قريباً من السياسة

فشل إسرائيلى فى جميع الجبهات

محمد الشماع
محمد الشماع

لم تستطع إسرائيل المتسيبة أن تحرز أى تقدم فى غزة المحاصرة، فها هى تترنح تحت ضغط الأزمة الاقتصادية، حتى أنها سوف تقوم بتسريح الاحتياطى من القوات العسكرية، لأن اقتصادها بات مشلولا، فلأول مرة فى تاريخها تعجز عن تنفيذ حرب خاطفة وتصبح أيامها ولياليها سوداء. يوميا يسقط منها عشرات الجنود قتلى وجرحى وهم يتحركون فى أرض ليست أرضهم وبلاد ليست أوطانهم متحصنين وراء الدبابة «المر كافا» حتى أن الضباط والجنود الإسرائيليين يلبسون «بامبرز» لعجزهم عن مغادرة الدبابات المحصنة، لأنهم يعلمون أن القناصة سيصطدونهم برصاصهم، ذلك ما يجعل حياتهم مقرفة وعيشتهم مقرفة.

وذلك بعض من الإذلال الذى تتعرض له إسرائيل فى هذه الأيام، ودع عنك كذبة احتلال محور فيلادلفيا، ذلك سر الاستعراض العسكرى الذى تقوم به إسرائيل على الحدود المصرية، إذ أن ذلك موجه للاستهلاك الداخلى الإسرائيلى، لأن إسرائيل تعلم تماما صلابة الموقف المصرى وتعلم تماما قوة الجيش المصرى ومدى جاهزيته.

المسألة إذن ليست اشتباكا عسكريا بين المقاومة الفلسطينية وبين جيش الاحتلال الإسرائيلى، ولكن ما تفعله إسرائيل يهدد بإشعال النار فى كل المنطقة العربية.
لقد كان الموقف المصرى حازما وحاسما فى رفض أى تغيير للوضع بتهجير سكان غزة إلى سيناء. وكل ذلك ما جعل إسرائيل تضرب ضربات عشوائية دون هدف أو خطة اللهم إلا محاولة إطالة عمر نتنياهو فى السلطة، وها هو العالم كله ولأول مرة فى تاريخه ينتفض فى مظاهرات يومية معادية لإسرائيل منددة بعدوانها على غزة الذى فشل تماما فى القضاء على قادة المقاومة وفشل فى إجبار أبناء غزة على الهجرة مفضلين الموت داخل أرضهم ووطنهم.

أيام القوات الإسرائيلية فى غزة معدودة، وتريد إسرائيل أن تهرب لكن بعد تقطيع أوصال القطاع إلى  أحياء أو مناطق يحكمها القبائل والعواقل الفلسطينية بهدف القضاء على المقاومة، فهل تنجح بعد أن فشلت فى التهجير والقضاء على المقاومة؟!