مع تزايد الصراعات المُسلحة في العالم وتغيرات المناخ، بدأ الملايين يتحدثون عن نهاية العالم، واعتبرها الكثيرون أنها علامات على قرب موعد يوم القيامة، لكن الغريب أن هناك عددًا من الأثرياء في العالم أنفقوا مبلغًا مذهلًا قدره 11 مليار دولار من أبريل 2022 إلى أبريل 2023 على أدوات البقاء على قيد الحياة للتحضير لأحداث هذا اليوم.
ونقل موقع "قناة القاهرة" الإخبارية عن صحيفة "ديلي ميل" البريطانية في تقرير لها سلطت فيه الضوء على دراسات استقصائية أظهرت أن حوالي ثلث مواطني الولايات المتحدة يعترفون بالتحضير، لكن القليل منهم لديهم الموارد لبناء مخابئ تحت الأرض وتخصيصها كملاجئ خاصة، حيث بدأ أغنى أثرياء العالم على نحو متزايد إنفاق مئات الملايين من الدولارات على تأمين ملاجئ تحت الأرض، وجزر خاصة، و"شقق سكنية" للأثرياء فقط.
حصن مارك زوكربيرج
وفي أواخر العام الماضي، بنى مارك زوكربيرج حصنًا مخفيًا بقيمة 100 مليون دولار مدفونًا أسفل مزرعته في جزيرة هاواي، مكتملًا بإمدادات الطاقة والغذاء الخاصة به وأبواب مقاومة للانفجار.
وأخبر سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة"OpenAI"، ذات مرة أنه والمؤسس المشارك لشركة "PayPal"، بيتر ثيل، لديهما "ترتيب" في حالة انتهاء العالم "سيختبئان في أحد عقارات ثيل في نيوزيلندا"، لكن في عام 2022، منع مجلس المجتمع المحلي في الجزيرة الجنوبية بنيوزيلندا خطط ثيل لنحت مخبأ محصن مهيب في المناظر الطبيعية بجانب بحيرة واناكا المحمية تاريخيًا.
أفاد المفوضون المستقلون الذين زاروا الموقع المقترح حول "اقتراح ثيل"، الذي كان من الممكن أن يقع بالقرب من جبل ألفا التاريخي في نيوزيلندا: "لقد جعلوا جمال المناظر الطبيعية في نيوزيلندا وبُعد الجزيرة منها خيارًا شائعًا لنخب وادي السيليكون الذين يبحثون عن حصن طبيعي لنهاية العالم، وهو خوف متزايد نظرًا للحروب الإقليمية المتصاعدة وارتفاع حرارة تغير المناخ".
ساعة يوم القيامة
في العام الماضي، قام التحالف غير الربحي المكون من فيزيائيين وباحثين آخرين بضبط ساعة يوم القيامة على بعد 90 ثانية من منتصف الليل، وكان أقرب إنسان إلى الهلاك في تاريخ الساعة يبلغ 76 عامًا.
وأوضح بيان ساعة يوم القيامة لعام 2023 أن "حرب روسيا على أوكرانيا أثارت أسئلة عميقة حول كيفية تفاعل الدول، مما أدى إلى تآكل معايير السلوك الدولي، وأن الأسوأ من ذلك كله هو أن تهديدات روسيا المبطنة باستخدام الأسلحة النووية تذكر العالم بأن تصعيد الصراع يشكل خطرًا رهيبًا".
ووفق "ديلي ميل"، قد تزايدت المخاوف من قرب انتهاء العالم مع تهديد حملات القصف الإسرائيلية على غزة، بإشعال حرب أوسع نطاقًا في الشرق الأوسط، كما لم تفعل المخاوف المتبقية من حدوث جائحة أخرى، على غرار كوفيد 19، أي شيء لتهدئة الخوف من الانهيار المجتمعي.
استطلاع 2179 شخصًا
وأضافت الصحيفة أن "أولئك الذين ولدوا بعد عام 1997، هم الذين أثبتوا أنهم الأكثر احتمالية للاستعداد لكارثة، حيث زعم 40% أنهم أنفقوا الأموال على الإمدادات استعدادًا ليوم القيامة في عام 2022، وفقًا لاستطلاع أجرتهFinder".
