رغم أن مصر استطاعت القضاء على فيروس «سي» وتخلص المواطنون من أعراضه ومضاعفاته الخطيرة، ولكن لا يزال هناك ما يفسد هذا الإنجاز الكبير، ويتسبب فى أذى جديد يؤدى للنتيجة النهائية لمن كان يداهمه الفيروس، وهى الإصابة بتليف الكبد وما يحدثه من مضاعفات أشد خطورة.
◄ مكوناته تصيب الأطفال والشباب بالأمراض المبكرة
◄ الساندويتش يحتوى على نسبة سكر تكفى لأسابيع!
ما بين «الدلوعة والقشطوطة والمكشكشة».. تزايد محلات بيع الحلويات فى التفنن لابتكار أصناف جديدة تجذب المواطن لشرائها والتمتع بمذاقها الحلو الذى يجعله يتردد دوما عليها، وأحدث التقاليع التى أصبحت غذاء يوميا للأطفال والشباب هى ساندويتش حلو سريع يمكن تناوله فى أى مكان، وبسعر زهيد فى حدود 15 30 جنيها ما يجعله متاحا خاصة لتلاميذ المدارس، ومكوناته عبارة عن رغيف فينو محشو بأنواع غير معلومة من الكريمة والشوكولاتة السائبة ونكهات أخرى وبعض الحلويات كالبسبوسة والكنافة والبسكويت، والبنبون الملوّن الذى يزين الوجه ليكون بذلك قّدم للجسم وجبة متكاملة من الأمراض!
أثبتت الدراسات أن هذه الأطعمة التى تحتوى على مزيج من الكربوهيدات والسكريات والدهون أو ما تعرف بالأطعمة فائقة المعالجة تتسبب فى حدوث رغبة شديدة فى تناولها باستمرار، حيث وُجد أن 14% من البالغين و12% من الأطفال أظهروا علامات الإدمان على تناول هذه الأطعمة وفقا لمقياس إدمان الغذاء بجامعة ييل، وهذا قريب من مستويات الإدمان على الكحول والتبغ.
◄ طريق للإدمان
وفسرت الدراسة ذلك بأن هذه الأطعمة تؤدى غالبا لإطلاق مواد كيميائية تُشعر بالسعادة مثل الدوبامين في الدماغ، ما يؤدى إلى الرغبة الشديدة فى تناولها، وكتب الباحثون أن أحد أسباب ذلك يتمثل فى كون الأطعمة فائقة المعالجة لها خصائص إدمانية، هو أنها توصل الدهون والكربوهيدرات إلى الأمعاء بشكل أسرع بكثير من الأطعمة المعالجة بأقل قدر ممكن، فضلا عن أنها تحتوى على إضافة نكهات وملمس قد تجعلها أكثر إدمانا.
وبطبيعة الحال، إذا استمر الأمر كذلك بدون إيجاد حل للسيطرة على تناول هذه الأطعمة، فإن النهاية تكون خطيرة، فما تحتويه هذه الأطعمة من كمية كبيرة من الدهون يتسبب فى الإصابة بمرض الكبد الدهنى الذى يكون بداية الإصابة بالتليف إن لم يتم علاجه مبكرا، فضلا عما تحدثه من أمراض أخرى تتعلق بالقلب والشرايين والسمنة المفرطة.
◄ اقرأ أيضًا | أستاذ كبد: مصر أصبحت حديث العالم بعد القضاء على فيروس سي
◄ تلف خلايا الكبد
الدكتور عمرو ماجد، استشارى أمراض الكبد والجهاز الهضمي، يؤكد أن خطر هذه الأطعمة على الكبد والجهاز الهضمى يكمن فى عدة نقاط، أولها الألوان الاصطناعية التى تسبب الإصابة بالإسهال وتقلصات المعدة وعدم انتظام حركة الأمعاء والأخطر هو حدوث تغيُّر فى توازن البكتيريا النافعة الموجودة بالقولون والجهاز الهضمي، ما يسمح للبكتيريا الضارة بأن تتكاثر وتؤثر سلبًا على صحة الجهاز الهضمي.
أما ما تحتويه من نسب عالية من الدهون والسكريات فهى تسبب زيادة الوزن وما يترتب عليه من الإصابة بمرض الكبد الدهنى والذى يحدث نتيجة تراكم غير طبيعى لدهون معينة أو ما تعرف ب«الشحوم الثلاثية» داخل خلايا الكبد، والذى ينتج عنه الشعور الدائم بالتعب والإرهاق والإجهاد حتى بدون بذل مجهود وكذلك الإصابة بالتهابات مؤدية لداء كبدى متقدم مثل تليف وتشمع الكبد، وفى حالة عدم تشخيص الحالة مع الاستمرار فى التغذية السيئة يمكن أن يصل الوضع لحالة متأخرة يمكن أن تؤدى للأورام وفشل وظائف الكبد.
◄ خطر يهدد الأطفال
من جانبه، يشير الدكتور سامح شاهين، أستاذ أمراض القلب بطب عين شمس، إلى أن الطعام الصحى يتمثل فى الطعام المتوازن الذى تكون فيه نسبة الدهون والنشويات والبروتينات متوازنة، بينما الأطعمة غير الصحية المنتشرة حاليا ترتفع فيها نسبة الدهون والسكريات فتكون سببا فى انتشار الأمراض بين الأطفال والشباب.
ويرجع السبب إلى نوعية الدهون المستخدمة فى صنع هذه الأطعمة التى تعرف بالزيوت المهدرجة أو السمن الاصطناعي، وهى للأسف أصبحت تستخدم حاليا فى معظم المنتجات الغذائية الجاهزة كالمخبوزات والحلويات وبعض أنواع الجبنة بسبب قلة أسعارها، وتتمثل خطورتها فى طريقة تصنيعها والتى تترسب مع مرور الوقت فى شرايين الجسم وتدمر خلايا أنسجتها بداية من شرايين القلب والمخ وحتى شرايين القدم مسببة كثيرا من الأمراض.
◄ قنبلة موقوتة
فيما، تحذر المهندسة رقية حسن، اختصاصية علوم وتكنولوجيا الأغذية، من الانسياق وراء الموضة الغذائية التى تظهر من حين لآخر، مؤكدة أن ما يطلق عليه «سندويتش الميكس» ما هو إلا قنبلة موقوتة ويمكن التأكد من ذلك من خلال قراءة ملصقات العبوات المستخدمة فى التحضير والتى تتمثل فى احتوائها على كثير من السكريات المخفية والموجودة فى حشو الشوكولاتة وسبريد الشوكولاتة البيضاء والعديد من الصوصات الجاهزة وحبوب الفورماسيلا أو كرات الملبس الملونة.. وعند تحليل هذا «الميكس» بما يخص الصناعات الغذائية فنجد قنبلة موقوتة من السعرات الحرارية والمواد الغذائية الضارة، فالوجبة الواحدة تحتوى على كم من السكر يكفى الجسم لأسابيع والتى تتراوح نسبته بين ١٢٠ و١٥٠ جراما من السكر، بينما الموصى به من مدخول السكر للجسم يوميا لا يجب ألا يزيد على ٣٠ جراما فقط حسب توصيات منظمة الصحة العالمية، والمتبقى يتم تحويله لدهون تتخزن فى الكبد، وأوضحت أن شراب الفركتوز أحد المكونات الأساسية فى تصنيع الصوصات المضافة للوجبة، لا تتم معالجته فى الجسم إلا من خلال الكبد مما يزيد من عبء قيام الكبد بوظائفه بشكل سليم، ما يؤدى لزيادة حجم الكبد والإصابة بمرض الكبد الدهني.
