الخديعة.. والجماعة الإرهابية

أيمن فاروق
أيمن فاروق

‭‬جماعة‭ ‬إخوان‭ ‬الشر،‭ ‬حاولت‭ ‬لعقود‭ ‬مضت‭ ‬خداع‭ ‬الناس،‭ ‬فهي‭ ‬الشيء‭ ‬ونقيضه،‭ ‬حاولت‭ ‬تصدير‭ ‬الوجه‭ ‬المعتدل‭ ‬لهم‭ ‬لكن‭ ‬عندما‭ ‬وضعوا‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬أثبتوا‭ ‬للجميع‭ ‬أنهم‭ ‬أساس‭ ‬زراعة‭ ‬التطرف‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬العالم‭ ‬أجمع،‭ ‬فجميع‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬عباءة‭ ‬جماعة‭ ‬إخوان‭ ‬الشر،‭ ‬خاصة‭ ‬وأنهم‭ ‬شربوا‭ ‬ونهلوا‭ ‬من‭ ‬أفكار‭ ‬سيد‭ ‬قطب‭ ‬المتطرفة‭ ‬منها‭ ‬فكرة‭ ‬‮«‬الولاء‭ ‬والبراء‮»‬‭ ‬والتي‭ ‬تعد‭ ‬أحد‭ ‬المنطلقات‭ ‬السبعة‭ ‬الصانعة‭ ‬لعقلية‭ ‬الإرهابي،‭ ‬فكل‭ ‬من‭ ‬ينتمي‭ ‬للجماعة‭ ‬الإرهابية‭ ‬أو‭ ‬الجماعات‭ ‬المنسلخة‭ ‬منها،‭ ‬يحصر‭ ‬انتماءه‭ ‬وولاءه‭ ‬للجماعة،‭ ‬بحيث‭ ‬يقطع‭ ‬كل‭ ‬الجذور‭ ‬والروابط‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تربطه‭ ‬بأي‭ ‬شيء‭ ‬آخر‭ ‬سواه،‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬فكرة‭ ‬أو‭ ‬وطنا‭ ‬أو‭ ‬مدرسة‭ ‬أو‭ ‬أهلا‭ ‬وأقارب،‭ ‬وهنا‭ ‬يحصر‭ ‬أفكاره‭ ‬لدى‭ ‬فصيل‭ ‬واحد‭ ‬فقط،‭ ‬وينعزل‭ ‬شعوريًا‭ ‬ويقطع‭ ‬كل‭ ‬الروابط‭ ‬العائلية‭ ‬والوفاء‭ ‬بسائر‭ ‬البشر‭ ‬والقضايا‭ ‬والمبادئ،‭ ‬ونجحت‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية‭ ‬في‭ ‬خديعة‭ ‬الكثير‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬والعالم‭ ‬أجمع،‭ ‬مثلما‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬زرع‭ ‬موضوع‭ ‬تكفير‭ ‬المجتمع،‭ ‬فالخديعة‭ ‬في‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية‭ ‬وتنظيمها‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬الوسائل‭ ‬صار‭ ‬أمرًا‭ ‬عاديًا‭ ‬باستخدام‭ ‬وسائل‭ ‬دعوية‭ ‬وفكرية‭ ‬ملتوية،‭ ‬فوقع‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬والشيوخ‭ ‬أيضا‭ ‬تحت‭ ‬خدعة‭ ‬أن‭ ‬حل‭ ‬كل‭ ‬مشكلات‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬سيحدث‭ ‬إذا‭ ‬طبقوا‭ ‬مفهوم‭ ‬الإخوان‭ ‬الضيق‭ ‬عن‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وفور‭ ‬تصدرهم‭ ‬للمشهد‭ ‬عقب‭ ‬أحداث‭ ‬يناير،‭ ‬جميع‭ ‬المشكلات‭ ‬والأزمات‭ ‬جاءت‭ ‬على‭ ‬أيديهم،‭ ‬كما‭ ‬لم‭ ‬نر‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬سارت‭ ‬على‭ ‬نهج‭ ‬الإخوان‭ ‬أكثر‭ ‬رفاهية‭ ‬وتقدمًا،‭ ‬والحقيقة‭ ‬الغائبة‭ ‬أن‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬هي‭ ‬مجرد‭ ‬وجه‭ ‬مختلف‭ ‬لنفس‭ ‬الشيء‭ ‬حاول‭ ‬ونجح‭ ‬لعدة‭ ‬عقود‭ ‬أن‭ ‬يخدع‭ ‬الناس‭ ‬ولكن‭ ‬الواقع‭ ‬أثبت‭ ‬كذبهم‭ ‬وانعدام‭ ‬فكرهم‭ ‬لكل‭ ‬منطق،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أدركته‭ ‬المجتمعات‭ ‬العربية‭ ‬بعد‭ ‬ما‭ ‬سمي‭ ‬بالربيع‭ ‬العربي‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬سوى‭ ‬خريفًا‭ ‬قاسيًا‭ ‬على‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭.‬

