جمال أسعد يكتب: أكاذيب وافتراءات

جمال أسعد
جمال أسعد

لكيان الاحتلالى الصهيونى قد اعتمد منذ البداية هو وصانعيه على الأكاذيب والأساطير التوراتية تحقيقا لمصالح استعمارية فى المنطقة اعتمادا على تبنى ذلك الكيان من جانب كل القوى الاستعمارية بكل مسمياتها وذلك منذ وعد بلفور وحتى الآن . والتاريخ والواقع يثبتا ذلك منذ مؤتمر بازل بسويسرا عام ١٨٩٧ وصولا لتلك الهجمة التتارية الغير إنسانية على غزة منذ ٧ اكتوبر ٢٠٢٣ . تلك الفترة الزمنية التى مارس فيها هذا الكيان عديد من المذابح البشرية فى حق الشعب الفلسطينى صاحب الأرض  المثبت والمسجل تاريخيا فى الوقت الذى يزعم فيه هذا الكيان أنه يعيش وسط شعوب عربية وإسلامية  تريد إبادته استكمالا لما حدث لليهود فى اوربا طوال التاريخ . ولذا يكون من الطبيعى أن تساعد وتروج كل الآليات والوسائل الاستعمارية لهذه الأكاذيب وتلك الافتراءات !!  

فإذا كان هذا السلوك هو ديدنها وعقيدتها فيما قبل أحداث غزة . فما بالك ماذا تفعل فى مواجهة تلك الهزيمة الغير متوقعة لها ولكل المتحالفين معها ؟ وجدنا  الأكاذيب وتلك الافتراءات هذه ومنذ اللحظة الأولى فى اختراع وتلفيق المعلومات والأخبار التى لاعلاقة لها بالواقع مما تم إجبارهم بعد ذلك للتراجع . أما المفاجأة الحقيقية لهذا الكيان وتابعيه هو تلك الصحوة الإنسانية التى اجتاحت العالم فى كل الانحاء
مساندة للشعب الفلسطينى بل لمشاركة بعض اليهود فى تلك الصحوة .

والأهم أن تتويج هذه الصحوة كان بتقديم دولة جنوب افريقيا دعوى أمام محكمة العدل الدولية فى لاهاى تتهم فيها الكيان بالقيام بعملية إبادة بشرية وتعويق وصول المساعدات الإنسانية والحياتية  للفلسطينيين . فما كان منه فكاكا من المسؤولية التى لم يستطع الهروب منها (مؤقتا ) . غير اتهام مصر بأنها هى المسؤله عن عدم توصيل هذه المساعدات !!!!
سبحان الله . هل وصلت الأكاذيب والافتراءات إلى هذا الحد الذى تجاوز كل الحدود ؟ فالكيان وتابعيه خاصة امريكا وألمانيا يزعمون ويدعون أن مايحدث ليس إبادة جماعية وإنسانية !! بما يعنى أنهم شركاء فى هذه الأفعال المجرمة والمحرمة إنسانيا وقانونيا .

فى الوقت الذى يعلمون فيه ويعلم العالم أجمع موقف ودور مصر ومنذ اللحظة الأولى . ذلك الموقف الذى طالب فيه العالم كله بالتمكين من دخول المساعدات إلى غزة حيث أن الجانب الاسرائيلى هو المتعنت والمتجبر فى منع دخول المساعدات . وذلك لأن الجانب الفلسطينى من المعبر تسيطر عليه اسىرائيل سواء كان ذلك باعتبارها دولة احتلال أو كان عن طريق فرض السيطرة للوصول إلى تحقيق أهدافها الدنيئة .

كما أن عدم دخول المساعدات والإصرار على التقتيل والتجويع والهدم والسحق فهذه هى الوسائل التى يتم ممارستها حتى يتم الإجبار على اختراق الحدود المصرية إلى سيناء . فيتم تحقيق المخطط الاستعماري بالتهحير الإجبارى لتفريغ غزة من أهلها وإسقاط وانهاء التواجد الفلسطينى فتتحقق أكذوبة ( أرض بلا شعبى لشعب بلا أرض ) . وهذا ليتم استفزاز مصر للدفاع عن الأرض وعن القضية الفلسطينية وتفرض علينا الحرب فى توقيت حدده لنا الاخر ولم نحدده نحن .  

وهذا تم رفضه من مصر وأمام العالم وعلى الهواء فى لقاءات مسجلة للقيادة المصرية مع زعماء العالم والمتبنيين لاسرائيل . فإذا كانت هذه الممارسات وتلك الأكاذيب والافتراءات شيئا طبيعيا لاسرائيل . فهل يكون هذا جائزا أو مقبولا بأى شكل من الأشكال فى أن يدعى البعض من الدول العربية والبعض من المصريين بأن مصر هى المسئولة عن عدم فتح المعبر ؟ للاسف الشديد فهذا مرفوض مرفوض .

ولايبرره أن من يتبنون هذه الأقوال من المعارضة . فالمعارضة ياسادة لاتعنى المغامرة بمصلحة الوطن ومصيره فى مقابل المعارضة لممارسات ومواقف الحكومة . فالحكومة غير الوطن . فهل المعارضة تعارض الحكومة ام تعارض الوطن ؟ هل المعارضة عندما تبرر وتشارك اسرائيل فى  اكاذيبها وادعاءاتها وأفتراءاتها تكون فى جانب القضية الفلسطينية ام فى جانب المحتل ؟ هل المعارضة تعنى وتهدف إلى دخول الوطن فى حرب لا وقتها ولا أوانها ؟ مصر ياسادة هى من دفع ثمن الدفاع عن فلسطين ومنذ البداية وحتى الآن . فلا أحد يزايد عليها .

وليس مطلوبا أن تظل مصر تدفع والاخرين يشاهدون وينظرون ويلقون علينا رؤاهم التى لا تعمل لغير مصلحتهم . حفظ الله مصر وشعبها وجيشها .