وشمل الاستطلاع 2179 بالغًا أمريكيًا بهامش خطأ اثنين بالمئة، حيث سأل Finder، الأشخاص عمّا إذا كانوا قد أنفقوا أموالًا للاستعداد لحالات الطوارئ منذ عام 2017، أو خلال الأشهر الاثني عشر الماضية، حيث قال أحد المؤثرين في مجال الاستعداد المُستدام، "سيكون الطقس لدينا أكثر شدة؛ بسبب تغير المناخ العالمي، إذا لم يكن هناك سبب آخر يجب أن يكون لديك خطة طوارئ للتعامل مع هذه الكوارث العنيفة، لأنها قادمون سواء أردناهم أم لا".
وفي شهر سبتمبر الماضي، تعرضت مدينة نيويورك لفيضانات وصلت إلى اليوم الأكثر رطوبة الذي تم تسجيله في المدينة على الإطلاق، وألغت الرحلات الجوية وأغلقت مترو الأنفاق وأغرقت السيارات في جميع أنحاء المدينة، كما كانت حرائق الغابات التي اندلعت في أغسطس الماضي في هاواي هي الأكثر دموية في تاريخ الولايات المتحدة، حيث أسفرت عن مقتل 96 شخصًا وتشريد الآلاف.
من المؤكد أن أغنى الناس في العالم لديهم قدر كبير من البيانات حول الكوارث العالمية المتزايدة، ومن المحتمل أن يكون لديهم أكثر من ذلك بكثير.
نيوزيلندا مكان مناسب
قال ريد هوفمان، أحد مؤسسي Thiel’s PayPal، لصحيفة The New Yorker إن نيوزيلندا من بين أغنى أغنياء العالم، ومن المفهوم بهدوء أنها المكان المناسب للاحتماء في حالة وقوع كارثة.
وقال رود دروري، الرئيس التنفيذي لشركة برمجيات المحاسبة النيوزيلندية Xero المدعومة من ثيل، إن المليارديرات الأمريكيين "يعاملون نيوزيلندا على أنها مجرد حفرة مخبأة".
ومثل ثيل، يرغب الملياردير المؤسس المشارك لشركة جوجل، لاري بيج، الإقامة في نيوزيلندا، من المعروف أن رجل الأعمال ميهاي دينوليسكو ترك وراءه شركة ناشئة للعملات المشفرة عند اندلاع جائحة كوفيد-19 في عام 2020 هرب إلى نيوزيلندا مع زوجته.
وبحسب الصحيفة، توجد بالفعل مخابئ في هاميلتون وهانمر سبرينجز وواناكا، وسوف يختبئ ملياردير أمازون جيف بيزوس وخطيبته لورين سانشيز قريبًا في جيب ثري، حيث سيكون نجم اتحاد كرة القدم الأميركي المتقاعد توم برادي، والابنة الأولى السابقة إيفانكا ترامب، والمغني خوليو إجليسياس جيرانهم.
لم يشتر ثالث أغنى رجل في العالم عقارًا واحدًا بل عقارين متجاورين في إنديان كريك بمبلغ إجمالي يقارب 150 مليون دولار هذا العام، وبالنسبة لأسماء النخبة القليلة المعروفة بأنها بدأت الاستعداد لنهاية الزمان، هناك العشرات الذين ظلوا - علىالأرجح عن عمدٍ- بلا أسماء.
اجتماع سري
ووصف الكاتب التكنولوجي دوجلاس روشكوف أخيرًا اجتماعًا سريًا في وسط الصحراء الأمريكية، حيث قام خمسة من "الرجال الأثرياء" باستجوابه حول كيفية إعداد مخابئهم ليوم القيامة بشكل أفضل بأسئلة مثل "كيف يمكنني الحفاظ على السلطة، على قوات الأمن الخاصة بي بعد ذلك؟".
وقد ظهرت مجموعة من الشركات على استعداد لتلبية هذا الطلب، بما في ذلك شركة Rising S، التي تقول إنها قامت ببناء 14 ملجًا محصنًا في نيوزيلندا؛ وشركة Survival Condo، التي تحول صوامع الصواريخ الأمريكية المهجورة إلى مبانٍ شاهقة تحت الأرض؛ وشركة Oppidum ومقرها التشيك، والتي تقدم مخابئ "فاخرة للغاية" للمليارديرات في أي مكان في العالم.
وقام المزيد والمزيد من الأثرياء بشراء الجزر أو على الأقل أجزاء كبيرة منها في السنوات الأخيرة، فيتصدر ريتشارد برانسون وجوني ديب قائمة المقالات المتعلقة بالجزر المملوكة للقطاع الخاص، إلى جانب العائلات الثرية مثل عائلة دوبونت وديزني، حتى إن البعض يدفع مبالغ كبيرة ليصبحوا مواطنين في بلدان مختلفة استعدادًا ليوم القيامة.
