يأكل الحلويات ويضحك بطريقة غريبة.. أسرار من داخل زنزانة صدام حسين 

 صدام حسين 
صدام حسين 

عاش يحكم العراق بقوة ورباطة جأش، كانت شخصيته القوية محل إعجاب أعداءه وحلفائه، حتى أتى عام 2003 حيث سقطت بغداد وسقط معها صدام حسين.

وما يزال يتذكره الجميع، يبحثون عن أسرار حياته وكيف سقط، كيف استطاع الصمود ورؤية أولاده قتلى ووطنه ممزق، كيف تحمل أن يختبئ في منطقة نائية تفتقر للآدمية تاركا قصره وأمواله الطائلة؟.

تحدث أحد الحراس الذين كانوا مكلفين بأمن صدام حسين في أعقاب القبض عليه، حيث أشار في كتاب قام بتأليفه أطلق عليه «السجين في قصره: صدام حسين وحراسه الأمريكيين»، إلى عدة نقاط ربما لم يكن الكثيرون يعرفونها عن الرئيس الراحل، الذي انتهى مصيره على أيدي الأمريكان بالموت.

يقول الحارس ويل باردنويربر، «كان الرئيس صدام مهذبا، يتعامل معنا باحترام، عكس ماضيه وما شاهدناه عليه من جبروت، كان يحب الموسيقى ويهوى سماع أغنيات المغنية الأمريكية ماري جي بلايج، صاحية الأغنية الشهيرة فاميلي أفير». واستكمل باردنويربر حديثه عن صدام حسين «لقد كان يهوى ممارسة الأنشطة، ويحب ركوب الدراجة الهوائية والاعتناء بالحديقة الموجودة في سجنه، بينما ينتظر مصيره في المحاكمة، لم نراه يوما خائفا أو مذعورا أو متوترا من نتيجة الحكم بل كان مقبلا على الحياة بشكل كبير راضيا بوجوده داخل زنزانة» و كان متواضعا يتحدث معنا ببساطة وسلاسة، كان يحب تناول الحلويات بشدة وخاصة كيك المافينز، ويضحك بطريقة غريبة، كنا نجلس معه وعددنا يصل إلى 12 ضابطا أمريكا يحرسونه، كان يجالسنا ويروي لنا أسرار عنه وعن عائلته بكل ود حتى أنه روى لنا أنه ذات مرة بأنه يوما ما أشعل النار في أسطول السيارات الذي يمتلكه ابنه عدي، لأنه تصرف بتهور في إحدى الحفلات وأطلق النار على عدد من الأشخاص

 

واضاف «كان منظما حتى في تناول طعامه، حيث كان يتناول الإفطار على مراحل، فأولا يتناول البيض الأومليت ثم كيك المافينز وأخيرا الفاكهة الطازجة، وإذا كان الأومليت مقطع لقطع صغيرة، يرفض تناوله». 

 

 وأوضح الحارس الأمريكي أنه وزملاؤه أحبوا شخصية صدام بشدة، تعلقوا به واحترموه وكانوا متعجبين من ماضيه، ليس هذا فحسب بل حزنوا بشدة على إعدامه وعلى طريقة استقبال العالم لخبر وفاته.

كما كشفت أيضا رغد ابنة صدام حسين تفاصيل جديدة عن الفترة التي قضاها والدها داخل السجن خلال محاكمته.

 

وقالت إن والدها كان يبعث لها برسائل من داخل محبسه يطلب فيها أن ترسل له الملابس والسيجار الذي كان يدخنه، حيث كان يطلب نوعا معينا من السيجار ويهديه إلى الأشخاص الذين كانوا معه.

 وقالت رغد صدام حسين إن بعض الرسائل التي كانت تصل لها من والدها كان يتم محو أجزاء منها، مما يعني أنها كانت تخضع للمراقبة. كما أن مذكرات الرئيس العراقي الراحل صدام حسين تم نزع أوراقا منها أيضا قبل أن تصل إليها.

 

وكشفت ابنة الرئيس العراقي السابق صدام حسين كواليس جديدة عن إعدام والدها في 30 ديسمبر عام 2006.

 

وقالت رغد أن مشهد القبض على والدها كان مؤلم للغاية، مضيفة أنها لم تتوقع أبدًا أن يتم القبض عليه على يد القوات الأمريكية التي اجتاحت البلاد.

 

نشرت رغد صدام حسين ابنة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، إحدى الرسائل التي كتبها والدها بخط يده من داخل قاعة المحكمة في بغداد قبل نحو 15 عاما. وكتب صدام حسين في الرسالة: نعم أيها الإخوة، الأصدقاء، أيها الذوات، في الهيئة التي أمامنا في هذه القاعة.. وحيث يبدأ القول بأن جلساتها تفتتح باسم الشعب.. نعم أن الشرف أغلى من الروح، وأن الوطن أغلى من الدم، وأن الشعب أغلى من النفس، وأن المال ليس إلا في سبيل الله والفدا".

 

وتابع في الرسالة التي قامت ابنته بنشرها "حلت أو اقتربت اللحظات التي توجب أن تعبر الكلمات والمصطلحات عن معناها بفعل ذا تجسيد حي، وصار الحسم قريبا فيمتحن شرف أهل الشرف الذين لا ينسون الله ولا التاريخ.. ويتشرف ويتمجد بهم ولا ينساهم، لقد دافعنا عن كل عراقي، وعن شرفه الوطني، ومصالحه الرئيسة، ومن هم أمثالهم في هذه القاعة وحفظنا العهد الذي قطعناه بقسم جليل أمام الشعب بعد إذ اختار صدام حسين رئيساً للجمهورية باستفتاء عام".

 

وأضاف صدام "لم نخن إرادتكم ولم نتنازل عن دور إرادة الشعب الوطنية التي ضحى من أجلها العراقيون من ثورة العشرين (1920) وحتى الآن.. ولذلك رفضنا إرادة الغزاة قبل الغزو وأثناء الغزو بصدق وفضيلة، أنا وإخواني المسؤولون الذين حافظوا على شرف المسؤولية ومعنى العهد والوعد، ولقد جاء دور الإرادة على الوصف الذي أتينا لنمتحن في هيئة المحكمة، فإن فازوا فقد فازوا".

 

ولاقت الرسالة المكتوبة بخط يد صدام حسين تفاعلا جماهيرا واسعا واختتم صدام حسين رسالته كاتبا "الرئيس الشهيد صدام حسين - من قاعة المحكمة في مرحلة الاحتلال".