حكاية «القديس سان فانسان دي سال».. أول كنيسة بالإسماعيلية لخدمة الجاليات الأجنبية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

■ كتب: فتحي البيومي

مع تخطيط مدينة الإسماعيلية، حرصت شركة قناة السويس على إنشاء بعض المعالم الدينية التى كان من شأنها خدمة العاملين بحفر القناة وكذلك خدمة الجاليات الأجنبية التى حضر إلى مصر أفرادها للعمل بحفر قناة السويس والخدمة في الشركة العالمية لقناة السويس التى كان يترأسها في ذلك الوقت الدبلوماسي الفرنسي دي لسبس.

وكان من أهم هذه الإنشاءات كنيسة القديس سان فانسان دي سال، وكانت أول كنيسة شيدت بالإسماعيلية لخدمة الجاليات الأجنبية العاملين بحفر القناة .

ولم يقتصر الأمر على بناء الكنيسة فقط، فقد وفرت مدينة الإسماعيلية جميع الاحتياجات اللازمة لإعاشة سكانها متعددي الجنسيات، فأنشئت العديد من المدارس ومستشفى ومستوصفات ودور للعبادة ومدافن خاصة ببلدان هذه الجاليات.

بدء إنشاء كنيسة سان فانسان دى سال والتمويل الخاص بها

وعن بدايات إنشاء كنيسة سان فانسان دى سال يقول الباحث والمؤرخ "أحمد فيصل"  لقد كانت  أول دار للعبادة أنشأت هي الكنيسة الكاثوليكية المكرسة علي اسم القديس سان فانسان دى سال أو فرنسوا دس سال, والتي قام بافتتاحها فردينان دي لسبس يوم الثامن من سبتمبر 1864، وهي مبنية على قطعة أرض تم التبرع بها إلى مجموعة من الرهبان، وخدمها الآباء  الفرنسيسكان الذين قطنوا دير صغير وأدارو مدرسة للبنين كان التعليم فيها بالغتان الفرنسية والإيطالية، وتضمنت الكنيسة المبنية علي الطراز القوطي لوحة للقديس فرانسوا دي سال مهداه من الإمبراطور نابيلون الثالث والتى لاتزال محفوظة في صحنها الحالي، وقد أحيطا الكنيسة وسكن الرهبان بسور من المباني لحماية الحديقة الخاصة للأباء من الرياح.

ثم قامت الشركة بتمويل بناء كنيسة جديدة عام 1929, بناء علي تصميم المعماري لوي  جان اولو " 1871 – 1959"،  الحائز على جائزة روما الكبرى في العمارة عام 1901، ومصمم كاتدرائية بورسعيد والدير الملاصق للكنيسة التي يشرف عليها الأباء الفرنسيسكان .

◄ اقرأ أيضًا | حكاية عشق الملك فاروق للإسماعيلية.. والعاملون بمستشفى نمرة ٦ ينقذون حياته

◄ التصميم المعماري للكنيسة
وعن التصميم المعماري للكنيسة يقول "فيصل" لقد بنيت تلك الكنيسة على الطراز النيو رومانسك وهي مغطاة من القرميد اليوناني، أما الزخارف الدائرية الموجودة بالواجهة فهي من تصميم النحات أندرية  سيزار فيرمار " 1869 – 1949 " من مدينة ليون والحاصل علي جائزة روما الكبرى  1899، وهي حاليا كنيسة للأقباط الكاثوليك مكرسة علي أسم القديس مارجرجس، ويقع منزل الراهبات الفرنسيسكان الذي أسس عام 1876 بالقرب من الكنيسة الكاثوليكية، ويقمن الراهبات بإدارة  مدرسة للبنات والمستشفى الأوربي، كما توجد جماعة أخرى هامة تعمل في حقل التدريس بالإسماعيلية وهي جماعة رهبان بلورمل، وكانت تقع مدرستهم بداية في مبني بميدان شامبليون إلى أن أصبحت لا تستوعب العدد المقيم بها،  فتم إعادة بنائها علي قطعة أرض مقابلة في عام 1947، وأعطيت المدرسة الجديدة اسم فردينان دي لسبس .