بمشاركة 1200 ناشر و70 دولة.. معرض القاهرة للكتاب يفتح أبوابه للجمهور الخميس المُقبل

سعيد عبده وأحمد بهى الدين ود. نيفين الكيلانى وهيلدا كليمتسدال ومحمد رشاد
سعيد عبده وأحمد بهى الدين ود. نيفين الكيلانى وهيلدا كليمتسدال ومحمد رشاد

تحت شعار «نصنع المعرفة.. نصون الكلمة» يفتح معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته ال 55 أبوابه للجمهور الخميس المُقبل الموافق 25 يناير، ويستمر حتى 7 فبراير، وذلك بمركز مصر للمعارض الدولية فى التجمع الخامس، إذ يشارك فيه 1200 ناشر من قارات العالم، بزيادة قدرها 153 ناشرًا عن الدورة الماضية، فيما يبلغ عدد الدول المشاركة 70 دولة من جنسيات مختلفة، وتحل على هذه الدورة مملكة النرويج ضيف شرف، أما شخصية المعرض فهو عالم المصريات الدكتور سليم حسن، وشخصية معرض الطفل هو الكاتب يعقوب الشارونى الذى رحل عن عالمنا فى 23 نوفمبر الماضى.

أُعلن عن تفاصيل الدورة الجديدة فى مؤتمر صحفى عُقد يوم الأحد الماضى فى المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، وذلك بحضور كل من: د. نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة، ود. أحمد بهى الدين رئيس الهيئة العامة للكتاب، وهيلدا كليمتسدال سفيرة مملكة النرويج فى القاهرة، وسعيد عبده رئيس اتحاد الناشرين المصريين، ومحمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين العرب، والشريك الاستراتيجى مركز مصر للمعارض الدولية، وممثلى الشركة المتحدة للطباعة والنشر وتكنولوجيا المعلومات المنفذة للمنصة الرقمية الخاصة بالمعرض، وهشام عكاشة رئيس مجلس إدارة البنك الأهلى.

اقرأ أيضاً| «هى الذات» أحدث أعمال الكاتبة الصحفية هند حماد

وقالت د. نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة: إن المعرض يأتى فى دورته الحالية متحديًا الصعاب التى تواجه العالم، ومؤكدًا على ريادة مصر الحضارية والثقافية المتصلة منذ القدم وحتى اليوم، فقد أنار المعرض عبر تاريخه العريق عقولًا مصرية وعربية، وأسهم فى بناء فكر أجيالٍ وأجيالٍ اعتزت بهويتها، وتلقت الكتاب باعتباره نبراسًا وهاديًا.

وأشارت الوزيرة إلى أن وجود مملكة النرويج ضيف شرف على المعرض هذا العام، هو اتجاه للثقافة العربية نحو التخاطب مع ثقافة شمال أوروبا (شبه الجزيرة الإسكندنافية)، وتعريف الآخر بالإبداع المصرى والعربى، مما يُتيح آفاقًا رحبة للتبادل الثقافى والإبداعى، والتفاعل المباشر بين المبدعين والجمهور، بمختلف مشاربه وروافده الثقافية، وهو حرص وزارة الثقافة على العدالة الثقافية فى الداخل، والانفتاح على الثقافات الإنسانية.

وأضافت: «تُشرفنا بالحضور فى هذه الدورة الأميرة ميته ماريت، قرينة ولى عهد النرويج، ووزراء خارجية فنزويلا، وألبانيا، وشخصيات ثقافية عربية وأجنبية، إضافة إلى قاماتنا الفكرية».

فيما تحدث د. أحمد بهى الدين رئيس الهيئة  العامة للكتاب عن الملامح العامة للبرنامج الثقافى للدورة ال 55، والذى يأتى مرسخًا للهوية الثقافية المصرية، ومؤكدًا على مكانة مصر الثقافية فى الحضارة الإنسانية، والدور الذى قدمته لتاريخ المعرفة وتكوين الوعى الإنسانى على مر التاريخ، لافتًا إلى أن البرنامج يضم ما يقرب من 550 فعالية، تقام على مدار أيام المعرض.

ويستحدث المعرض هذا العام محورًا جديدًا بعنوان «مؤتمر اليوم الواحد»، الذى يضم 6 مؤتمرات، منها: مؤتمر تقنيات الذكاء الاصطناعى، بالتعاون مع جامعة مصر المعلوماتية، ومؤتمر الترجمة عن العربية - جسر للحضارة، بمشاركة وزاراتى الثقافة والأوقاف، ويشارك فيه عدد من المؤسسات المصرية والعربية، ومؤتمر الملكية الفكرية.. حماية الإبداع فى الجمهورية الجديدة، ومؤتمر طه حسين، ومؤتمر نازك الملائكة. كما يحتفى بمشروعات ثقافية جديدة: «ديوان الشعر المصرى» و «استعادة طه حسين» و «حكايات النصر» و «عقول»، وهى مشروعات استحدثتها هيئة الكتاب لترسيخ الفكر المصرى فى علاقته بالعالم أجمع.

