إسرائيل تفرض عقابًا جماعيًا على المدنيين بقطاع غزة

المخيم الإغاثى المصرى سيخدم 6 آلاف فلسطينى بعد إتمام «المرحلة الثانية»

لحظة وصول المساعدات الجوية
لحظة وصول المساعدات الجوية

على الرغم من الدعوات الدولية لإنهاء الحرب على غزة، لا تزال إسرائيل تتحدى كل النداءات الإنسانية، حيث يواجه سكان غزة ظروفاً إنسانية صعبة تشمل «ندرة الغذاء وعدم القدرة على الوصول إلى مياه الشرب ونقص الموارد  والوقود وانتشار الأمراض».

وقد فرضت إسرائيل عقاباً جماعياً على الفلسطينيين المدنيين في قطاع غزة، بعد مرور أكثر من 105 أيام على الحرب التي دارت رحاها منذ 7  أكتوبر الماضى، حيث تحول القطاع إلى منطقة منكوبة بعد مئات المجازر والممارسات الوحشية بحق الشعب الفلسطينى، لتؤكد كذب ادعاءات إسرائيل بأنها تلاحق رجال المقاومة فى مقدمتهم مقاتلو حركة حماس.

وتواصلت «الأخبار» مع عدد من النازحين، الذين كان لهم الحظ في الإقامة بالمخيم الإغاثي للهلال الأحمر المصري، بخان يونس وذلك من خلال الفنيين المصريين العاملين في تركيب المخيم، حيث كتب لـ«عياد»، أن ينجو مرتين، الأولى كانت عند تنفيذ  قصف صاروخي دمر بيته، ضمن مربع كامل شمل عدة منازل في مخيم المغازي، وراح ضحيته عشرات الشهداء  من بينهم زوجته وأولاده.

ونجا منها سالما مع اثنين من ابنائه، وسط انتشار أشلاء  الجثث في طرقات الشوارع نتيجة القوة التدميرية للصواريخ، والثانية كانت  عند خروجه حيًا من معركة دارت بين قوات الاحتلال ومقاتلي حماس، بعد توغل الدبابات داخل المخيم، حيث ذهب إلى منزله المهدم للبحث عن ملابس لأطفاله الناجين من القصف لتقيهم من شدة البرد، وقتها دارت اشتباكات عنيفة بالقرب منه تمكن من الاختباء داخل جدران منزله، الذي تم قصفه.

وظل داخل حجرة مهدم جزء من جدرانها لمدة تزيد على 6 ساعات دارت خلالها الاشتباكات، وهو يرتعد من الخوف خشية أن يشاهده أحد  من قوات الاحتلال الإسرائيلي لكن القدر كان رحيماً وخرج سالماً.

وقال عياد، إنه تمكن من النزوح إلى جنوب غزة، ليقيم مع آخرين في المخيم الإغاثي التابع للهلال الأحمر المصري بخان يونس، وقدم الشكر للهلال الأحمر المصري لإقامة النازحين الفارين من شدة القصف وملاحقة قوات الجيش الإسرائيلي للمدنيين.

من جانبه، تعانى السيدة نفيسه 50 عامًا، مأساة إصابتها في عملية قصف طال منزلها بمخيم المغازي شمال غزة وهي مريضة بالفشل الكلوى، حيث كانت تقوم بعمل جلسات لغسيل الكلى بشكل دوري في مجمع الشفاء، ولكن اضطرت إلى النزوح إلى خان يونس لتقيم في مخيم الهلال الأحمر المصري، حيث تباعدت أوقات الغسيل الآن لزيادة عدد الحالات، ووجود نقص في أجهزة الغسيل الكلوي بالمستشفى، مما  زاد عليها المرض وكذلك آلام الإصابة التي لحقت بها في الأيام الأولى للحرب على قطاع غزة.

وقد طردت الحرب مئات الأسر من منازلها تحت وطأة القصف وغارات الطيران المستمر ليلا ونهارا، حيث خرج الفلسطينيون من شمال قطاع غزة فارغين الأمل خالين الوفاض، وهم ينظرون إلى مستقبل مظلم.

