يحدث فى مصر الآن

ليلة فلسطينية فى اتحاد الكُتَّاب

يوسف القعيد
يوسف القعيد

دعانى الشاعر الكبير الدكتور علاء عبد الهادى رئيس اتحاد كُتَّاب مصر ومُدير اتحاد الكُتَّاب العرب والمسئول عن كثير من الأشكال النقابية لحضور لقاء وزير ثقافة فلسطين عاطف أبو سيف بمقر الاتحاد بالزمالك فى لقاءٍ مفتوح مع الوزير الفلسطينى الخارج لتوه من ملحمة الدم والنار والدموع..

حيث يخوض الفلسطينيون معركة وجودهم الكُبرى ضد العدوان الإسرائيلى الغاشم الذى لن أكتُب عدد أيامه لأنها تزداد كُل صباح.

ولا شُهدائه ولا جرحاه لأن الأرقام تتحدى قُدراتنا على الإحصاء والعدد خاصة من الأطفال والنساء وكبار السن. كل هذا والعالم المُتقدم الذى كُنا نتصور أنه عالمٌ متحضر يتفرج على ما يجرى ويحدث وكأن الأمر لا يعنيه فى شىء..

رغم ملحمة الدفاع عن الأرض والعِرض والتاريخ ضد عدو غاشم وهمجى وبربرى يُسانده الغرب. العزاء الوحيد الذى يصل إلينا يأتى من شوارع أمريكا وأوروبا. حيث المُظاهرات تملأ ساعات الليل والنهار احتجاجًا على ما يجرى.

وأكدت علىَّ الموعد الأديبة الشابة الواعدة عزة أبو العِز صاحبة النتاج الأدبى الغزير ما بين القصة والرواية والمقالات. لست فى حاجة إلى القول إن الحضور كان على أشُده. فكل مصرى، بل وكل عربى، وكل إنسان شريفٍ فى هذا العالم يُريد أن يوقف هذه المذابح التى تتم فى كل لحظة تمر..

والدنيا كلها تتفرج على ما يجرى وكأن الأمر لا يعنيها. مع أن العدو الإسرائيلى يخوض حرباً ضد الأرض الفلسطينية وهويَّة فلسطين وتاريخه القديم والوسيط والحديث. وأعداد الشهداء وصلت لأرقامٍ لم تحدُث فى أى حربٍ من قبل. باستثناء الحربين العالميتين الأولى والثانية..

كانت هناك الأستاذة الجامعية د. عواطف عبد الرحمن أستاذة الإعلام التى خرَّجت أجيالاً من الإعلاميين المصريين تتلمذوا على يديها، والروائية ضحى العاصى عضو مجلس النوَّاب، والكاتبة الروائية المتميزة والتى يحسدها الإنسان على كل هذا النشاط الذى تقوم به.

الشاعر ثروت سليم ألقى قصيدة عن فلسطين، عن الجرح النازف أبداً الذى نحاول الهروب منه ولا نستطيع، ولن نتمكن من ذلك أبداً. أما الأشقاء الفلسطينيون فيُلاحظ الإنسان أن الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس عبد الفتاح السيسى اسمان تكررا كثيرًا فى حديثهم، باعتبار أن ما قدمته مصر لفلسطين القضية والأرض والعِرض سيظل شاهدًا على البسالة والبطولة والمروءة والنُبل..

فالحرب التى يقوم بها العدو الإسرائيلى هى حربٌ على الهويَّة والثقافة الفلسطينيتين. حربٌ على الماضى والحاضر والمستقبل. وبالذات المستقبل. فالعدو الإسرائيلى يُريد الاستيلاء على كل فلسطين.

وأن يمحو اسم فلسطين من ذاكرة الدنيا. وهذا ما لن يحدُث أبداً.. فحروبنا نحن أهل مصر مع العدو الصهيونى ستبقى خالدة فى الذاكرة الوطنية المصرية. وما حرب السادس من أكتوبر 1973 ببعيدة عن وجداننا، ولا يُمكن أن تسكُن صفحات الذكريات. فالخطر قائم والعدو الصهيونى يُريد أن يتمدد شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً. لكن البطولات العربية تُحاصره فى كل مكان.. كانت ليلة لا تُحسب من العمر، ذلك أن فلسطين ستبقى قضيتنا حتى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.