مليار دولار تجهز «بلاد الأفيال» لاستضافة النسخة الـ 34

ملاعب «الكان» جاهزة للعُرس الأفريقى.. ومصر ملكة الأرقام القياسية فى البطولة

ملعب تشارلز كونان جاهز لمباريات كأس الأمم
ملعب تشارلز كونان جاهز لمباريات كأس الأمم

أيام قليلة تفصلنا عن بطولة الأمم الإفريقية فى نسختها الـ 34 التى ستقام فى كوت ديفوار خلال الفترة من 13 يناير إلى 11 فبراير المقبل بمشاركة 24 منتخباً تتنافس لوصول البطل المتوج لمنصة التتويج لترفع أعلامه فى أبيدجان. وحرصت كوت ديفوار على مدار الأشهر الماضية على الاستعداد القوى لاستقبال البطولة التى تستضيفها للمرة الثانية فى تاريخها وقامت بتشديد العديد من الطرق المختلفة للربط بين مدن الدولة التى تستضيف فعاليات البطولة بعد أن تم تقسيم المنتخبات المشاركة إلى 6 مجموعات مع إقامة 4 ملاعب رياضية جديدة.

وكشفت تقارير إعلامية أن استثمارات كوت ديفوار فى إنشاء الطرق والملاعب والمستشفيات وبنية أساسية أخرى مرتبطة بالبطولة بأكثر من مليار دولار. وقسمت المنتخبات إلى 6 مجموعات تضم كل مجموعة 4 فرق، ومع نهاية الدور الأول تتأهل المنتخبات الحاصلة على المركزين الأول والثانى من كل مجموعة، وتلحق بها أفضل 4 منتخبات حصلت على المركز الثالث. أما بقية مباريات كأس أمم إفريقيا فستلعب بنظام خروج المغلوب، وذلك بداية من ثمن النهائى.

تستعد 6 ملاعب فى مدن مختلفة لاحتضان منافسات البطولة بعد تجهيزها بشكل كامل من أجل ضمان خروج البطولة بشكل يليق بالقارة الإفريقية التى تضم بين أحضانها أفضل نجوم كرة القدم على مستوى العالم.

ومن بين الملاعب ملعب الحسن واتارا الذى يتسع لـ 60 ألف متفرج ويعرف باسم «الاستاد الأوليمبى فى إيبيمبى» ويقع فى مدينة أنياما، شمال أبيدجان، وهو متعدد الأغراض ومصمم لاستضافة مسابقات كرة القدم والرجبى وألعاب القوى ومن المقرر أن يحتضن المباراة الافتتاحية ومباريات المجموعة الأولى إلى جانب نهائى البطولة.

والملعب الثانى هو ملعب فيليكس أوفوى بوانيى الذى يتسع لـ 33 ألف متفرج ويعرف باسم  «فيليسا» كما يطلق عليه حاليا، هو أقدم ملعب فى البلاد، يقع فى أبيدجان، وكان يعرف باسم ملعب جيو أندريه عندما تم تشييده، قبل استقلال البلاد وافتتح عام 1962 وتم تجديده على مراحل أعوام 2009 و2017 و2020 و2023، ثم أطلق عليه اسم فيليكس هوفويه بوانيى، نسبة للرئيس الأول للجمهورية الذى حكم من 1960 وحتى وفاته عام 1993 واحتضن مباريات بطولة الأمم عام 1984.. ويستضيف مباريات المجموعة الثانية (مصر وغانا والرأس الأخضر وموزمبيق) وكذلك مباراة من المجموعة الأولى بين غينيا بيساو ونيجيريا.

والملعب الثالث هو ملعب تشارلس كونان بانى الذى يتسع لـ 20 ألف متفرج ويقع بمدينة ياموسوكرو، تم افتتاحه من قبل رئيس الوزراء السابق الراحل أمادو جون كوليبالى فى 19 أكتوبر 2018 وسيحتضن مواجهات المجموعة الثالثة إلى جانب مباراة واحدة فى المجموعة الرابعة بين أنجولا وبوركينا فاسو.

