين تنوون إحداثه»؟، وكان الرد من الإرهابي: «حتى يقوم مجتمع الإسلام»!، وسكت المتهم حين قال له المحقق: «هل يمكن أن يقوم مجتمع الإسلام بنسف المصانع والقناطر ومحطات الكهرباء والمطارات وإلقاء القنابل وسفك الدماء»؟!
وضبط رجال الأمن وقتها عشرات من الصناديق تمتلئ بزجاجات مملوءة بالمواد المتفجرة، الأغرب أن المصاحف لم تسلم من عبث الإرهابيين فاتخذوا من صفحاتها مخبأ لخططهم الشيطانية بين دفتيه، مئات من القنابل اليدوية وزجاجات المولوتوف، أجهزة تسجيل وراديو مشحونة بالمتفجرات ومواد ناسفة، مخابئ الأسلحة في منازل الإرهابيين في عدة محافظات، وهل هناك أخطر من ترسانة الأسلحة التي كشفها رجال الأمن مدفونة في مقبرة أسرة مرشد الضلال الهضيبي؟!، جنون يؤكد عراقتهم في الإجرام.
ولأن التاريخ أحيانًا تتكرر حوادثه؛ رجال الأمن الوطني في سنة 2017، يكشفون «سرداب تحت الأرض» بمزرعة الإمام الغزالي في البحيرة لتصنيع المتفجرات؛ كشفت المعلومات الأمنية وقتها أن عصابة البنا حفرت سردابًا تحت الأرض بقرية الإمام الغزالي في مركز الدلنجات واستخدامه كمعمل لتصنيع المواد المتفجرة بواسطة العناصر الشبابية للجماعة الإرهابية خريجى كليات العلوم، وذلك لتفادي الملاحقات الأمنية، وفي سبيل ذلك عملت على تفخيخ مداخل ومخارج المزرعة التي يوجد بها السرداب لمنع الأمن من الاقتراب إليها، تم تفتيش المزرعة حيث اشتبهت قوات الأمن في كمية كبيرة من الرمال بجوار المبنى، وتبين وجود مخبأ أسفلها عبارة عن سرداب سري بعمق 4 أمتار تبلغ مساحته 2م مربع عُثر بداخله على «جهازين يستخدم في تصنيع مادة RDX شديدة الانفجار، جهازين لتجهيز الحمض المستخدم في تصنيع المتفجرات، جركن سعة 50 كيلوجرامًا من ذات المادة «في صورة سائلة» وجوال يزن 50 كيلوجرامًا عجينة من تلك المادة «معدة للاستخدام»، 500 جرام من مادة SOLT-R الناسفة».
وهل ننسى نصوص المحاضر المقدمة من الشهيد المقدم محمد مبروك، الضابط بقطاع الأمن الوطني- الذي اغتاله خونة الأوطان أطلقوا عليه النار، حول واقعة الاستعانة بالعناصر المصرية من جماعة الشيطان والأجنبية في اقتحام السجون المصرية، والتي بسببها تم إحالة الخائن المعزول مرسي وآخرين إلى محكمة الجنايات في قضية هروبهم من سجن وادى النطرون.
فضحهم الشهيد الضابط محمد مبروك في تحرياته قائلًا: «إن اقتحام سجن وادي النطرون ما هو إلا حلقة ضيقة في مخطط واسع أعدته جماعة الإخوان داخل البلاد بتوجيهات من التنظيم الدولي الإخوانى بالتنسيق مع حركة حماس وحزب الله اللبناني وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية لإشاعة الفوضى وإسقاط الدولة المصرية ومؤسساتها وإخضاعها لسيطرة هذه الدول المتآمرة على مصر»، موضحًا في تحرياته الدقيقة الكاشفة؛ «بدأت خيوط المؤامرة الإخوانية مع الإدارة الأمريكية خلال عام 2005 في أعقاب إعلان وزيرة الخارجية الأمريكية وقتها كوندالديزا رايس، في حديث لها لصحيفة الواشنطن بوست عن الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد؛ حيث أمكن رصد العديد من اللقاءات التي عقدها عناصر التنظيم خارج البلاد، منها: - إيفاد الإرهابي محمد البلتاجي إلى إحدى الدول الأوروبية تحت زعم المشاركة في مؤتمر نصرة غزة والذي عقد يومي 22و23/5/2009، واستغلاله ذلك المؤتمر في عقد لقاء تنظيمي مع أعضاء مجلس شورى حركة حماس الفلسطينية.
- سماح الولايات المتحدة الأمريكية للإخوانى طارق سعيد رمضان - حفيد مرشد الجماعة ويقيم بسويسرا والذي لاحقته الفضائح الجنسية عام 2009–- بالتردد على أمريكا والذي ظل لسنوات طويلة ممنوعًا من دخولها.
هذه هي حقيقتهم، كلهم مفسدون، لم تكشفهم الأجهزة الأمنية فقط وإنما محت شرهم المستطير، فـ تحية إلى الشرطة المصرية في عيدهم الذي هو ذكرى غالية في سجل الوطنية المصرية ولن نعرف تاريخا غيره مهما كره الكارهون،في عيدهم نتوجه لهم بالشكر والعرفان وهم لا ينتظرونه، في عيدهم نهديهم وردة حب، في عيدهم نتوجه بقلوبنا وأيدينا للدعاء لهم أن يحفظهم الله لحفظ أمن مصرنا الحبيبة، والتحية واجبة للشهداء الذين تسابقوا وبذلوا أرواحهم ودماءهم من أجل مصر وشعبها.