خلال عام 2023، تباينت الأحداث واختلفت العديد من المشاهد التي تضمنت صورًا قاسية ومؤلمة نتيجة للحوادث المأساوية التي جرت، وفي هذا العام الذي شارف على الانتهاء، شهدنا أحداثًا مفجعة تركت ورائها آثارًا دموية عميقة.
وفيما يلي أبرز اللقطات للحوادث التي شهدها العالم في عام 2023، بين قسوة الواقع والمأساة بفعل الحوادث المروعة.
زلزال تركيا وسوريا
في أول فبراير 2023، تعرضت تركيا وسوريا لزلزال مدمر بلغت قوته 7.8 درجة ريختر، تبعه زلزال آخر بنفس الشدة.
وقد وصفت الأمم المتحدة الزلزالين بأنهما أحد أكبر الكوارث التي ألمت بالمنطقة، حيث أسفرا عن مصرع حوالى 55 ألف شخص وإصابة أكثر من 100 ألف آخرين.
وبحسب تقارير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، دمر هذان الزلزالان نحو 273 ألف مبنى في تركيا، وأكثر من 9 آلاف مبنى في سوريا.
ونتج عن الكارثة نزوح أكثر من 3.3 مليون شخص في تركيا وأصبح أكثر من مليوني شخص بلا مأوى، وفي استجابة لهذا الوضع، أعلنت الحكومة التركية عن خطط لبناء 650 ألف وحدة سكنية جديدة لتلبية احتياجات المتضررين.
وفيما يتعلق بسوريا، تسبب الزلزال في نزوح 392 ألف عائلة إضافية نتيجة لتدمير المباني، في إطار يزيد على تحديات الوضع الإنساني المستمرة في البلاد منذ اندلاع الحرب في عام 2011، وتشير كذلك التقديرات إلى أن مساحة الدمار تعادل حوالي 14 ألف ملعب كرة قدم مغطاة بالحطام، حسبما أفادت "العربية" الإخبارية.
اشتباكات في السودان
وفي 15 إبريل 2023، اندلعت اشتباكات في السودان بين الجيش السوداني، الذي يتزعمه الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع، الذي يتزعمها محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي.
وتصاعدت حدة العنف بين الطرفين، مؤديا إلى مقتل ما لا يقل عن 12 ألف شخص وإصابة أكثر من 33 ألفًا، في حرب مستمرة حتى الآن، بحسب تقارير الأمم المتحدة عن وزارة الصحة السودانية.
الغواصة تيتان
وفي 18 مايو، شهدت نهاية مأساوية لرحلة الغواصة السياحية "تيتان" أثناء استكشافها لحطام السفينة الغارقة "تيتانيك"، حيث انبجرت الغواصة، متسببة في وفاة ركابها الخمسة.
وأظهرت التحقيقات الأولية أن الانفجار الذي حدث داخل الغواصة كان السبب وراء الحادث المأساوي، وفقًا لما أوردته خفر السواحل الأمريكي.
وبعد وقت قصير من استخراج خفر السواحل للحطام، أظهرت الأدلة أن الغواصة قد تعرضت لعطل كبير في غرفة الضغط.
كانت الرحلة تستهدف في الأساس استكشاف موقع حطام السفينة الشهيرة "تيتانيك"، إلا أن الحادث المأساوي أسفر عن فقدان خمسة أرواح، مما يلقي بظلال من الحزن على هذه الرحلة الاستكشافية.
تمرد فاجنر ومقتل قائدها
وفي يونيو الماضي، قادت قوات فاجنر تمردًا ضد السلطات الروسية بقيادة يفجيني بريجوجين، لينتهي التمرد في اليوم نفسه بتراجع قوات فاجنر.
وبعد ثلاثة أشهر من التمرد، أعلنت وفاة قائدها بريجوجين في حادث تحطم طائرته الخاصة أثناء رحلته من موسكو إلى سان بطرسبرج.
