يحدث فى مصر الآن

أمريكا وإسرائيل فى مواجهة فلسطين

يوسف القعيد
يوسف القعيد

أُتابع ما يجرى لفلسطين والأخطر ما تُبديه أمريكا الدولة الكُبرى فى عالم اليوم بوقوفها المُطلق مع إسرائيل. ولكن تجاه شعبنا الفلسطينى فى غزة وقضيته العادلة التى تُعتبر أخطر القضايا فى حياة جيلنا وربما الأجيال الآتية..

ففى اللقاء الأخير الذى جمع بين وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكين، والرئيس الفلسطينى أبو مازن برام الله. قدَّم الوزير للرئيس الفلسطينى حِزمة مُقترحة من الإصلاحات الموسعة على أجهزتها لتتمكن من القيام بمهامها فى الضفة الغربية وقطاع غزة خلال مرحلة ما بعد الحرب. والحرب وصفٌ مُضلِّل.

فهى مجزرة لم يشهد التاريخ مثيلاً لها.. الأمريكان يفرضون على الفلسطينيين مُقترحات تهدف إلى إصلاح هياكل وأجهزة السُلطة الفلسطينية، وأن يقوم محمود عباس بتعيين نائبٍ له يُمنح صلاحيات، وأن تكون هناك حكومة جديدة من التكنوقراط تُدير أحوال غزة بمجرد الانسحاب الإسرائيلى منها..

وفضلاً عن أن هذا تدخُّل واضح فى إدارة ما بعد الحرب بغزة. إلا أن الأمريكان يشترطون أن يكون هناك رئيس وزراء فلسطينى جديد يتعاون معهم.

وطبعاً يتعاون مع المُحتل الذى يجب على كل فلسطينى أن يُقاوم احتلاله، وأن يُحاول رفض ما يقوم به. من الطبيعى أن يكون رد الرئيس الفلسطينى أن الأمر يتطلب إعادة نظر فى سياسات واشنطن تجاه القضية الفلسطينية.

وأن يكون هدفها وقف هذه الحرب المجنونة والمسعورة.. ألا يعرف الأمريكان أن نيتانياهو استولى على كل أموال الفلسطينيين المودعة فى البنوك؟ وهى تُمثِّل ٧٠٪ من ميزانية السُلطة الفلسطينية.

وبدلاً من أن ترفع إسرائيل يدها عن أموال الشعب الفلسطينى، ها هو بلينكين يشترط على الأشقاء الفلسطينيين شروطاً مُجحِفة قبل إنهاء الحرب..

ومن المؤكد أن الوزير الأمريكى يعرف حجم العجز الهائل فى كل ما يُمكن إنفاقه فى غزة الآن، ويُدرك عدد الشُهداء من النساء والأطفال والشباب الفلسطينى.

وإذا كانت أمريكا تُدرك المبادئ التى قامت عليها بلادهم، فإن أول ما تفعله هو وقف كل هذا الجنون اليومى والعدوان المستمر على شعبٍ أعزل. بل إنهم يُضيِّقون الخناق على وصول المساعدات المُقدمة لهم من مصر الرئيس السيسى، ومن دول العالم الكثيرة التى تُرسل مساعدتها إلى سيناء.

ولا تفعل إسرائيل سوى تعطيل وصولها إلى الشعب الذى يعانى البحث عن قطرة ماء نهاراً بأكمله ولا يجدها.

هل يُمكن أن تكون هناك أى ثقة لدى الفلسطينيين والعرب جميعاً فى الإدارة الأمريكية  التى تُمكِّن الاحتلال من أن يفعل بالفلسطينيين ما لم يحدث فى التاريخ؟ إن الدنيا كلها تسعى لوقف المحنة ووضع حدٍ للمأساة. ويتمثل كل هذا فى أن تتوقف العمليات العسكرية التى تُشكِّل مجزرة لم تحدث فى البشرية قبل أى كلام آخر ممكن أن يُقال.

إن الإصلاحات الفلسطينية مسئولية الشعب الفلسطينى والحكومة الفلسطينية. وإن كان من حق أحد الكلام عنها فهم من وقفوا مع فلسطين فى هذه المحنة التى أكملت أكثر من مائة يوم من عمرها..

إن أمريكا تُعفى نفسها من التزاماتها تجاه الفلسطينيين وعجزها عن وقف نيتانياهو عند أى حد.