بدوره، قال أبو رجب: «لقد تركت شهداءنا  الذين فقدناهم في الحرب في منطقة شمال غزة، وأتينا نازحين إلى خان يونس بعد رحلة طويلة».

وأضاف: «لقد عشنا  مأساة حقيقية  قرابة  أربعة أشهر تحت وطأة القصف والدمار دون أن تلتفت إسرائيل إلى أي نداء من المنظمات الدولية والدول الأجنبية والعربية».

وأضاف أن التاريخ سيحكي للأجيال القادمة وحشية إسرائيل وبطشها ضد المدنيين الأبرياء،  وكيف حطمت آمالهم وأحلامهم المشروعة في الحياة والتفكير في بناء مستقبل، فقد سرقوا أراضينا ودمروا بيوتنا، فنحن أصحاب حق وسنأخذ حقنا مهما طال الزمن.

وقال المنسي: «كان عندي بيت وكنا نعيش أحلى عيشة، ولكن اضطرتنا الحرب للنزوح  من معسكر البريج إلى منطقة دير البلح بعد تدمير منزلي وإصابة زوجتي واثنين من أولادي، حيث كنا نحصل على المساعدات من الـ»أونروا»، حتى استقر بنا الحال في خان يونس، والآن ابدأ حياة جديدة مع أسرتي في المخيم الإغاثي المصري حيث يتم تدبير احتياجات النازحين داخل المخيم وهذا هو دور مصر المعهود تجاه الفلسطينيين على مر التاريخ».

أما أبوفادي «من الشجاعية»، فقال إن قهر الوداع على أطفالي قد كسر قلبي، ومع ذلك كان لابد أن نترك المنطقة نازحين إلى جنوب القطاع، حيث استقر بنا الحال في مخيم الهلال الأحمر المصري بخان يونس، عل الله يعوضنا خيرًا على شهدائنا.

 وقد أظهرت الإحصائيات الفلسطينية، أنه تم نزوح 1.9 مليون فلسطيني، أي 85% من سكان قطاع غزة، إلى مناطق خان يونس ورفح جنوب قطاع غزة، وهو أكبر تهجير منذ عام 1948، وهناك العديد من العائلات التي أُرغمت على الانتقال خمس أو ست أو سبع مرات، وفقدوا معظم ممتلكاتهم وأموالهم أثناء بحثهم عن الأمان.

وأوضح إيهاب «فني من العاملين في المخيم الإغاثي المصري»، أنه تم الانتهاء بالفعل من المرحلة الأولى من المخيم الإغاثي المصري في منطقة المواصي بخان يونس، وتمكن فريق العمل من تسكين أكثر من200 أسرة نازحة من مختلف مناطق وسط وشمال غزة، ويجري العمل على قدم وساق للانتهاء من المرحلة الثانية من المخيم، حيث إنه سيتم تركيب خيام لاستيعاب أكثر من 6 آلاف نازح فلسطيني.

 وفي نفس السياق، شهدت مسارات وصول وتسليم المساعدات الجوية والبرية والبحرية في شمال سيناء، زخماً متواصلاً  تمهيداً لإدخالها إلى قطاع غزة، وذلك في محاولة لتخفيف وطأة أثر العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وشهد معبر رفح بين مصر وقطاع غزة، استمرار حركة تدفق شاحنات المساعدات المنقولة من الجانب المصري لقطاع غزة، حيث  تسلم الهلال الأحمر الفلسطيني من نظيره المصري أمس  70 شاحنة مساعدات، كما تم دخول 26 شاحنة تجارية من منفذ العوجة، كما تم الدفع بـ 92 شاحنة من معبر رفح، لتأخذ مسارها إلى منفذ كرم أبو سالم الحدودى كي تخضع لعمليات التفتيش والفحص قبل إعادة إدخالها إلى داخل قطاع غزة ضمن القوافل اليومية، إضافة إلى 4 شاحنات غاز و2 سولار و35 سيارة إسعاف تركية.