على خطى الجمهورية الجديدة في تمكين المرأة.. الواعظات تسطعن في سماء العالم

د. محمد مختار جمعة
د. محمد مختار جمعة

فى أول اجتماع له بالعام الجديد أعلن د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن إطلاق عام ٢٠٢٤، عاماً للواعظات جاء لتسليط الضوء على عملهن الجاد فى مجال الدعوة، وللتوسع فى هذا العمل، ولمزيد من برامج الإعداد والتأهيل، مشيراً إلى أنه تم بالفعل فى نهاية العام الماضى إطلاق دورة رائدات فكر، ويجرى الآن الإعداد للدورة الثانية خلال فبراير المقبل بإذن الله تعالى بالإضافة إلى تنفيذ دورة المهارات الإعلامية لهن بالتعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام، كما أطلقنا عام ٢٠٢٤ عاماً للغة العربية.

 فقه الدعوة

أكد وزير الأوقاف، أن حديثه يدور بين أمرين، الأول بين وسائل الدعوة سواء للأئمة أو للواعظات أو بعبارة أدق فقه الدعوة، والجزء الآخر عن أهمية اللغة العربية فى حياتنا وفى ضبط الحديث والخطاب الدينى، مؤكداً أن الفارق بين العلماء وغير العلماء هو الضيق والسعة، فالعلماء يوسعون على الناس ويدركون أن الأصل فى الأمور هو الحل وليس الحرمة، وأن الأصل فى الناس الخير وليس الشر، ويتعاملون مع الناس بحسن الظن لا بسوء الظن والجلاء يتسرعون فى التكفير والتبديع وإخراج الناس من الإسلام وربما يتجاوزون ذلك إلى الحكم على الناس فى شأن آخرآهم.

اقرأ أيضاً

 تنظيم الأسرة ومتغيرات العصر.. كتاب تتبناه ٣ وزرات وتحوله لبرنامج عمل وخريطة طريق

أكد الشيخ خالد الجندى عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن إختيار هذا العام عاماً للواعظات فكرة طيبة مباركة، لأن وجود الواعظات فى وزارة الأوقاف هو العلامة الفارقة منذ أنشئت إلى اليوم، وقد انتصرنا فى أشرف معركة بفضل لله «عز وجل» ثم بفضل الواعظات اللواتى انضممن إلى الوزارة، ليقمن بتغطية جزء خطير جداً للغاية، ما كنا نقوى على مواجهته الا وهو توعية السيدات الفضليات المسئولات عن تربية النشء فى مجتمعنا، وقد قامت الواعظات بمواجهة هذا الخطر، واستطعن إيجاد جسور من الصلة والثقة بينهن وبين المستمعات فتغيرت أخطر مؤامرة كانت تحاك لهذا البلد، بعدما فشل المتطرفون والمتشددون والمتنطعون وتجار الأديان والمتطاولون على الثوابت والقيم والمجرفون لبشاشة الدين ولوسطيته بعدما تحطمت مؤامراتهم على صخرة علماء وزارة الأوقاف والأزهر الشريف الذين تصدوا لهذا التيار المنحرف المتشدد، فبعدما فشلوا فى التسلل إلى مساجدنا وإلى أماكن الحديث والتواصل مع الناس كانت الخطة الأخرى بث نساء يحملن رسالات فى منتهى الخطورة، رسالات متطرفة متشددة معوجة.

فكرة متميزة

الحقيقة لقد كانت مشكلة كبيرة، فهذه المشكلة أعيتنا وأقضت مضاجعنا وأرقت أعيننا وأعجزتنا عن المواجهة، لعدم وجود جسور تواصل مع النساء، فماذا نفعل؟ تفتقت الفكرة فى ذهن

د.محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بالتركيز على تطوير كتيبة الواعظات، مشيداً بما قام به د.محمد مختار جمعة وزير الأوقاف من خدمات جليلة للدعوة، ففوجئت النسوة اللاتى قمن بنشر الأفكار المسمومة بمن يواجههن ومن يقف لهن، وتفككت أفكار المتطرفين بفضل جهود وزير الأوقاف فى تقديم الواعظات المؤهلات للمجتمع، من واعظات مثقفات ومدربات فكن خير رسل لخير دعوة ورسالة، حيث أقبلت الأسرة على الإسلام الوسطى المستنير، مشيراً إلى أننا لم نعد نسمع عن مشاكل فى الأسرة المصرية بفضل هؤلاء الواعظات، وهذه نتيجة مبهرة للغاية، وقد أثبتن القدرة على المواجهة بما يحملن من علم، مشيداً باهتمام وزير الأوقاف بالجوهر والمظهر، من خلال الدورات التدريبية المكثفة، وهذا الزى الوقور الذى يظهرن عليه، مؤكداً أن هؤلاء الواعظات هن نقطة فارقة نستطيع أن نقيم بها العمل الدعوى فى مصر، كما لهن دور ريادى فى داخل مصر وخارجها.