لم‭ ‬تكن‭ ‬الخديعة‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الدعاية‭ ‬الفكرية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوصول‭ ‬للحكم‭ ‬أو‭ ‬اللعب‭ ‬على‭ ‬عقول‭ ‬الناس،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬أساليب‭ ‬الخديعة‭ ‬لديها‭ ‬اللعب‭ ‬على‭ ‬العاطفة‭ ‬لدى‭ ‬الأطفال‭ ‬والشباب،‭ ‬باستخدام‭ ‬بعض‭ ‬الآيات‭ ‬القرآنية‭ ‬والأحاديث‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استقطابهم،‭ ‬ليكونوا‭ ‬البذرة‭ ‬التي‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬يتم‭ ‬سقيها‭ ‬بأفكار‭ ‬متطرفة،‭ ‬فيبدأون‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬مرحلة‭ ‬الإعداد‭ ‬بتوزيع‭ ‬كتب‭ ‬لبعض‭ ‬ممن‭ ‬يعتبرونهم‭ ‬رموزًا‭ ‬للجماعة‭ ‬مثل‭ ‬كتاب‭ ‬أحداث‭ ‬صنعت‭ ‬التاريخ‭ ‬لمحمود‭ ‬عبدالحليم،‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬يضع‭ ‬حسن‭ ‬البنا‭ ‬‮«‬الساعاتي‮»‬‭ ‬وكأنه‭ ‬قديس‭ ‬لا‭ ‬يخطئ‭ ‬ويصور‭ ‬تاريخ‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية‭ ‬على‭ ‬أنهم‭ ‬من‭ ‬نسل‭ ‬آخر،‭ ‬هنا‭ ‬يتولد‭ ‬الانبهار‭ ‬لدى‭ ‬الصغار،‭ ‬ويبدأون‭ ‬في‭ ‬قراءة‭ ‬أدبيات‭ ‬الجماعة،‭ ‬لكن‭ ‬يكتشفون‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬ما‭ ‬أنهم‭ ‬تعرضوا‭ ‬للخديعة‭ ‬من‭ ‬قادة‭ ‬التنظيم‭ ‬المتطرف،‭ ‬حينما‭ ‬يشاهدون‭ ‬قيام‭ ‬الجماعة‭ ‬بمحاولات‭ ‬اغتيال،‭ ‬فيتم‭ ‬إقناعهم‭ ‬بأن‭ ‬من‭ ‬ارتكبوا‭ ‬هذه‭ ‬العمليات‭ ‬متهورين‭ ‬وفعلوا‭ ‬ذلك‭ ‬تحت‭ ‬ضغوط‭ ‬نفسية‭ ‬وأن‭ ‬ما‭ ‬فعلوه‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬نهج‭ ‬الجماعة‭ ‬وأن‭ ‬منفذيها‭ ‬حسن‭ ‬البنا‭ ‬قال‭ ‬ليسوا‭ ‬إخوانا‭ ‬وليسوا‭ ‬مسلمين،‭ ‬مثلما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬اغتيال‭ ‬النقراشي،‭ ‬قمة‭ ‬الخديعة‭ ‬والكذب‭ ‬وأساليب‭ ‬ملتوية،‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬علاقة‭ ‬بالدين‭ ‬ولا‭ ‬يمثلون‭ ‬الإسلام‭ ‬في‭ ‬شيء‭.. ‬لكنهم‭ ‬محبين‭ ‬للمال‭ ‬والسلطة‭ ‬والدنيا‭.‬

;