أصل الحكاية | مسجد «الإمام الشافعي» علامة بارزة في مصر الإسلامية

مسجد الإمام الشافعى
مسجد الإمام الشافعى

القاهرة التاريخية مليئة بالروايات والحكايات عن المساجد الأثرية التاريخية، وذلك لكثرة المساجد فيها، وتضم العديد منها منذ الفتح الإسلامي على يد عمرو بن العاص.

تبرز من بينها المساجد الأثرية بمآذنها التي تشق السماء، كعلامة من أهم معالم العاصمة، لذا لم يكن غريبا أن تلقب القاهرة بـ«مدينة الألف مئذنة».

حكاية مسجد «الإمام الشافعى» : 

"حكاية أثر"، سنتناول واحدًا من تلك الآثار الإسلامية العريقة التي ربما لا يعرف عنها الكثيرون ونتحدث اليوم عن ذكري مسجد «الإمام الشافعى» 

«من سمع بأذنه صار حاكياً، ومن أصغى بقلبه كان واعياً، ومن وعظ بفعله كان هادياً» أحد الأقوال الشهيرة للإمام الشافعي، الذي يعتبر من أبرز شعراء وحكماء العرب، والذي تميز بالإلقاء والحكمة والفصاحة، وأصبح أحد أهم الرموز الذين تأثر بهم العرب على مر العصور.

يمثل مسجد «الإمام الشافعى» علامة بارزة فى مصر الإسلامية، لصاحبه محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب الشافعى القرشى، صاحب ثالث المذاهب الإسلامية، والذى يضم بداخله أكبر أضرحة مصر.

نبذه عن المنشئ المسجد «الإمام الشافعى»: 

يقع المسجد فى حى الأمام الشافعى، شرق القاهرة إلى الجنوب من قلعة صلاح الدين، حيث يمكن الوصول إليه من ميدان السيدة عائشة، وأنشئ المسجد تعظيما للإمام.
ولد الإمام الشافعى، بغزة عام 767 ميلاديا، وجاء إلى مصر سنة 199 هجرية، ولم يزل بها إلى أن توفى يوم الجمعة عام 819 ميلاديا، ودفن بالقرافة الصغرى.

وصف «التابوت الخشبى» :

أمر صلاح الدين بعمل تابوت خشبى يعتبر آية من آيات زخرفة الخشب وضع على قبر الإمامى الشافعى، والذى يعتبر ضريحه من أكبر اضرحة مصر على الإطلاق فهو يتكون من مساحة مربعة طول ضلعها من الداخل نحو 15 مترا وله جدران سميكة جدا مما يؤهلها لحمل قبة ضخمة.

ويضم الضريح إلى جوار رفات الإمام الشافعى رفات الأميرة شمسة زوجة صلاح الدين الأيوبى ورفات العزيز عثمان بن صلاح الدين كما يضم أيضا رفات والدة الملك الكامل المتوفاة سنة 608 هجرية، كما يضم ثلاثة محاريب تتجه نحو مكة، عند حائط اتجاه قبلة الصلاة. وهناك باب فى كل من الحائطين الشرقى والشمالى.

 والحوائط الداخلية مغطاة بالرخام وللضريح مدخل واحد بالضلع الشمالى الشرقى، وجدرانه سميكه نشا من ذلك دهليز صغير طوله سمك الجدران.تغلق ببابان بكل طرف من اطرافه، الباب الخارجى له مصرعان من الفضة، والباب الداخلى له مصرعان عرض كل منهما 98 سم، ارتفاعه 3 أمتار.

الوصف المعمارى .. للمسجد «الإمام الشافعى» :

بنى المسجد بواسطة السلطان الكامل الأيوبى سنة 1211 ميلاديا، وبنيت وجهاته بالحجر، وحليت أعتاب الشبابيك بكتابات كوفية، وله منارة على شاكلة المنارات المملوكية، ومنبره مطعم بالسن والآبنوس، واهتم الملك الأيوبى ببناء قبة المسجد، فهى قبة كبيرة من أجمل قباب مصر، وهى خشبية ومكسوة بالرصاص، وكسيت جدرانها من الداخل بالرخام، وفى جدارها الشرقى ثلاثة محاريب.

أمر الخديو توفيق باشا بتجديد المسجد عام 1891 ميلاديا على ما هو عليه الآن، وهو مسجد جميل وجهاته مبنية بالحجر، وحليت أعتاب الشبابيك بكتابات كوفية، وله منارة رشيقة عملت على مثال المنارات المملوكية، ومنبره مطعم بالسن والآبنوس، كان الانتهاء من عمله سنة 1310 هجرية.