وأكد أن المرأة القوية الفاهمة الحكيمة هى السند فى الدعوة وهى الداعمة لهذا الدين والناشر لتلك القيم والمربى لتلك الفضائل والحفاظ لسياجها، ولولاها ما كان  الوعظ يؤتى ثماره بأى حال من الأحوال، ولا ننسى أم المؤمنين عائشة وحفصة رضى الله عنهما اللتان بحبهما للنبى بارك الله لنا فى تحلة الأيمان وفى كفارة الأيمان وأحكام كثيرة فى القرآن جاءت ببركة أم المؤمنين عائشة «رضى الله عنها وأرضاها»، ولا ننسى السيدة خولة بنت ثعلبة «رضى الله عنها» منقذة الأسرة المسلمة فلولا شجاعتها وقوتها فى مواجهة المشكلة كنا سنصاب بمشكلة كبيرة لا يستطيع أحد أن يفتى فيها، ونزل فيها قول لله تعالى: «قَدْ سَمِعَ للَّهُ قَوْلَ الَّتِى تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِى إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ للَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ» موجهاً رسالة فخار إلى الواعظات، فهن يحملن أعلى رسالة وأعظم دعوة، فى ظل قيادة الرئيس   عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية.

واعظة تروى قصتها

وتروى الواعظة وفاء عبدالسلام قصتها فى العمل كواعظة وتقول بدأت قصتى مع الوعظ منذ تخرجى من معهد إعداد الدعاة التابع لوزارة الأوقاف المصرية عام ٢٠٠٦ وعلمت يوم تخرجى أن ما درسته لا يؤلهنى لأن أكون واعظة متمكنة من نقل مفاهيم الدين الوسطى لكل من حولى بالرغم من اعتمادى فى نفس العام واعظة تابعة لوزارة الأوقاف لكن وجدت أن الأمر يحتاج إلى التوسع فى الدراسة ونظراًَ لأن الوزارة وقتها لم تقدم لى ولا لغيرى من الواعظات ما يؤهلنا لتوسيع مداركنا فيما يتعلق بالمفاهيم الصحيحة بالدين فأصبح اجتهاد كل منا شخصى وكنت شغوفة لمعرفة الكثير والكثير عن العلوم الشرعية فتوجهت إلى الأزهر الشريف وجلست تحت أقدام علماء الأزهر الشريف ونهلت من علمهم وكنت وقتها ألقى دروسا فى مساجد الأوقاف ثم جاء علينا وقت اختطفت منا المساجد ولم نستطع مواجهة الأمر بمفردنا إلى أن جاء القرار الشجاع من وزير الأوقاف منذ توليه الوزارة لفتح باب الاشتغال بالعمل الدعوى لمن شاءت بعد اجتياز اختبارات عدة ودورات تدريبية متلاحقة ليؤكد إيمانه بدورهن الكبير فى تجديد الخطاب الدينى وبيان الحقيقة السمحة للإسلام ومحاربة الفكر المتطرف إيماناً من فضيلته بأهمية مشاركة العاملات بمجال الدعوة فى القوافل الدينية التى تجوب محافظات مصرنا الحبيبة لاسيما فى المناطق النائية علماً بأنه لم يكن هناك سوى خمسين مرشدة معينة من قبل وزارة الأوقاف المصرية منذ سنة ٢٠٠٥م.

عام المرأة

ثم كان إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية عام ٢٠١٧ عاماً للمرأة المصرية بادرة إيجابية تكشف عن تقدير الدولة المصرية الكبير للمرأة ودورها فى بناء المجتمع وتنميته، وأنها خط الدفاع عن الأسرة من الفكر المتطرف والسلوك الإرهابى، وأنه إذا استطاعت الأم تحقيق السلام داخل الأسرة فسيتحقق السلام الخارجى فى المجتمع كله، وإذا كانت المرأة هى نصف المجتمع فإنها تربى النصف الآخر، لذا فإن المرأة هى  المسئولة عن المجتمع ككل.

لذا حرصت وزارة الاوقاف على تأهيل الواعظات تأهيلاً يناسب احتياجات المجتمع والمرحلة التى نعيشها إيماناً من الوزارة بأن  تصدر من يدعى العلم وهو فى الحقيقة جاهل يوقع الفتنة والاختلاف فى الدين ويصيب المجتمع بالفرقة، فقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوقوع هذا الأمر وحذرنا من ذلك فقال صلى الله عليه وسلم: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الرجال، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، فإذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فافتوا بتغير علم فضلوا وأضلوا».

لذا قامت وزارة الأوقاف بإعداد خطة لتأهيل الواعظات وبإلحاق المتميزات منهن بأكاديمية الأوقاف الدولية لتخريج واعظة عصرية مستنيرة واعية بمتطلبات العصر ومستجداته وقد تخرجت بالفعل من الأكاديمية دفعات عديدة بها عدد كبير من الواعظات وكان لى الشرف أن أكون فى الدفعة الأولى التى تخرجت من الأكاديمية.

نوعان من الواعظات

 ويقول د. عمرو الكمار مدير عام الإرشاد ونشر الدعوة لدينا نوعان من الواعظات الأول المعينات والآخر متطوعات.. ويبلغ عدد الاثنين معاً ٥٥٠ واعظة.

ولاعداد واعظة متميزة فإنهن يجتزن عدداً من الدورات التأهيلية بأكاديمية الأوقاف منها دورة البرنامج الرئيسى  ومدته ٦ شهور حيث يدرس العلوم الشرعية. والعربية والحاسب الآلى وعلوم الاجتماع وفنون التواصل مع الجماهير واللغة الإنجليزية.

وبعد ذلك تبدأ دورات التميز الدعوى وتقام بالتعاون مع الأزهر، ثم هناك دورات متخصصة ومنها على سبيل المثال الدورة الإعلامية وهى تتضمن كل فنون الإعلام وكيفية التعامل معه سواء كان مرئيا أو صحفيا.. أو سوشيال ميديا.

يعنى هناك دورات عديدة من أجل الوصول إلى واعظة متميزة.