والملعب الرابع هو ملعب السلام لـ 40 ألف متفرج وبنى عام 1984 تزامناً مع استضافة ساحل العاج لبطولة كأس أمم إفريقيا، وتبلغ مساحته 14.52 هكتار وبعد أعمال إعادة التأهيل، زادت سعة مدرجاته المغطاة من 25 ألف متفرج إلى 40 ألفاً، وسيكون جاهزا لاستضافة مباريات المجموعة الرابعة. والملعب الخامس هو ملعب أمادو جون كوليبالى الذى يتسع لـ 20 ألف متفرج ويقع فى كورهوغو شمال البلاد، وقد أطلق عليه هذه التسمية تكريما لأمادو جون كوليبالى رئيس الوزراء السابق من عام 2017 وحتى وفاته عام 2020..

وسيستضيف مباريات المجموعة الخامسة وكذلك المباراة بين الكونغو الديمقراطية وتنزانيا فى المجموعة السادسة. والملعب السادس هو ملعب لوران بوكو الذى يتسع لـ 20 ألف متفرج ويقع فى مدينة سان بيدرو على الساحل الغربى، ويغطى مساحة تزيد على 23 هكتاراً وستقام على أرضيته من العشب الطبيعى مباريات المجموعة السادسة بالإضافة إلى مباراة ناميبيا ومالى فى المجموعة الخامسة.

15 بطلاً 

مع الرغبة الكاملة لكل المنتخبات المتنافسة خلال فعاليات البطولة للوصول إلى النقطة النهائية والوقوف على منصات التتويج تبرز بعض المؤشرات فيما يتعلق بالمنافسة بين المنتخبات المتبارية فى ظل قوة كل منتخب وما يمتلكه للمنافسة على اللقب القارى.. ومع السيطرة التاريخية لكبار القارة الإفريقية وفى مقدمتها منتخب مصر على العرش الإفريقى بعد أن نجح الفراعنة فى التتويج بالبطولة 7 مرات سابقة فى رقم قياسى لم يصل إليه منتخب آخر ويليه منتخب الكاميرون فى المركز الثانى بـ 5 بطولات، ثم غانا 4 ألقاب ونيجيريا 3 بطولات.. 

القوى المونديالية تتحدى

هناك قوى مختلفة حالية قادرة على مواصلة أرقامها ومشوارها فى القارة الإفريقية فى ظل النجاحات التى حققتها فى الفترة الأخيرة ولعل هو المنتخب المغربى الذى خطف أنظار العالم وسيطر على قلوب الملايين فى كل ربوع العالم خلال منافسات بطولة كأس العالم الأخيرة التى أقيمت فى قطر والوصول للمربع الذهبى كأول منتخب عربى وإفريقى يصل لتلك المرحلة خلال فعاليات بطولة كأس العالم والحصول على المركز الرابع كإنجاز لم يتحقق من قبل ورغم تتويجه بالبطولة مرة واحدة عام 1976 إلا أن حاليا بات أحد المرشحين بقوة للفوز باللقب فى ظل المستوى الخيالى الذى قدمه فى بطولة كأس العالم وتولى قيادة المدرب المخضرم وليد الركراكى الذى حصل على أفضل مدرب فى إفريقيا عام 2023.

 هذا بالإضافة لتواجد النجوم الكبيرة على رأسهم الحارس العملاق ياسين بونو وأشرف حكيمى نجم باريس سان جيرمان ويوسف النصيرى وسفيان أمرابط وسفيان بوفال وغيرهم من نجوم المغرب.

ويراهن الجميع على أسود الأطلسى للذهاب بعيدا حتى نهائى كأس الأمم الإفريقية فى كوت ديفوار والفوز باللقب وسط التألق والمعنويات المرتفعة التى يعيشها أبناء وليد الركراكى.

