بدون روتوش.. المصالح تحكم العالم

 فيصل مصطفى
فيصل مصطفى

بقلم فيصل مصطفى
انتصف شهر يناير ٢٠٢٤ ، ونقترب من حلول شهر فبراير، والذي شهد حدثا عالميا مدويا، ونقلة نوعية في مسار الصراع الدولي  الملتهب بين روسيا وأمريكا.

اقرأ أيضاً| فيصل مصطفى يكتب: لماذا نعم «5»
فبراير المقبل، وفي يوم الرابع والعشرين منه تحديدا، يكون قد مر عامين بالتمام والكمال على الحرب الروسية الأوكرانية، والتي أشعلتها روسيا، حفاظا على  أمنها القومي المهدد من قبل أوكرانيا، التي كانت تؤكد على أنها سوف تستدعى "الناتو"، وتقيم قواعد صاروخية نووية على حدودها، وهو ما أدى إلى قيام موسكو بمهاجمتها، لقطع الطريق على أمريكا والناتو بإقامة قواعد عسكرية  على حدودها.


صحيح أن أمريكا، اشتركت في الحرب بشكل غير مباشر، عن طريق تقديم مساعدات عسكرية واقتصادية ومالية هائلة لأوكرانيا، تجاوزت التريليون دولار.. إلا أن روسيا أثبتت، بأنها قوية ومتماسكة، وحققت انتصارات كثيرة على خصومها، لدرجة أنها انتهزت فرصة اندلاع الحرب، لكى تجرب استخدام أسلحة جديدة وفتاكة فى ساحة القتال.


ورغم مرور عامين على هذه الحرب، وقد تدخل عامها الثالث، وربما تصل لعامها الرابع، لا لشيء، إلا  لأن الغرب لا يريد أن يُسلِم بالهزيمة في أوكرانيا. 


ورغم إنشغال الغرب وأمريكا في حرب غزة وإسرائيل، لكنهم  لا يريدون الاستسلام لروسيا، لأن استسلامهم، يعنى  صعود روسيا وقيامها بعد ذلك بضم عدد من الجمهوريات التي كانت تشكل معها الاتحاد السوفيتي سابقا، بل ربما تتسع الطموحات الروسية لتشمل أجزاء من شرق أوروبا ، وتعيد مرة أخرى ما كان عليه الوضع أيام حلف وارسو.


هذه الحرب ، اتسعت وشملت الكثير من الأمور ، التي قد تبدو متشابكة وغريبة ، فعلى سبيل المثال تركيا العضو في حلف الناتو ، أي في التحالف الغربي ، تقدم الطائرات المسيرة لأوكرانيا ، وتقدم أيضا أسلحة لروسيا ،  كما تحصل روسيا على طائرات مسيرة من إيران ، وصواريخ من كوريا ، وتَحَول الأمر إلى شيء تجاري بحت .


 إنها حرب تستفيد منها كل الأطراف ،  ربما على حساب الشعب الأوكراني ، الغلبان المغلوب على أمره ، والذي يخضع لحاكم فرط في بلاده ، وجعل منها أداة لخدمة المصالح الأمريكية الكبرى فدفعت الثمن غاليا . 


يبدو  أن مسلسل الحرب الروسية الأوكرانية سوف يستمر ، خاصة وأن الأمور تتصاعد في الشرق الأوسط ، حيث الصراع الملتهب بين الفلسطينيين والإسرائيليين . وقد يتقاطع هذا الصراع ، أو يتفق مع الصراع الروسي الأوكراني، وهو ما سوف يؤدي إلى متغيرات عديدة ، فالخريطة السياسية والدولية تتغير  كل ساعة .


أمور كثيرة تجري في العلن ، وأمور أكثر تجري في الخفاء ، ونرى صراعا خفيا بين أجهزة المخابرات العالمية . ربما يكون غير مسبوق في ضراوته وشدته ، وعمقه ، وخطورته ، وتأثيراته المتعددة على الشعوب ، سواء الكبيرة أو الصغيرة أو المتوسطة .
 دعونا نرى ونحلل ونراقب الأوضاع عن كثب  ، لكن كما يبدو ، وبعد عامين من القتال ، أستطيع القول بكل ثقة ، أن روسيا منتصرة حتى الآن ، انتصارا واضحا ، لكن لا أحد يعلم ما يخبئه المستقبل لجميع الأطراف . 
[email protected]