عاجل

حصاد 2023| فاجنر وبريجوجين..الذراع القوية التي استأصلها بوتين

يفجيني بريجوجين قائد مجموعة فاجنر العسكرية
يفجيني بريجوجين قائد مجموعة فاجنر العسكرية

يعد اسمه أحد أهم الأسماء التي طرحت على الساحة منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية في 2022، كان أحد أهم حلفاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأخلصهم بل وأكثرهم قربا، لكن الدفة انقلبت للعكس تماما فتحول الصديق إلى عدو يستوجب ملاحقته واستهدافه حماية لمصالح موسكو.

إنه «يفجيني بريجوجين»، قائد مجموعة فاجنر العسكرية، والذي انتهت رحلته في حادث طائرة حامت حوله العديد من الشبهات والتأكيدات بتورط بوتين في الأمر.

ففي نهاية أغسطس الماضي، أكد مجلس قادة الشركات العسكرية الخاصة «فاجنر» وفاة بريجوجين، قائد المجموعة ومساعده ديميتري أوتكين في تحطم طائرة شمالي موسكو. كما أشارت معلومات آنذاك إلى أن دفاعات جوية روسية أسقطت الطائرة شمال موسكو.

من هو بريجوجين، ذلك الشخص الذي اكتسب شهرة وتردد اسمه كثيرا في 2023؟

بداية ولد بريجوجين في مدينة ليننجراد «سانت بطرسبورج» حاليا، وهي المدينة ذاتها التي ولد بها الرئيس فلاديمير بوتين. 
بدأ حياته بائعا للأطعمة بأحد الأكشاك عقب خروجه من السجن الذي قضى فيه نحو 10 سنوات أو أكثر، في جرائم سرقة واعتداء ثم عقب ذلك تحولت تجارته البسيطة إلى سلسلة مطاعم فاخرة وشهيرة وصل صيتها إلى مسامع الكرملين وإلى بوتين شخصيا مما تسبب في تحول كبير في مسيرته.
فمن بائع نقانق بالشارع إلى صاحب مطعم استضاف من خلاله الرئيس الروسي نظيره الفرنسي جاك شيراك على عشاء فاخر قام بتقديمه بنفسه مما جعل لقب «طاهي الرئيس» لقبه الشائع، كما قام بتحضير وجبات طعام لمناسبات في الكرملين لسنوات عديدة بالإضافة إلى تقديم التموين الغذائي وخدمات المرافق لقوات الجيش الروسي.
اتسعت أعمال بريجوجين بشكل كبير لتشمل تقديم وجبات الغداء المدرسية، وفي موسكو وحدها فازت شركته بعقود بملايين الدولارات لتقديم وجبات طعام المدارس العامة، ولم تكن تلك هي علاقته الوحيدة بالأطفال بل قام بكتابة قصة مصورة مخصصة لهم بمعاونة ابنه، بعنوان "إندراجوزيك" Indraguzik، طبعت منها 2000 نسخة فقط.

في عام 2010، ساعده بوتين في إنشاء مصنع ضخم بتمويل كبير من قبل أحد البنوك الحكومية الروسية.
بدأت علاقة بريجوجين بالأذرع العسكرية في الظهور عقب تشكيله لمجموعة «فاجنر» وهي قوة تشكلت من المرتزقة والمجندين خريجو السجون، تحالفت في بداياتها مع الكرملين وحظيت بدعمه لاعبة دورا دورًا مركزياً في تشكيل النفوذ الروسي في مناطق الاضطرابات حول العالم.

فبداية فاجنر لم تكن مرتبطة بالغزو الروسي لأوكرانيا فحسب، بل بدأت في 2014 في ليبيا وسوريا وبعض المناطق في إفريقيا، وذلك وفقا للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، الذين أكدوا أن مقاتلو فاجنر يحاربون لحماية قادة دول مقابل حصص من الذهب أو موارد طبيعية أخرى.

شاركت قوات فاجنر في الحرب الأوكرانية، بل صاروا قوة رئيسية في الصراع الدائر، واجهوا مكاسب وواجهوا أيضا خسائر قدرتها واشنطن بما يقرب من نصف القوات الروسية التي قُتلت في أوكرانيا منذ ديسمبر، وعددها 20 ألف جندي، في باخموت.
بداية العداء

انتهى أمد شهر العسل بين قوات فاجنر والكرملين مع ازدياد أعداد قتلاهم في الحرب الأوكرانية، حيث ثار بريجوجين غضباً ضد القادة الروس، حيث ظهر من خلال مقطع مصور وهو يقف وسط جثث قواته متهما الجيش الروسي ببسوء التصرف وعدم الوقوف بجانبهم وقطع الأسلحة والذخيرة التي يحتاجون إليها للقتال.

استمر في هجومه على القادة ووصلت انتقاداته اللاذعة لأشهر خلال الحرب، وقام بالدعوة إلى انتفاضة مسلحة لإطاحة وزير الدفاع، وردت أجهزة الأمن الروسية على الفور، وفتحت تحقيقاً جنائياً وحثت على اعتقال بريجوجين.