يحدث فى مصر الآن

ضيوف يعيشون فى بر مصر

يوسف القعيد
يوسف القعيد

تنبهت مصر المضيافة منذ فجر التاريخ وحتى الآن إلى ضخامة عدد اللاجئين الذين يعيشون على أرضها، ويتمتعون بكل خيراتها. وهم من 133 دولة فى العالم. أى من الدنيا كلها. وكان هذا قدر مصر ودورها العظيم على مدار التاريخ منذ أن وُجِدت الدُنيا وحتى الآن.

وربما كانت المرة الأولى التى تنتبه مصر إلى القضية وتوليها كل هذا الاهتمام ابتداءً من رئيس الدولة وانتهاءً عند الوزراء المعنيين. وهكذا وجهت وزارة الداخلية نداء لكل الضيوف المتواجدين على أرضنا بالبدء فى اتخاذ إجراءات الإقامة الخاصة بهم اعتباراً من أول يناير الحالى.

ربما كانت وزارة الصحة والسُكَّان من أكثر الوزارات تدقيقاً فى هذا الأمر. فالدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسُكَّان يرى أن فى مصر 9 ملايين لاجئ أتوا من 133 دولة. وأنهم بنسبة 50% ذكور و50% إناث. ومتوسط أعمارهم يصل إلى 35 سنة. وأنهم يمثلون 8.7% من سكان مصر. وأن هؤلاء الضيوف ولا أقول الغُرباء يُركِّزون حياتهم فى 5 محافظات: القاهرة، ثم الجيزة باعتبارها جزءاً من القاهرة، والإسكندرية والدقهلية ودمياط. والبعض منهم يعيش على أرض بر مصر منذ عشر سنوات.

ومن المؤكد أنهم يُعاملون كأبناء مصر تماماً من ناحية خدمات التعليم والصحة وكل مناحى الحياة. مما دفع وزارة التربية والتعليم إلى التوسع فى إقامة المدارس الجديدة والفصول غير العادية حتى يُسهم ذلك فى استيعاب حجم الزيادة فى أعداد الطُلاب أبناء ضيوف مصر.

ومن المعروف عن مصر على مدى التاريخ كله أنها كانت قِبلة لكل من يقصدها ويلجأ إليها. ومن يقرأ كتاب: فجر التاريخ، لمؤلفه جيمس هينرى بريستد، يُدرك أن هذا كان دور المصريين منذ قديم الأزل. ولذلك فقد تابعت باهتمامٍ غير عادى الاجتماع الذى عقده الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء، وحضره الدكتور على مصيلحى وزير التموين والتجارة الداخلية، والدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان، ونيفين القبَّاج وزيرة التضامن الاجتماعى، وهشام أمنة وزير التنمية المحلية، ورضا حجازى وزير التربية والتعليم، وحسن شحاتة وزير العمل. وكنتُ أتمنى أن يكون معهم المحافظون الذين يتركز هؤلاء الضيوف على أرض محافظاتهم.

آن الأوان أن تكون لدى مصر معلومات دقيقة وليست أوليَّة حول هذا الموضوع الحيوى الذى يجب أن يكون تحت أنظار صُنَّاع القرار فى مختلف الوزارات ومن قبل كل هذا وبعده الشعب المصرى نفسه الذى يستضيف هذه الأعداد الضخمة.

ومن المعروف عن المصرى أنه مضياف يؤثر ضيفه على نفسه، ويُقدِّم له ما يَحرِمُ حتى أسرته منها. فالكرم الطبيعى وحسن الضيافة من سمات الشخصية المصرية على مدار التاريخ كله. ورغم سفر أعداد كبير من المصريين خارج بلادهم ورؤية مُعاملة الغُرباء فى بلاد الدنيا. إلا أن المصرى مازال يُطلِق عليهم ضيوف الوطن.