جماعة إخوان الشر، حاولت لعقود مضت خداع الناس، فهي الشيء ونقيضه، حاولت تصدير الوجه المعتدل لهم لكن عندما وضعوا في المشهد أثبتوا للجميع أنهم أساس زراعة التطرف ليس في العالم العربي فقط بل العالم أجمع، فجميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة جماعة إخوان الشر، خاصة وأنهم شربوا ونهلوا من أفكار سيد قطب المتطرفة منها فكرة «الولاء والبراء» والتي تعد أحد المنطلقات السبعة الصانعة لعقلية الإرهابي، فكل من ينتمي للجماعة الإرهابية أو الجماعات المنسلخة منها، يحصر انتماءه وولاءه للجماعة، بحيث يقطع كل الجذور والروابط التي قد تربطه بأي شيء آخر سواه، سواء كان فكرة أو وطنا أو مدرسة أو أهلا وأقارب، وهنا يحصر أفكاره لدى فصيل واحد فقط، وينعزل شعوريًا ويقطع كل الروابط العائلية والوفاء بسائر البشر والقضايا والمبادئ، ونجحت الجماعة الإرهابية في خديعة الكثير في العالم العربي والعالم أجمع، مثلما نجحت في زرع موضوع تكفير المجتمع، فالخديعة في الجماعة الإرهابية وتنظيمها بالكثير من الوسائل صار أمرًا عاديًا باستخدام وسائل دعوية وفكرية ملتوية، فوقع الكثير من الشباب والشيوخ أيضا تحت خدعة أن حل كل مشكلات العالم الإسلامي سيحدث إذا طبقوا مفهوم الإخوان الضيق عن الشريعة الإسلامية، وفور تصدرهم للمشهد عقب أحداث يناير، جميع المشكلات والأزمات جاءت على أيديهم، كما لم نر الدول التي سارت على نهج الإخوان أكثر رفاهية وتقدمًا، والحقيقة الغائبة أن جماعة الإخوان هي مجرد وجه مختلف لنفس الشيء حاول ونجح لعدة عقود أن يخدع الناس ولكن الواقع أثبت كذبهم وانعدام فكرهم لكل منطق، وهذا ما أدركته المجتمعات العربية بعد ما سمي بالربيع العربي الذي لم يكن سوى خريفًا قاسيًا على الشعوب العربية.
لم تكن الخديعة فقط في وسائل الدعاية الفكرية من أجل الوصول للحكم أو اللعب على عقول الناس، لكن من ضمن أساليب الخديعة لديها اللعب على العاطفة لدى الأطفال والشباب، باستخدام بعض الآيات القرآنية والأحاديث من أجل استقطابهم، ليكونوا البذرة التي بعد ذلك يتم سقيها بأفكار متطرفة، فيبدأون بعد ذلك مرحلة الإعداد بتوزيع كتب لبعض ممن يعتبرونهم رموزًا للجماعة مثل كتاب أحداث صنعت التاريخ لمحمود عبدالحليم، لأن ذلك يضع حسن البنا «الساعاتي» وكأنه قديس لا يخطئ ويصور تاريخ الجماعة الإرهابية على أنهم من نسل آخر، هنا يتولد الانبهار لدى الصغار، ويبدأون في قراءة أدبيات الجماعة، لكن يكتشفون في وقت ما أنهم تعرضوا للخديعة من قادة التنظيم المتطرف، حينما يشاهدون قيام الجماعة بمحاولات اغتيال، فيتم إقناعهم بأن من ارتكبوا هذه العمليات متهورين وفعلوا ذلك تحت ضغوط نفسية وأن ما فعلوه ليس من نهج الجماعة وأن منفذيها حسن البنا قال ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين، مثلما حدث في اغتيال النقراشي، قمة الخديعة والكذب وأساليب ملتوية، هذه هي جماعة الإخوان ليس لها علاقة بالدين ولا يمثلون الإسلام في شيء.. لكنهم محبين للمال والسلطة والدنيا.