وأكد أحمد بهى الدين على أن المعرض يحرص على تحقيق رؤية مصر 2030 فى دور الشراكات المؤسسية والمجتمعية، حيث يواصل المعرض للمرة الثانية على التوالى، تقديم مبادرات ومشروعات عدة مع مؤسسات رسمية، مثل: مبادرة «دوى» مع المجلس القومى للمرأة، وهى المبادرة القومية لتمكين الفتيات وتوصيل أصواتهن وحصولهن على المهارات والخدمات الرئيسية، واستمرار مبادرة «وعى» مع وزارة التضامن الاجتماعى، والاحتفاء بإصدار 200 عنوان من مشروع «رؤية - رؤية للنشء» مع وزارة الأوقاف، كما يشهد المعرض مشاركة 94 وزارة ومؤسسة مصرية وعربية.

وتابع: أن المعرض يلتزم بخطة الدولة متمثلة فى وزارة الثقافة والهيئة العامة للكتاب لدعم صناعة النشر، والناشرين المصريين بشكل عام، حيث تم تخصيص جناح لدور النشر الناشئة المتقدمة للمشاركة بالدورة الحالية، ولم تستوف شروط الاشتراك من حيث عدد الإصدارات، ويضم الجناح مجموعة كبيرة من دور النشر الصغيرة التى تقدمت بطلب المشاركة.

من جهتها، عبرت هيلدا كليمتسدال سفيرة مملكة النرويج فى القاهرة عن سعادتها لأن تكون بلادها ضيف شرف الدورة ال 55 من معرض القاهرة للكتاب، وقالت: إنها فرصة عظيمة لتقديم مجموعة واسعة من الأدب النرويجى فى مصر والعالم العربى، نظرًا لكونه واحدًا من أكبر معارض الكتب على مستوى العالم، والذى يزوره الملايين من القراء، كما اعتبرته بوابة مهمة لترويج الأدب والفن والثقافة النرويجية للجمهور العربى.

وأضافت: «ترجمة الكتب من النرويجية إلى العربية تحدٍ كبير، وهدفنا كضيف شرف هنا فى القاهرة هو تعزيز هذا الجهد، وأن تسير الترجمات فى كلا الاتجاهين، بحيث يُتاح المزيد من الأدب العربى للجمهور النرويجى، ونأمل فى أن يؤدى اللقاء بين الأدباء النرويجيين والقراء العرب فى معرض القاهرة إلى جلب المزيد من المعرفة حول عالم الثقافة العربية إلى النرويج».

وتابعت: أن النرويج تمتلك العديد من المؤلفين العالميين المقرر مشاركة البعض منهم فى فعاليات المعرض، حيث يركز البرنامج الثقافى لضيف الشرف كل يوم على مؤلف نرويجى وعلى أعماله الأدبية، فالعديد من المؤلفين الذين يشاركون فى المعرض لهم منشورات حديثة من قبل ناشرين مصريين أو عرب، وسينضم المؤلفون والباحثون والصحفيون والناشرون والعلماء المصريون إلى المحادثات فى البرنامج، كما سيتم التركيز بشكل خاص على أدب الطفل من خلال مشاركة عدد من المؤلفين ورسامى كتب الأطفال النرويجيين فى الفعاليات، لما يلعبه أدب الطفل من دور محورى فى تشكيل العقول الشابة، وتعزيز الخيال، وغرس القيم، ووضع الأسس لحب القراءة والتعلم مدى الحياة.

وتأمل سفيرة النرويج فى  أن تُترجم أعمال النرويجى يون فوسه الحائز على جائزة نوبل للآداب لعام 2023 إلى اللغة العربية لإتاحتها للجمهورين المصرى والعربى للتعرف على أعماله فى معرض القاهرة للكتاب.

الجدير بالذكر أن بوستر الدورة الجديدة من معرض القاهرة للكتاب من تصميم د. أشرف رضا أستاذ الفنون الجميلة، وقد اتخذ التصميم هذا العام روح الفن المصرى القديم، دمجًا مع فن الخط العربى، ويتصدر التصميم نحت بارز للمعبودة «سيشات» إلهة الحكمة والمعرفة والكتابة فى مصر القديمة، حيث يرجع لها الفضل فى اختراع الكتابة، كما ارتبط اسمها بمجالات علم الفلك والمعمار والبناء والرياضيات، وهى المجالات المعتمدة على مهارات الكتابة والتدوين، وتظهر «سيشات» ممسكة بقلم الكتابة ترسم شقوقًا على جريدة نخل، للدلالة على تسجيل مرور الوقت. ويحد التصميم من أعلى ومن أسفل أطر زخرفية بتشكيل متكرر من زهرة اللوتس المصرية، ويتوسطه شعار الدورة الجديدة «نصنع المعرفة.. نصون الكلمة» داخل خرطوش مصرى قديم يعلوه الرقم ال55، واسم المعرض بالخط الثلث المملوكى، أما خلفية التصميم فتبدو كالبرديات القديمة، ولكن بعلامات مائية بالخط العربى تحمل شعار الدورة فى إيقاع متكرر.