«وطن مفقود» قصة قصيرة للكاتبة منة نور الدين

- كيف حالك الأن ؟!

منهكة يا عزيزي.. أرفض ضجيج العالم، النفاق، القتل، التعذيب، الخداع، الظلم، القسوة، الخوف، الشر الكامن فينا، الظلام المتسبب في انتهاك الأرض ومن عليها، أرفض رفضي في حد ذاته..

- ربما تفتقرين لشعور الإنتماء!

بحثت مراراً و تكراراً عن وطن أشعر بالانتماء له.. ومازال الطريق فارغ

- هل تمتلكين القدرة للشعور بوجوده داخل قلبك؟

شعور قوي يلاحقني أينما كنت.. الإنتماء لمكان مجهول، لا أستطيع العثور عليه حتى الأن، ولكنني أشعر بوجوده

- هل يمكنك وصفه ؟

نعم.. أرضه مليئة بالحب، تخلوا من عتمة الظلام، شمسه لا تغيب..

- هنا يكمن السر يا عزيزتي.. الوطن الحقيقي داخل قلبك

كيف!!؟

- لطالما كان الخارج  ما هو إلا انعكاس لما يوجد داخل رؤية عقلك للعالم، إذا كنتي تريدينه خير.. أم شر وظلام..

إذا تملكت الأفكار السوداوية منك.. سوف يصبح العالم جحيم في منظورك، ولن تتوقفين عند هذا الحد فقط.. سيصبح دور المنقذ مهمتك الوحيدة في الحياة

إذا أردتي العثور على الطريق الحق.. تخلي عن هوسك في السيطرة وإدارة العالم من حولك.. اذهبي إلى وطنك الحقيقي الذي يكمن في ثنايا قلبك يا عزيزتي .