«أيوب» قصص قصيرة جداً للكاتب الدكتور فراج أبو الليل

فراج أبو الليل
فراج أبو الليل

أيوب:

تساءل النائمون.. لماذا تركت "نعسة" شمس نهارها للغرباء.. هل وجدت مصابيح في ليل الوحدة.. مازال "أيوب" ينتظر.. لا تحلقي شعرك في مزادات القبيلة.. النساء الجميلات لم يغادرن الملهي.. حيث البقاء يملكه السكارى..  اخلعي الحياء هاهنا.. ودعيه يحترق.

أمشير:

خرجت كلماته ضعيفة.. اغتصب اللهاث حروفه الخائفة.. اختفي الدفء.. قالها وهو يجري.. تلك الأعوام كانت ملك لجدي" آب".. حين سرقها "أمشير" في مساء البرد والجوع.. العقارب والحيات تبحث عنه.. كان صوته كعواء الذئب.. جعل أطرافه تتجمد من البرد.. رغم محاولات الهروب.

 كتاب:

عندما سألته عن الكتاب.. قال الفول المدمس.. هو كنز لا يقدر بمال.. هل تستطيع القراءة وأنت جائع.. قلت لا.. تركته.. تجولت المعرض.. تصفحت الكتب.. ثم خرجت كما دخلت.. لم أشتري كتاباً واحداً.. لا شيء يساوي حبة فول.

هواء:

بحث عن الراحة.. حاول أن يتَوَسَّد بالرضا.. تلك الحضرة.. تعج بالصخب الهادئ.. جرى خلفها.. في ساحة السعي.. هربت. بأنفاسه الأخيرة.. وتركت له بعض الهواء الأخرس.

عارية:

الحرام يلمع.. تمتع قليلاً أيها الشيخ.. صرخ بأعلى صوته.. لا تبخلي بالمزيد.. هنا زيدٌ يبتاع الغناء في شوارع الموت.. لا تصدقيه أيتها العارية.. كفاكِ.. الليل قارس.. استري ما تبقى من حياء.