«المنقد والكعروب».. عادات الصعايدة لمواجهة برد الشتاء 

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

يعتبر فصل الشتاء، هو فصل لم الشمل بين أبناء الصعيد، بوجود "اللمة الحلوة"، من الأهل والأقارب، حول ما يسمى بـ "المنقد" للتدفئة، مع حلول الليل، كما أنهم يحتسون الشاي، المصنوع على نار الكعروب وأخشاب التدفئة،  والذي يعتبر له مذاق خاص عند أهل الصعيد.

اقرأ أيضا| فخر الصعيد.. «رحاب» حفظت القرآن كاملًا وكتبته في 3 أشهر| فيديو وصور

الصعايدة ما زالوا يحرصون على عاداتهم وتقاليدهم بالرغم من التطور الذي نعيشه في كل شيء، وفي الشتاء يمارسون عاداتهم بالتجمع حول جلسات للتدفئة من البرد القارس، في ليالي ممتعه،  يتغلبون فيها على برودة الطقس، بالقش والخشب في المنقد و«الكعروب» و«شوية شاي».

يبدأ الصغار والسيدات في الصباح في البحث عن وسائل  للتدفئة،  فالصغار يذهبون للأراضي الزراعية للبحث عن " الكعروب "، وهو الجزء المدفون في الأرض والمتبقي من بوص الذرة أو القصب بعد جمعه أو كسره، ويتم التنقيب عنه وتجميعه لتنظيف الأرض بعد حصاد المحصول ويستخدم كوقود للتدفئة أو كوقود للفرن البلدي أثناء الخبيز، أو للكانون الذي يستخدم في تسخين المياه أو طهي الطعام.

ويجمع الصغار الكعروب، في جوالات ، ويذهبون به إلى المنزل، ويستخدمونه في القرى للتدفئة، مع حلول الليل، إذ يشعلون فيه النيران،  ويصنعون عليه الشاي أو بعض المأكولات الأخرى،  ويتجمعون سويا، حوله كنوع من "اللمة الحلوة".

ويعتبر الكعروب والأخشاب وأيضا القش ومصاص القصب بعد تجفيفه في الشمس، من أبرز وسائل التدفئة في برد الشتاء، خاصة في قرى الصعيد المختلفة.

ويتجمع الأهل والأقارب حول "المَنقد"، في مكان متسع في المنزل،  للتدفئة، والمنقد هو يكون الخشب أو المصاص أو الكعروب المشتعل فيه النيران، ويتم وضع «كنكة» على الخشب، لعمل شاي، يتناوله جميع الحضور الذين يلتفون حول حلقة التدفئة.

ويتذكر الأهالي الملتفين حول المنقد، الذكريات الجميلة، ويعملون على حل المشاكل العائلية، في جلسات تشبه الجلسات العرفية.