نهار

ادعى لغزة..

عبلة الروينى
عبلة الروينى

داخل أحد محلات «السوبرماركت».. وقفت   فى طابور طويل، كدت أغادره زهقا وتعبا.. وسألت سيدة جوارى (لماذا لا يأتون بموظف آخر أو اثنين، لتخفيف ذلك التزاحم المرهق).. لم أكمل العبارة، حتى أشار المسئول إلى فتح شباك آخر، وموظف آخر لحل مشكلة الزحام!!.. التفتت سيدة أمامى فى الطابور (دعوتك مستجابة...ادعى لغزة)!!....السيدة كما تبدو، مواطنة بسيطة.

لم تشغلنى شكوى السيدة المتعبة.. ولم يشغلنى ظنها الطيب بى (دعوتها مستجابة)!!...توقفت بفرح ورضا واطمئنان أمام اهتمام سيدة تجاهد كى تكمل يومها العادى، بالدعاء لغزة!!

يحدث هذا دائما، فى كل لحظة... قال لى عامل الصيانة، جاء لإصلاح بعض أعطال البيت.. دون مقدمات ودون مجال لحوار بيننا (عارفه يا أستاذة.. أتمنى أسافر غزة والله وأحارب معهم).

يحدث هذا دائما، كل يوم بأشكال مختلفة.. يوم فتح السفارة الإسرائيلية بالقاهرة (٢٦ فبراير ١٩٨٠) ابتكرالمصريون احتجاجهم المدهش برفع مليون علم فلسطينى فوق صدورهم..

فلسطين قضية مصرية تماما، ارتباط تاريخى  وثقافى ووجدانى.. وغزة تحديدا ارتباط أعمق، منذ أن سماها المصريون القدماء (غزاتو) أى المدينة المميزة (غزة هى سابع أقدم مدينة فى التاريخ)... هى أمننا القومى، ووعينا التاريخى والثقافى.. ذاكرتنا وصوابنا وإنسانيتنا التى لم نفقدها يوما..