إنها مصر

حظ سعيد الليلة !

كرم جبر
كرم جبر

رأيى - والله أعلم - أن يجرى "روى فيتوريا" المدير الفنى للمنتخب تغييرات ضرورية، فى لقائه مساء اليوم مع فريق غانا "النجوم السوداء"، فهى معركة البقاء أو الاستعداد للرحيل إلى القاهرة.

أهمها أن يحل أحمد فتوح مكان محمد حمدى، وياسر إبراهيم مكان أحمد حجازى وعمر كمال عبد الواحد مكان محمد هانى، وفى منتصف الملعب مروان عطية بدلاً من حمدى فتحى، وأن يستعين حسب ظروف المباراة بكهربا وإمام عاشور ومصطفى فتحى.. والله الموفق.

كشفت مباريات الجولة الأولى عن سقوط الفرق العتيدة لصالح المنتخبات المجهولة، التى تمتلك السرعة والمهارة والقوة والرغبة فى إثبات الذات، على حساب لاعبين "شبعوا من الكورة"، وأصبح أداؤهم مثل الموظفين درجة ثامنة.

فتعادلت مصر بالعافية مع موزمبيق ونفس الشيء الجزائر وأنجولا بهدف لكل منهما والكاميرون وغينيا 1/1 ونيجيريا وغينيا الاستوائية 1/1، ولقيت تونس الهزيمة من ناميبيا 1/ صفر وحققت مالى المفاجأة بالفوز على جنوب أفريقيا 2/ صفر والرأس الأخضر على غانا 2/1.

مذبحة الفرق الكبيرة فى القارة السمراء، وصعود مستحق لفرق لم تكن معروفة، ولم تحقق الفوز بالحظ أو الصدفة وإنما عن جدارة واستحقاق.

والمنتخب المصرى اليوم ليس أمامه إلا الكفاح حتى آخر دقيقة أمام غانا، مثل بقية المنتخبات الجريحة التى تحاول الدفاع عن سمعتها، فلا وقت للتهاون أو ضياع الفرص فى مباراة قد تكون الفرصة الواحدة.

ونعود بالذاكرة إلى الكابتن حسن شحاتة أبو الأمجاد الإفريقية، وهو مدرب مصرى أصيل رفع سمعة الكرة المصرية فى السماء، وسر تفوقه الشعور بآمال وطموحات المصريين للفوز، واصطفافهم خلف علم مصر، وهتافهم الجميل "مصر.. مصر".

واعتقادى أن المنتخب الوطنى إذا - لا قدر الله - لم يحقق الانتصار، فى أمس الحاجة إلى مدرب وطنى قوى الشخصية وله اسم وسمعة كبيرة، ويعمل له اللاعبون ألف حساب، لأن المدرب الأجنبى مهما كان اسمه وخبرته لا يكون مهموماً ليل نهار بتحقيق الانتصارات، وقضية المصرى والأجنبى أكبر القضايا الجدلية التى تثير الخلاف.

أما الكابتن الجوهرى رحمه الله فكان أسطورة أخرى فى القوة والانضباط والدفاعات الحديدية التى يصعب اختراقها، وكانت له تعبيرات جميلة مثل الجمل الطويلة والقصيرة فى الملعب والتكتيكات الهجومية التى هى دفاعية، ووصل بمنتخب مصر لكأس العالم 1990، وأول مدرب مصرى يقوم بتدريب قطبى الكرة المصرية.

الحالى "روى فيتوريا"، حقق نتائج لم يحققها غيره قبل توليه تدريب المنتخب الوطنى، ولكنها كانت مع منتخبات ضعيفة يصعب القياس عليها، ويبدأ الحكم عليه من كأس الأمم الإفريقية الحالية، التى تختلف عن كل المرات السابقة.

نتمنى الفوز وأن تكون ليلة سعيدة فى أجواء شتوية باردة، لن تمنع الناس من الذهاب إلى المقاهى والأندية أملاً فى الفوز، وحظ سعيد.