ولم تكن قوى المونديال تتلخص فى المنتخب المغربى فقط بل تمتد إلى المنتخب السنغالى الذى يعيش أفضل فتراته ليعيد للأذهان فترة مونديال 2002 بعد وصول المنتخب لدور الثمانية فى كأس العالم بقيادة الحاج ضيوف.. وتوج المنتخب السنغالى باللقب لأول مرة فى تاريخه فى النسخة الماضية التى أقيمت فى الكاميرون على حساب المنتخب المصرى ويمتلك النجوم القادرة على مواصلة أزهى فترات أسود الترانجا بنجاح على رأسهم سادو مانى لاعب نادى النصر السعودى ونادى ليفربول السابق وميندى وكوليبالى واسماعيلا سار.

ومع القوى المونديالية الفتاكة تنتعش آمال كبار القارة الإفريقية وعلى رأسها المنتخب المصرى وصاحب الرقم القياسى فى التتويج بالبطولة فى ظل الاستعدادات القوية التى خاضها فضلا عن تواجد النجم العالمى محمد صلاح والرغبة الكبيرة لديه ولدى زملائه فى عودة مصر لمنصات التتويج بعد الغياب عنها لمدة وصلت إلى 14 عاماً بعد آخر تتويج فى 2010.. 

فى الوقت نفسه تنتعتش آمال كل من غانا والكاميرون بكل نجومهما لاستعادة بريقهما الكبير داخل القارة الإفريقية للعودة من جديد لمنصات التتويج ومواصلة الزحف للوصول إلى الرقم القياسى المسجل باسم الفراعنة.

ومع هذا الصراع الشرس هناك قوى أخرى تتزايد طموحاتها فى مقدمتها كوت ديفوار المتوجه باللقب مرتين من قبل فى ظل إقامة المباراة على أرضها ووسط جمهورها وامتلاكه مجموعة مميزة من اللاعبين ليس على مستوى جيل دروجبا ولكنهم لديهم من الخبرات الكبيرة وهو نفس الأمر للمنتخب الجزائرى الذى يحاول العودة من جديد بعد النسخة الماضية التى ظهر بمستوى متواضع للغاية رغم امتلاكه كل مقومات التتويج بالبطولة.

ويعتبر منتخب مصر أيضاً أكثر المنتخبات مشاركة فى كأس أمم إفريقيا بواقع 25 مرة، حيث غاب عن 3 نسخ 2012 و2013 و2015. ويعتبر منتخب مصر هو الوحيد الذى اعتلى منصة التتويج بالكأس الذهبية 3 مرات متتالية، وذلك أعوام 2006 و2008 و2010. فيما توجت 3 منتخبات باللقب مرتين توالياً، وهى مصر والكاميرون وغانا.

وتمكنت 10 منتخبات فى التتويج باللقب دون التعرض لأى هزيمة، أبرزها منتخب مصر الذى حقق هذا الإنجاز فى 5 مناسبات كاملة.

وأيضا منتخب غانا (4 مرات)، ونيجيريا والكاميرون (3)، ثم منتخبا الجزائر وكوت ديفوار (2)، ومرة واحدة لكل من المغرب وتونس وزامبيا وإثيوبيا.
الحضرى الأكبر.. والصقر الأكثر مشاركة 

 يتربع الكاميرونى صامويل إيتو على عرش الهداف التاريخى لبطولة كأس الأمم، برصيد 18 هدفاً، وبفارق 4 أهداف عن الإيفوارى لوران بوكو.
فيما يعد عصام الحضرى أكبر لاعب خاض مباراة فى كأس الأمم الإفريقية على الإطلاق، بعمر 44 عاماً و21 يوماً، خلال نهائى نسخة 2017 أمام الكاميرون. ويتقاسم أحمد حسن عميد لاعبى العالم السابق، والكاميرونى ريجوبرت سونج لقب أكثر اللاعبين مشاركة فى تاريخ البطولة برصيد 8 نسخ لكل منهما، وشارك اللاعبان السابقان فى البطولة بشكل مستمر بين عامى 1996 و2010.