مقتل الشاب نائل
وفي 27 يونيو الماضي، قُتل الشاب نائل، البالغ من العمر 17 عامًا وذو الأصول الجزائرية، بشكل مأساوي في حادث مروع على يد شرطي أطلق النار عليه خلال عملية تدقيق مروري بمدينة نانتير بفرنسا، حيث كان نائل يقود سيارة لتوصيل طلبات البيتزا في تلك اللحظة الفاصلة.
وأدت وفاة نائل إلى اندلاع احتجاجات غاضبة، تحولت بعضها إلى أعمال شغب في عدة مدن فرنسية، وأظهرت بعض المقاطع المصورة حرائق مشتعلة في أنحاء مختلفة من البلاد، فيما قام المحتجون بإطلاق الألعاب النارية على الشرطة وحرق السيارات والممتلكات العامة.
زلزال المغرب
وفي 8 سبتمبر، ضرب زلزال آخر بقوة 6.8 درجات إقليم الحوز بالمغرب، أسفر عن وفاة أكثر من 3 آلاف شخص وتشريد الآلاف.
وأثر الزلزال بشكل كبير على المناطق التاريخية في مراكش، بما في ذلك سور المدينة الذي يعود تاريخه للعصور الوسطى.
العاصفة دانيال ألمّت بليبيا
وبعد أيام قليلة فقط، ضربت العاصفة دانيال مناطق شمال وشرق ليبيا في 11 سبتمبر، مسببة غرق مدينة درنة وفقدان المئات لحياتهم وتدمير آلاف المنازل، وتسببت العاصفة في فيضانات مدمرة وانهيار السدود، مما أدى إلى تجزيء مدينة درنة إلى قسمين، شرقي وغربي.
وتشير إحصائيات الأمم المتحدة إلى وفاة ما لا يقل عن 4333 شخصا بسبب الإعصار والفيضانات والسيول، إضافة إلى فقدان أثر 8500 آخرين، ونزح حوالي 43 ألف شخص، وفقًا لوكالة الأمم المتحدة للهجرة.
حريق قاعة زفاف في العراق
وفي 27 سبتمبر، اندلعت حادثة مفجعة في قاعة زفاف بمقاطعة الحمدانية في محافظة نينوى في العراق، إثر حريق ضخم أسفر عن فقدان نحو 450 شخصًا، خلّف وراءه ألمًا كبيرًا.
وأفصحت مديرية الدفاع المدني عن تفاصيل الحريق الذي نشب داخل قاعة الأفراح في محافظة نينوى، حيث كشفت عن أن القاعة كانت مغلفة بألواح الأيكوبوند السريعة الاشتعال، والتي تعد مخالفة لتعليمات السلامة المحددة والمرسومة في قانون الدفاع المدني رقم 44 لسنة 2013، وأشارت المديرية إلى أن القاعة تم محالتها إلى القضاء بموجب نفس القانون، نظرًا لعدم توافرها لمتطلبات السلامة، بما في ذلك نقصها في أنظمة الإنذار والإطفاء الرطبة في منطقة الحمدانية.
حرب غزة
أما في شهر أكتوبر، فقد شهدنا أسوأ حرب في هذا العام عقب عملية طوفان الأقصى التي قامت بها الفصائل الفلسطينية في 7 أكتوبر في الداخل الإسرائيلي، أسفرت عن مقتل حوالي 1400 شخص وأسر نحو 250 آخرين داخل القطاع.
وبعدها ردت إسرائيل بقصف عنيف على كامل القطاع، وبلغ عدد القتلى نتيجة للعدوان الإسرائيلي والعمليات البرية في القطاع أكثر من 21 ألفًا، وتجاوز عدد الجرحى 54 ألفًا، وكذلك دمر القصف الإسرائيلي نحو 70% من مباني قطاع غزة، ونزح معظم سكان القطاع من مناطقهم إلى المناطق الجنوبية التي أصبحت مكتظة بالسكان.
